انطلاق المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء: الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع
انطلاق المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء: الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع
تقرير/ وفاء آلاجة
إنطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء تحت عنوان ” الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع” الذى يعقد تحت رعاية الرئيس السيسى بمشاركة 104 دول، لتعزيز دور الفتوى فى التوازن بين السيادة الوطنية للدول والالتزام بالأخلاق الإنسانية دار الافتاء، وتنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء فى العالم على مدى يومي التاسع والعشرين والثلاثين من يوليو 2024م بالقاهرة بمشاركة أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وعددهم (85) عضوًا بحضور الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والدكتور اسامة الازهرى وزير الأوقاف ناىبا عن رئيس الوزراء،والدكتور محمود الضوينى وكيل الأزهر الشريف ناىبا عن فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ودكتور محمد حسين مفتى القدس،ود. عبد الرحمن الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، د. قطب سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بجدة، د. عمر الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بأبو ظبي، د. يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية الجزائري، الشيخ هشام بن يوسف مفتي تونس، د. إدريس الفاسي الفهري نائب رئيس جامعة القرويين وخطيب جامع القرويين، نهال سعد مدير تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، السفير مختار عمر كبير مستشاري الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي بجينيف، د. زهير الحارثي الأمين العام لمركز كايسيد العالمي للحوار بلشبونة، د. أبو بكر دكوري مستشار الشؤون الدينية برئاسة بوركينا فاسو، د. علي آل هاشم مستشار رئيس دولة الإمارات.
كما يحضر كذلك الشيخ أرون بون شوم شيخ الإسلام في تايلاند، د. أحمد الحسنات مفتي المملكة الأردنية، الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء بسلطنة عمان، الشيخ صالح مجييف مفتي الشيشان، ماريا الهطالي الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الشيخ سلمان موسييف مفتي أذربيجان، الدكتور أحمد الحداد كبير مفتين ومدير إدارة الإفتاء وعضو كبار العلماء بدبي، الشيخ حسين كافازوفيتش المفتي العام للبوسنة والهرسك، الشيخ أبو بكر المسلياري مفتي الديار الهندية، محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني، د. لقمان عبد الله مفتي ماليزيا، ناظر الدين محمد مفتي سنغافورة، الشيخ أبو بكر جمل الله مفتي جزر القمر، د. رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد، د. محمد بن عيضة شبيبة وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، د. محمد أحمد لوح رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء إفريقيا، الشيخ إلدار علاء الدينوف مفتي موسكو، وغيرهم الكثير من العلماء والمفتين.
واشار فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ان أجتماعنا اليوم فى مصرلمناقشة التحديات التى تواجهنا يدل على أن مصر كانت ومازالت رائدة على مر العصور فى عصر تدعمنا فيه القيادة السياسية معنويا وماديا لتجديد الخطاب الافتائى فنحن اليوم نعيشفى عالم أصبحت السرعة احدى سماته السياسية وأصبحت الأ مات متلاحقة ومتسارعة تواجه الجنس البشرى وتضعنا فى موقع المسؤلية ومانراه من محاولات لتفكيك التيار الأخلاقى المستقر الذى يرتكز على الأديان وحفظ الجنس البشرى.
ويواصل المؤتمر التفاعل بين دور دور الافتاء لدعم البناء الأخلاقى ودعم القيم المشتركة فى ظل التحديات والأزمات التى يعيشها العالم اليوم وننطلق من رؤية حضارية تستند لمبادىء وقيم انسانية مشتركة تمنح الوازع الدينى والأخلاقى القدرة على التفاعل مع الكون والانسان الذى أوجده الله لاعمار الأرض .
وقد نشات الافكار والفلسفات لتكوين النفس البشرية للقيم والفضائل ومازالت الأديان السماوية تحث البشرية على ذلك السبيل القويم ونرشدهم لممارسة الأخلاق ونحذرهم من أسباب الهلاك ومواطن الشرورفالرسالة المحمدية جاءت مرشدة لأعظم الفضائل فالرسالة المحمدية فى مفهومها الشامل تدعو للأخلاق الفضيلة .
ويأتى دور الفتوى فى تمرير الأحكام الشرعية ومواجهة الأفكار التى تدعو للانسلاخ من القيم المشتركو واننا اذ نقر بضرورة التعايش السلمى فلابد من ايجاد صيغة مشتركة للتفاهم حول المعايير الأخلاقية ووضع منظومة أخلاقية ومبادىء علمية ومواجهة تطبيقات الذكاء الاصطناعى وحل الازمات البيىية والاجتماعية والاقتصادية.
وأكد الدكتور أسامة الازهرى وزير الاوقاف فى كلمته نيابة عن رئيس الوزراء ان وزارة الاوقاف بكل قدراتها ومقدراتها وشيوخها ومطباءها مجندة لدعم مفتى الجمهورية ودار الافتاء لتؤدى رسالتها فى خدمة شعب مصر والمسلمين كافة وتقديم الدعم لمؤتمر دار الافتاء حتى يحقق اقصى غاياته.
كما تقدم لضيوف مصر برسالة اكد فيها وقوف دار الافتاء ووزارة الاوقاف وكافة المشايخ والطرق الصوفية يقفون جميعا خلف الأزهر الشريف وخلف الامام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذى يكن له كل المسلمون المحبة والتقدير داعى ضيوف مصر أن يعودوا لبلادهم بعد قضاء الوقت الطيب وهم مطمىنين ان المؤسسة الدينية فى مصر تقف كجبل شامخ تحت قيادة الازهر الشريف .
واثنى على موضوع المؤتمر الدولى التاسع لدار الافتاء وهو الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع فالقتوى صنعة ومهارة وعلم وبصر بالاحكام الشرعية والأخلاق هى ميراث النبوة وهى تزكية وادب وسير لله تعالى والعالم المتسارع والمتغير اللاهث ويطرح كل يوم تعقيدا فلسفيا وثورات معرفية ويتاثر بسياسات العالم المحكومة بتوازنات صعبة وأبعاد اقتصادية منشابكة ومن اهداف المؤتمر ان نقتبس من النور والحكمة ليطفىء لهيب التطورات غير الراشدة فى العالم المتسارع.
وفى ختام كلمته وجه كلمة لدعم الشعب الفلسطينى فى ظل الحرب التى يشنها عدو مغتصب لأراضيه كما ادان الاساءة للسيد المسيح خلال افتتاح الدورة الاوليمبية بباريس والتى أدانها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الافتاء فالأنبياء لهم كل الاحترام .
واكد الدكتور محمد الضوينى وكيل الاظهر الشريف فى كلمته نيابة عن شبخ الازهر مؤكدا ان هذا العالم المتسارع يظهر خطورة لأحكاهة التسرعة فى كافة المجالات وانتقال هذا التسارع والتغير الى بقاع الارض دون النظر لمكونات هوية او حدود جغرافية وما يسىء به للبشرية فى محاولته لاستبدال الأسرة الشرعية بناموسا يخلف الطبيعة البشرية تحت مسمى الحرية والمثلية وكذلك اناهاج منهج اقتصادى يخالف شرع السماء واتباع سياسات تبيح الاعتداء على الدول التى لا تسلك للحروب طريقا والمعاملات التى تتسم بالتشدد والانغلاق من جهة وبالالحاد والانفلات من جهة أخرىمما يهدد الثوابت الدينية.
ويأتى الذكاء الاصطناعى بفتاوى جاهزة ويفتى بها اشخاص لا يحسنون صناعة الفتوى فيقع الناس فى حيثيات ضيقة فالناس يحتاجون لفتوى واعية لفتح ابواب الرجاء .
ومن حق الناس على المفتيين توحيد المفاهيم حتى يستغنى الناس عن الفتوى الجاهزة فالفتوى ينبغى أن تعنى ببيان الأحكام الشرعية التى يبصر الانسان بها طريقه الى الله ويدرك ادراكا واعيا موقفه من نفسه ويحسن قرارة الماضى وادارة الحاضر ويستشرف المستقبل وعلى المفتيين الربط بين الفتوى والواقعفالمنهج القرأنى فى الفتوى يدرك العلاقة بين الفتوى والتقوى ليلتمس الفتوى المربية التى تحرص على توجيه القلب والسلوك.