الاخبار

الميكروبلاستيك.. الملوث الخفي الذي يهدد الإنسان والبيئة

الميكروبلاستيك.. الملوث الخفي الذي يهدد الإنسان والبيئة

 

أ.د.م. شيماء محمد عبد المنعم – قسم بحوث تلوث المياه – معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية

 

بقلم: أ. د. م. شيماء محمد عبد المنعم
قسم بحوث تلوث المياه – معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية

رغم أن البلاستيك يتميز بمتانته وصعوبة تحلله، فإن هذه الخاصية ذاتها جعلت منه كارثة بيئية متفاقمة. فالبلاستيك لا يختفي بمرور الزمن، بل يتفتت تدريجيًا تحت تأثير العوامل الطبيعية مثل الأشعة فوق البنفسجية، والاحتكاك بالأمواج، والتغيرات الحرارية، والرياح والأمطار، لينتج جزيئات دقيقة تعرف باسم الميكروبلاستيك (أقل من 5 ملم).

كل قطعة بلاستيك صُنعت منذ بداية استخدامه ما زالت موجودة بشكل أو بآخر في البيئة، مما يؤدي إلى تراكم يصعب السيطرة عليه. وتنقسم المواد الميكروبلاستيكية إلى نوعين:

الأولية: تنتج مباشرة من استخدام منتجات مثل الأقمشة الصناعية (البوليستر)، إطارات السيارات، مستحضرات التجميل، وغبار المدن.

الثانوية: تنتج عن تفتت العبوات والأكياس والأواني البلاستيكية كبيرة الحجم.

تكمن خطورة الميكروبلاستيك في انتشاره الواسع في الهواء والماء والغذاء، ودخوله إلى جسم الإنسان عبر الجهازين الهضمي والتنفسي. كما يعد ناقلًا للملوثات الخطرة مثل المبيدات والمعادن الثقيلة، ما قد يسبب التهابات في الأمعاء والرئتين، ويؤثر سلبًا في صحة الإنسان والكائنات الحية. وفي البيئة البحرية، يؤدي ابتلاع الميكروبلاستيك إلى انسداد الجهاز الهضمي أو الموت جوعًا للكائنات، بينما يُضعف خصوبة التربة ويؤثر في الكائنات الدقيقة، مسببًا اختلالًا في التوازن البيئي.

يظل الميكروبلاستيك ملوثًا خفيًا ومستديمًا يهدد كوكبنا الأزرق، ويستلزم مواجهة واعية تقوم على الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وتطوير أنظمة إعادة التدوير، والبحث عن بدائل صديقة للبيئة.

ومن هذا المنطلق، ينظم معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية بالمركز القومي للبحوث ورشة عمل عن الميكروبلاستيك، على هامش مؤتمره الدولي السابع خلال الفترة من 25 إلى 26 نوفمبر 2025.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد
صورة nahr1 Alamal

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى