قال الدكتور سـالم حامدي المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية إن المزاوجة بين إزالة ملوحة مياه البحر وتوليد الطاقة الكهربائية، يقلل من تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك في ظل تطور تقنية استخدام المحطات النووية في توليد الطاقة وإزالة ملوحة المياه.
وأوضح حامدي في تصريح خاص لـ”البوابة نيوز”، حسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن التكلفة الجملية للمحطة النووية والتي تشمل التشييد والتشغيل والوقود، أقل من التكلفة الجملية للمحطات التقليدية على المدى البعيد.
وأضاف أن المحطات النووية أطول عمرًا افتراضيًا، والذي يقدر بنحو 60 سنة، بينما لا يزيد العمر الافتراضي للمحطات التقليدية على 30 سنة.
وتشير التقديرات إلى أن استخدام الطاقة النووية يساعد على خفض تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية وإزالة ملوحة المياه بنحو 30 إلى 40 في المائة مقارنة بالطاقة الأحفورية، بل تذهب تقديرات أخرى إلى أبعد من ذلك، حيث تنخفض تكلفة إزالة ملوحة المياه باستخدام الطاقة النووية إلى نحو 60 إلى 70 في المائة تبعًا لنوعية المياه المرغوب في إنتاجها وكمياتها والأسعار العالمية للطاقة الأحفورية، بالإضافة إلى أن هذا الاستخدام يحد من التلوث البيئي.
وتابع: “تُصنف الدول العربيـــة ضمن أفـــقـــر المناطق في مصادر المياه العذبة، حيث لا يتوفر إلا 1% من الجريان السطحي للمياه في العام و2% من إجمالي أمطار العالم، وتقع 12 دولة عربية تحت خط الفقر العالمي للمياه العذبة الذي حددته الفاو بألف متر مكعب للفرد، ويتراوح متوسط حصة الفرد العربي في هذه الدول بين خمسمائة وسبعمائة متر مكعب سنويًا”.
وأوضح أن هذه الدول هي: البحرين، الكويت، السعودية، قطر، فلسطين، الإمارات، سلطنة عُمان، الأردن، ليبيا، تونس، والجزائر، والمغرب.
وأكمل: “بالرغم من هذا العجز، فإن بعض الدول العربية وتحديدًا دول الخليج العربي، تسجل أعلى معدلات استهلاك المياه للفرد الواحد. حيث تضاعف استهلاك الدول العربية من المياه خمس مرات خلال الأربعين سنة الأخيرة. ويقدر الاستهلاك السنوي بــــــ 300 مليار متر مكعب يذهب ثلثها للشرب والصناعة والثلثين للزراعة”.
واستطرد: “أضحى توفير المياه بواسطة التقنيات المختلفة لإزالة الملوحة في ظل نقص الموارد الطبيعية من المياه، الخيار المفضل لصناع القرار في الدول العربية، ويعتمد العديد من الدول العربية على إزالة ملوحة مياه البحر لتوفير المياه الصالحة للشرب، وخاصة دول الخليج، بقدرة إنتاج تفوق 2 مليار متر مكعب سنويًا. وتتميز هذه التقنية بالتكلفة العالية والتلوث البيئي”.