الوزان يكتب: الطريق نحو إعلام عربي واحد
بقلم: أ. د. عبد الكريم الوزان
الإعلام لسان حال الأمة والمرآة العاكسة لتطلعاتها. وفي ضوء التكنولوجيا الكبيرة واتساع دائرة العالم الاتصالي، وإزدياد خبرات القائم بالاتصال، وتنوع المحتوى ورصانة الخطاب الإعلامي، ووعي الجمهور، أصبحت الحاجة ملحة لوضع خارطة طريق إعلامية وفق سياسات مشتركة تستهدف تحقيق وحدة اعلامية تسعى للحفاظ على الهوية العربية .
وبلا شك فإن الوصول لهذه الغاية يتطلب تحقق عوامل عديدة منها: توافق السياسات العامة وعدم اختلافها، وتوحيد الرؤية والأهداف التي تحدد بالنتيجة مسار الإعلام، ومن ثم مراعاة مايتعلق بالإعلام والقائمين عليه، ومن ذلك التخصص المهني الدقيق، ووحدة الخطاب، ورقمنة الإعلام، وتنظيم قانون المطبوعات وتنشيط الرقابة الإلكترونية وتعديل اللوائح القانونية ذات العلاقة، وتنسيق المصطلحات الإعلامية، وتكثيف المؤتمرات والندوات الإعلامية العربية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية، وزيادة الخبرات، وتشجيع مراكز البحث الإعلامي، ومراعاة الحفاظ على اللغة العربية، والتمسك بالثقافة العربية عبر وسائل الإعلام والابتعاد عن مستنقع التفاهة، والركون الى عالم الثقافة، وإعادة النظر بالمناهج التعليمية وإعطاء مساحة للإعلام وتدريسه بدءاً من المرحلة الثانوية. كذلك ايجاد قنوات فضائية وإذاعات وصحف ومواقع باللغة العربية لمخاطبة الناطقين بغيرها ذات لسان عربي إعلامي ممنهج، ومن الجدير بذكره ضرورة تنظيم التفاعل وتفعيله بين السياحة والإعلام لوجود رابطة وثيقة بينهما على المستوى المحلي والعربي، أيضا لابد من الإهتمام بالمحتوى الرقمي، ومسايرة تكنولوجيا الإعلام بشكل خاص.
ويجب أن لايقتصر اتجاه الإعلام على الدولة، بل يكون إعلام مواطنة يشيع الأمل ويتجاوز الإحباط، ويسلط الأضواء على المواهب والطاقات الخلاقة وكل الرموز الايجابية في المجتمع. ومن المهم الالتفات الى الشباب والمحافظة على حصانتهم الفكرية ضد ” البروباغاندا ” المؤدلجة والممنهجة، والتركيز على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لسعة مساحة انتشارها وتأثيرها وصولا لرسالة إتصالية عربية موحدة. كذلك عليه إيجاد حلول للأزمات دون أن يكتفي بنقل وتصوير الأحداث، والتركيز على السلبيات.
إن الإعلام المنشود هو الذي يدعو للانسانية الحقة وإفشاء السلام، ليس في الوطن العربي فحسب بل في العالم أجمع، وهذا بدوره يتطلب الاطلاع على ثقافات الشعوب وفهم الحضارات للسير بمحاذاتها بشكل إيجابي وإعداد رسائل اتصالية متناسقة والظهور بهوية عربية إعلامية واحدة.
ومن خلال ذلك يتجانس الرأي العام العربي فيكون عندها ممثلا لإعلام واحد يتفاعل مع الرأي العام الدولي ويحقق أهداف الأمة العربية.
