المدن العربية الخضراء.. دراسة تكشف دور النخيل والنيم في مواجهة التغيرات المناخية
المدن العربية الخضراء.. دراسة تكشف دور النخيل والنيم
في مواجهة التغيرات المناخية
طرح الدكتور سامح فرج عوض، رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة البحيرة، والدكتورة ماريت عادل متري، نائب رئيس الفرع، دراسة جديدة حول “المدن العربية الخضراء” وما يمكن أن تقدمه من حلول بيئية واقتصادية في مواجهة التغيرات المناخية.
تغير المناخ وتحديات التنمية:
أكدت الدراسة أن التهديدات الناجمة عن التغير المناخي لم تعد تقتصر على البيئة والصحة العامة، بل باتت تمثل عاملًا مؤثرًا في الأمن والاستقرار الداخلي للدول.
وأشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية وغازات الكربون، أصبح يعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، ويؤدي إلى خسائر بيئية وصحية متزايدة.
الأشجار كحليف استراتيجي:
ركزت الدراسة على الدور المحوري للقطاع الزراعي، وخاصة الأشجار، في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتلطيف المناخ. وبعد مراجعة علمية، أوصت بزراعة نوعين من الأشجار أثبتا جدوى بيئية واقتصادية كبيرة: نخيل التمر وشجر النيم.
نخيل التمر:
– يمتص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون بفضل كثافة سعفه.
– يوفر ثمارًا غنية غذائيًا وصحيًا وتدخل في صناعات غذائية ودوائية عديدة.
– يساهم في تثبيت التربة، مقاومة التصحر، وتلطيف حرارة الجو.
– يمكن استغلال مخلفاته في صناعات الخشب والورق والأعلاف.
شجر النيم:
– يتميز بقدرته على النمو في التربة الفقيرة ومقاومة الظروف القاسية.
– يمتص التلوث ويعمل كمصد للرياح ومثبت للتربة.
– له استخدامات طبية وصناعية متعددة، مثل إنتاج الزيوت، المبيدات الحيوية، والصناعات الدوائية.
– يوفر ظلًا ويحسّن المشهد الجمالي في المدن والطرق.
العوائد الاقتصادية:
أوضحت الدراسة أن تكلفة زراعة هذه الأشجار قد تبدو مرتفعة في البداية، لكن فوائدها البيئية والاقتصادية تعوض ذلك على المدى الطويل.
أسعار أشجار النخيل تتراوح بين 500 – 2000 جنيه بحسب النوع والعمر.
أسعار شجر النيم تتراوح بين 200 – 600 جنيه.
كما أشارت إلى إمكانية إنشاء مشاتل بالمحافظات لتسويق هذه الأشجار وتحقيق دخل مالي بجانب عوائدها البيئية.
التوصيات:
اقترح الباحثان مجموعة من التوصيات العملية لتفعيل مبادرة المدن الخضراء، أبرزها:
1. زراعة نخيل التمر والنيم داخل وخارج أسوار الوحدات والمصالح الحكومية.
2. التوسع في زراعة هذه الأشجار على جانبي الطرق السريعة ومداخل المدن.
3. تشجير ضفاف الترع والمصارف لزيادة الغطاء النباتي.
4. إنشاء مشاتل متخصصة لإنتاج وتسويق هذه الأشجار لتعظيم الاستفادة البيئية والاقتصادية.
نحو مدن عربية أكثر خضرة:
خلصت الدراسة إلى أن تبني مثل هذه المبادرات يعزز قدرة المدن العربية على مواجهة التغيرات المناخية، ويحمي الموارد الطبيعية، ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة، مؤكدة أن “الرهان على الأشجار هو استثمار في صحة الإنسان واستدامة البيئة معًا”.
