السلامي .. في اليوم العالمي للإبداع والإبتكار
السلامي .. في اليوم العالمي للإبداع والإبتكار
بقلم الدكتور/ خالد السلامي
يصادف اليوم، 21 أبريل، اليوم العالمي للإبداع والابتكار. وتشارك دولتنا الحبيبية، دولة الإمارات العربية المتحدة، في الاحتفال بذلك اليوم إيمانا من قيادتها بأهمية الإبداع والابتكار، ولإذكاء الوعي بدور الإبداع والابتكار في جميع مناحي التنمية البشرية.
إن الوضع الاستثنائي الذي مررنا بها أثناء عمليات الإغلاق جعلتنا أمام ضرورة لإعادة تقدير الاقتصاد الإبداعي بطريقة مختلفة عما سبق. فقد أثبتت لنا جائحة كورونا أننا لم نكن بحاجة للإبداع والابتكار يوما أكثر من الآن. يحتفل العالم أجمع في الواحد والعشرين من شهر أبريل بيوم الإبداع والابتكار لزيادة الوعي بدورهما في جميع جوانب التنمية البشرية. قد لا يكون هناك مفهوم عالمي محدد لمعني الإبداع والابتكار. فالمفهوم مفتوح وواسع يشمل الكثير من الجوانب بداية من حل المشكلات، التطوير الفني في سياق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. أصبح الإبداع والابتكار، على المستويين الفردي والجماعي، هو الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين.
كنا نقول دائما أن الجنون أن تفعل الشيء نفسه، بنفس الطريقة، مرارًا وتكرارًا، مع توقع نتائج مختلفة، لقد سمعنا جميعًا هذا القول. وقد أتي اليوم العالمي للإبداع والابتكار ليمنح الأشخاص سببًا لمحاولة حل المشكلات القديمة بطرق جديدة – مع إمكانية إيجاد طرق أفضل وأكثر فاعلية لتحقيق أهدافنا! الإبداع والابتكار مفيدان في كل مناحي الحياة. من أولئك العاملين في خدمة العملاء الذين يجدون طرقًا لتحسين تجارب عملائهم إلى العلماء الذين يمتلئون كل شغف بتعلم أشياء جديدة عن العالم وإيجاد طرق جديدة لتطبيقها. من السياسيين الذين يمكنهم استخدام إبداعاتهم لإيجاد طرق جديدة لحل المشاكل ومساعدة الشعوب إلى العاملين الطبيين الذين يمكنهم البحث عن طرق جديدة للقيام بأشياء من شأنها حماية مرضاهم وكذلك المجتمع.
نحن مدينون بالشكر والتقدير لكل من أبدع وابتكر في الماضي. وفي الوقت نفسه نحن ملتزمون بتهيئة البيئة اللازمة لمن سيبدع ويبتكر في المستقبل أيضا. فنحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت سبق إلى الإبداع والابتكار، لأننا نعيش في عصر معرفي متسارع حول العالم، نحتاج فيه باستمرار للمزيد من الأفكار الجديدة والمتجددة، أفكار تتمتع بقابليتها للتطبيق.
تبرز أهمية الإبداع والريادة والابتكار في أنهــا تلعــب دوراً كبـيراً في تحســن الوضــع الاقتصــادي للفــرد، والتوظيــف الذاتي، وزيــادة الدخــل، بالإضافــة إلى أنهــا تحقــق للفرد الاســتقلالية، وفرصــة التميــز، وتحقيــق الطموحــات، كـمـا تعد إحــدى الركائــز الأساســية للتنميــة الاقتصاديــة ومــن أهــم اســتراتيجيات التنميــة في الــدول الناميــة والمتقدمــة، وإحــدى المنافــذ لتوســيع القاعـدة الاقتصاديـة وتنشـيط الحركـة التجاريـة، إذ تحقـق عـدداً مـن الوظائـف المهمة المرتبطـة بالكفـاءة والتنافسـية وخلـق فـرص العمـل وابتـكار المنتجـات، إضافـة إلى كونهـا تمثل رافـداً أساسـياً في زيـادة الصـادرات ونمو الناتـج المحـلي الإجمالي، كـما تسـهم في الاسـتقرار الاقتصـادي والاجتماعي.
اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة من الابتكار والإبداع أسلوب حياة ومحور وطني لأهميتهما في دعم اقتصادنا الإبداعي وتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام. إن الابتكار والإبداع هما ضمنا محاور دولة الإمارات العربية المتحدة الأساسية لرؤية الإمارات بفضل قيادتنا الحكيمة والرشيدة. علينا ترسيخ الابتكار والإبداع في المجتمع، وتحقيق المراتب الأولى عالمياً في هذين المجالين. وإن كنا نحتفي باليوم العالمي للإبداع والابتكار هذا العام في ظل أزمة أثقلت تداعياتها كاهل العالم، إلا أن الابتكار والإبداع أثبتا حضوراً وزخماً في إبقاء نوافذ الأمل مفتوحةً، إذ يلعب المبدعون حول العالم دوراً فاعلاً في تقوية عزيمة أفراد مجتمعاتهم على مواجهة هذه الأزمة والعزلة التي فرضتها عليهم. وانطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية والإبداعية، تعمل جميع مؤسسات الدولة بلا كلل لتحفيز المبدعين والمبتكرين على استثمار طاقاتهم الإبداعية من منازلهم لبث الطمأنينة والروح الإيجابية في المجتمع وتقديم تجربة ثقافية فريدة لأفراده خلال الظروف الصعبة الراهنة.
تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن نستشرف المستقبل لنمضي نحوه بخطى واثقة، مستندين إلى روح الابتكار والإبداع، لذلك ندعو الجهات المختصة إلى احتضان المبدعين والمبتكرين لتبقى إنتاجاتهم أساساً في تلوين المشهد الإبداعي في إمارتنا الحبيبة بالابتكارات والإبداعات، ودعم صدارتها في كل المجالات.
#مجلة_نهر_الأمل