العيد الستين للتليفزيون المصرى
اليوم.. التليفزيون المصري يحتفل بعيد ميلاده الستين
يعتبر التليفزيون المصري الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الستيني من أقدم التليفزيونات في الشرق الأوسط، حيث بدء البث الأول لإرساله في 21 يوليو عام 1960.
الريادة الإعلامية المصرية وضع لبنتها الأساسية الأولى في خمسينات القرن الماضي الدكتور محمد عبد القادر حاتم (3 سبتمبر 1918 ـ 7 يوليو 2015) وزير الإعلام ونائب رئيس الوزراء السابق بتأسيس أول وكالة للأنباء في مصر (وكالة أنباء الشرق الأوسط)، وأول محطة تليفزيون بإقامة مبنى ماسبيرو المستدير في ستينات القرن الماضي.
سيناريوهات تطوير فكرة إنشاء التليفزيون المصري، بدأت بإصرار الدكتور حاتم على إنشائه بغرض تعليم الشعب وتثقيفه ومحو أميته، وفي بداية الأمر لم يوافق الرئيس جمال عبد الناصر على الفكرة، حيث كانت قضايا التنمية والتحديات الخارجية تسيطر على اهتماماته، فضلًا عن عجز موازنة الدولة عن توفير فائض لإنشاء جهاز التليفزيون، وعملا بمبدأ الشورى فقد أحال الفكرة لمجلس الوزراء باعتباره صاحب القرار في هذا الشأن، عدد من الوزراء اعترضوا على الفكرة خلال اجتماع المجلس، وكان لكل منهم وجهة نظر عكست تخوفه أن يكون للتليفزيون أي آثار سلبية على وزاراتهم وأنشطتهم، إلا إن الدكتور عبد المنعم القيسوني وزير الاقتصاد في تلك الحكومة أيد إنشاء مبنى التليفزيون، مؤكدا أنه سينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة التي تتمتع بوسائل إعلام متطورة.
وبالفعل وافق الرئيس عبد الناصر على تنفيذ المشروع، ووضع جدولًا زمنيًا لبناء المبنى وصدق الدكتور القيسوني على توفير الدعم المالي اللازم لإنشاء التليفزيون الذي بدأ مشروعه بتمويل بلغ 200 ألف جنيه، وأعطى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شارة البدء في بناء مبنى التليفزيون في أغسطس عام 1959، وتم الانتهاء منه في 21 يوليو عام 1960، مواكبا للاحتفال بالعيد الثامن لثورة 23 يوليو.
وخرج هذا الهرم الكبير للنور، ونجح البث التجريبي للبرامج، وتقدم عدد كبير من الفنانين العالميين بطلبات للظهور على شاشة التليفزيون المصري الذي يعد أول تليفزيون في منطقة الشرق الأوسط، وانطلق البث التليفزيوني بظهور الزعيم جمال عبد الناصر، وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة، وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد “وطني الأكبر”.
واستهل التليفزيون إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محدد ب 6 ساعات فقط يوميًا، وقدم التليفزيون برامج شاملة من توعية وإرشاد للمزارعين وبرامج تعليمية في جميع المراحل، وبرامج للأطفال وفوازير رمضان التي اشتهر في تقديمها ثلاثي أضواء المسرح.
اختيرت كل من أماني ناشد، وهمت مصطفى، وليلى رستم ضمن أول الإعلاميين للعمل بالتليفزيون عند تأسيسه في عام 1960، وشاهد الجمهور هَمَّت مصطفى أول مذيعة على الشاشة وأول من قرأ نشرة الأخبار في التلفزيون المصري، وبالجهود التي بذلها العديد من الإعلاميين على شاشة التليفزيون، ومنهم ماما سميحة وسمير صبري وتماضر توفيق وسامية صادق ودرية شرف الدين نجح التليفزيون المصري في رسالته التثقيفية في المجتمع.
وأعقب إنشاء التليفزيون تدشين مسرح التليفزيون، الذي أحدث نهضة مسرحية كبيرة، وأتاح الفرصة الظهور لكثير من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد نجوما كبارا أمثال ( فؤاد المهندس – أمين الهنيدي – عبد المنعم إبراهيم.. وغيرهم)، كما حدثت نهضة كبيرة في الأعمال الدرامية حيث ظهرت العديد من الأعمال في التليفزيون والتي مازالت محفورة إلى الآن في أذهان الجماهير مثل : (هارب من الأيام – القاهرة والناس – الساقية وغيرها).
وبمرور الوقت اتسعت قنوات التليفزيون وبات هناك قنوات إقليمية وقناة فضائية مصرية، وأمام التنافس الذي فرضه ظهور جيل من القنوات الخاصة، وإيمانًا بأهمية التليفزيون المصري ودوره الوطني فقد تم وضع خطة من أجل أن يستعيد دوره في المقدمة محليًا وعربيًا، وأكدت سيناريوهات تطوير التليفزيون أهمية حماية التراث من السرقة وتطوير المضمون الإعلامي.
تقرير شادية محمود (مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط)
وكالة أنباء الشرق الأوسط