الاخبار
“العدالة البيئية وإعادة الإعمار”
“العدالة البيئية وإعادة الإعمار”
نظّمت كلية اللغة والإعلام – القرية الذكية، ضمن سلسلة فعاليات CLC TALKS، ندوة بعنوان: “العدالة البيئية وإعادة الإعمار” قدمتها الدكتورة شادن دياب- الباحثة في العدالة البيئية والسلام، وسفيرة لمعهد الاقتصاد والسلام، وحاورتها أ.م.د/ سالي نصار – أستاذ الإعلام الرقمي المساعد ووكيل الكلية للتدريب وخدمة المجتمع، وذلك يوم الاثنين 11 نوفمبر 2025، بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
أكدت الدكتورة شادن دياب في هذا البيان على أن العدالة البيئية أصبحت اليوم أحد أهم ركائز العدالة الاجتماعية، فهي لا تقتصر على حماية الموارد الطبيعية فحسب، بل تشمل أيضًا حماية الإنسان وكرامته وحقه في بيئة آمنة وصحية.
وأوضحت أن العدالة البيئية تقوم على مبدأ التوزيع العادل للمخاطر والفوائد البيئية بين جميع الفئات الاجتماعية، بغضّ النظر عن العرق أو الطبقة أو الدين أو الجغرافيا. فمنذ نشأتها في السبعينات، تطورت حركة العدالة البيئية لتصبح إطارًا سياسيًا وأخلاقيًا يطالب بإنصاف المجتمعات المهمّشة التي تتحمل أعباء التلوث والحروب والكوارث المناخية أكثر من غيرها.
وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة شادن إلى أن غزة اليوم تمثل حالة إنسانية وبيئية معقدة، حيث تتداخل قضايا الإعمار، وإعادة التأهيل النفسي، وإصلاح البنية التحتية البيئية ضمن منظومة واحدة لا يمكن فصلها عن العدالة الدولية وحقوق الإنسان.
فالحرب لم تدمّر الحجر فحسب، بل مزّقت الذاكرة البيئية للمدينة، ودمرت منظومات المياه، والنفايات، والطاقة، وتسببت بتلوث الهواء والتربة، الأمر الذي سيترك آثارًا خفية على الأجيال القادمة.
كما دعت الدكتورة شادن دياب إلى تبنّي نهج شامل لإعادة إعمار غزة يقوم على ثلاث مستويات مترابطة:
1. المستوى البيئي: معالجة التلوث وإعادة تأهيل الأراضي والمياه.
2. المستوى الإنساني والنفسي: إعادة بناء الروابط الاجتماعية والعلاج النفسي الجماعي لما بعد الحرب.
3. المستوى القانوني والدولي: تعزيز تطبيق القانون الدولي الإنساني لمحاسبة التدمير البيئي كجريمة حرب، وإدماج البعد البيئي في برامج الإغاثة والتنمية المستدامة.
وفي ختام الندوة، أكدت الدكتورة دياب أن إعادة إعمار غزة ليست مجرد مشروع هندسي، بل هي فعل سلام بيئي وإنساني، لأن البيئة يمكن أن تكون جسرًا للسلام إن أُعيدت إليها الحياة بعد الدمار.
وتختم بالقول:
“حين تُشفى الأرض، يشفى الإنسان، وحين نعيد للبيئة صوتها، نستعيد القدرة على الحلم بوطن عادل وآمن للجميع.”









