المساواة وحقوق الإنسان في أجندة التنمية المستدامة 2030

دليل تطبيقي لمركز “كوثر” يوثق لجهود المنظمات والأفراد لإدراج منظوري

المساواة وحقوق الإنسان في أجندة التنمية المستدامة 2030

“حياة جديدة للغارمات في السجون المصرية وأطفالهن”… “من عندي فكرة لابن عاملة فلاحية بلا تغطية اجتماعية إلى مشروع وطني تونسي”… “سيدات الطعام والشاي في مقاومة الفقر في السودان”… “النساء في حصاد الضباب وترشيد ري الأرز في المغرب”… “حملة الدنبر تجربة محلية لإزالة الانقاض في الموصل”… “نساء لتدوير بقايا الاطعمة والمخلفات المنزلية في البحرين”… “موريتانيا : بيئة بحرية في خطر”… “المرأة وتوافقات السلام في اليمن”… “منصة مدنية عربية لأجندة 2030″…

هي عناوين لمبادرات ميدانية من ضمن 44 مبادرة ما بين محلية ووطنية وإقليمية تغطي كل أهداف الأجندة تم تنفيذها في 17 دولة عربية قام مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” بتوثيقها ضمن دليل تطبيقي صدر بعنوان :

“المساواة بين الجنسين في أجندة 2030 : دور المجتمع المدني والإعلام : مبادرات ميدانية”

شملت المبادرات الأهداف السبع عشرة من أجندة 2030 لجهة إبراز منظور المساواة بين الجنسين وأبعادها في كل واحد منها، ذلك أن مركز “كوثر” يؤمن بضرورة إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في كل الأهداف، ويعتبر أن هذا المنظور لا ينحصر في الهدفين الخامس والعاشر من الأجندة، لكنه يتنزل في صلب جميع الأهداف، وفي روح الأجندة وجوهرها وركائزها.

ولكل هدف من الأهداف، تقديم تحليلي وتبسيطي لمضمون الهدف ومقاصده، ومعطيات إحصائية في سياقيها الدولي والعربي. يلي ذلك عرض لمبادرة أو أكثر يوثق أصحابها ومسارات تنفيذها والفئات المستهدفة منها وأهم نتائجها.

مشاريع ومبادرات في مصر والسودان لنساء فقيرات، وأخرى في مجال الصحة والصحة النفسية في جيبوتي والكويت ولبنان، وجهود لإدماج البيئة في التعليم في سلطنة عمان… شراكات استراتيجية ضمت جمعيات نسائية في لبنان لتأسيس نقابة للعاملات المنزليات المهاجرات، وترشيد ري الأرز في المغرب عبر حصاد مياه الضباب شاركت فيه أيضا نساء ما مكن من تقليص التسرب المدرسي للفتيات.

كانت النساء سواء أفرادا أو ناشطات في منظمات المجتمع المدني حاضرات في جل المشاريع التنموية الموثقة : في احتجاجات 2018 على قانون الضرائب الأردني وفي المبادرات المحلية لإزالة الانقاض وإعمار الموصل بالعراق ولتقديم الدعم المادي والنفسي والاجتماعي للعائلات الفقيرة والنازحة في سوريا زمن الحرب.

سلط الدليل كذلك الضوء على تجارب ومبادرات مميزة لفئات متنوعة من النساء للحفاظ على البيئة، ففي البحرين نساء تدربن على تدوير بقايا الطعام والمخلفات المنزلية إلى سماد طبيعي ما مكن من خلق فرص عمل جديدة للأسر المعوزة، وفي قرية تونسية نساء زرعن الأكاسيا لوقف التصحر فتحولت جهودهن بقيادة ابنة منطقتهن إلى شركة اجتماعية.

وفي الدليل كذلك مبادرات إقليمية لدفع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 منها المنصة المدنية العربية لأجندة 2030 والمدونة العربية للتنمية المستدامة وهما تجربتان إقليميتان تقودهما منظمات المجتمع المدني وهياكل دولية وأممية في تجسيم للهدف 17 المتصل بتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.

تجارب ومبادرات جديرة بالنسج على منوالها، تبرهن كيف يمكن للوعي المجتمعي وللرغبة في التغيير أن تتحدى معوقات عديدة، وكيف يمكن لمبادرات محلية فردية أو جماعية متواضعة أن تصبح نماذج ملهمة لتعزيز منظور المساواة وتمكين النساء صلب أجندة التنمية 2030. وهي تؤكد كذلك أنه لا تنمية حقيقية دون الأخذ بعين الاعتبار لكل فئات المجتمع.

سلوى الجوادي

منسق إعلام واتصال

مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر”