تحديات استخدام الذكاء الاصطناعى فى القطاع الصحى بالمنطقة العربية
تقرير: وفاء آلاجة
شهدت مجلة “نهر الأمل ” فعاليات المؤتمر العربي الثالث والعشرين “الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات، الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: الأبعاد والتحديات”، في نسخته الثالثة والعشرين والذى تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية خلال الفترة من 10 – 11 ديسمبر المقبل بالقاهرة، وذلك تحت رعاية نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، و بشراكة استراتيجية مع مجموعة المواساة للخدمات الطبية، ومنظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، وإدارة الصحة والمساعدات الإنسانية – الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وذلك استكمالاً لسلسلة دورات “المؤتمر العربي للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات” والتي تنعقد منذ ثلاثة وعشرين عاماً،يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز النظم الصحية، وعرض الأبعاد والفرص والتحديات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بالإضافة إلى بيان دور الابتكارات الجديدة والأبحاث الطبية في مجال تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن استعراض التجارب الناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية
وشارك فى المؤتمر نخبة من الوزراء والقيادات الإدارية في وزارات الصحة بالدول العربية، من رؤساء الهيئات العربية ومجالس اعتماد المنشآت الصحية في الدول العربية، أعضاء الاتحادات الطبية والنقابات المهنية (الأطباء – الصيادلة – التمريض)، عمداء وأعضاء هيئات التدريس، وطلبة الكليات الطبية والصحية والإدارة الصحية وإدارة المستشفيات، ورجال الأعمال والمستثمرون بالقطاع الصحي، ممثلو المنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني ذات العلاقة بالقطاع الصحي، ممثلو هيئات ومجالس الضمان الصحي في الدول العربية، العاملون في شركات التأمين وتقييم الخدمات الصحية في الدول العربية.
وأشار أ.خالد بن سليمان السليم نائب العضو المنتدب لشركة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية أن التكنولوجيا أصبحت الداعم الرئيسى للتأسيس الشركات وريادة الأعمال وتطورت ليصبح التحول الرقمى أساس للقيام بكافة الأعباء ونظراً للتغيرات المتسارعة أصبح استخدام الذكاء الاصطناعى فى الرعاية الصحية وسيلة لتعزيز وصول خدمات الرعاية الصحية لجميع الأشخاص وعلينا ملاحقة تلك التطورات التكنولوجية التى توفر الوقت والجهد والتكلفة ولها القدرة على قياس الأداء وضبط الخطط العلاجية مما يحسن من كفاءة الرعاية الصحية المقدمة.
وأكد على أهمية محاور المؤتمر ويناقش المحور الأول دور الذكاء الاصطناعى فى تعزيز النظم الصحية ويتناول المحور الثانى الأبعاد والفرص والتحديات لتطبيقات الذكاء الاصطناعى فى القطاع الصحى والمحور الثالث يؤكد أن الانسان يعد له الاولوية الأولى فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى والمحور الرابع يبحث الابتكارات الجديدة والأبحاث الطبية فى مجال تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى لتحسين الرعاية الصحية ويستعرض المحور الخامس التجارب الناجحة فى تطبيق الذكاء الاصطناعى فى مجالات الرعاية الصحية .
وأكدت د.حنان البلخى المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط تحول أساليب ادارة المستشفيات للاستفادة من نواتج الابتكار من أجل وضع نهج صحى يضع المريض نصب أعينه واعتمدت منظمة الصحة العالمية عام 2016 أسس لتمويل الخبرات الصحية وأسوب ادارة المنظومة الصحية لتلبية احتياجات المواطن وتنسيق الخدمات على سلة الرعاية لتتسم بالشمول والفعالية والكفاءة والقبول وضرورة تحلى القائمين على الرعاية بالخبرة والمهارة ومواجهة تحديات تكاليف ارتفاع الرعاية الصحية وارتفاع متوسط عمر الانسان كما ينبغى التكيف مع هذه الأوضاع ووضع استراتيجيات تقوم على الكفاءة وتحقق التميز السريرى وتحسين ادارة البيانات وتحليلها بما يشمل السجلات الصحية الالكترونية لاتخاذ القرارات المستنيرة والاستفادة من التطبيقات عن بعد لايصال الخدمات للريف .
وتهتم منظمة الصحة العالمية بتنمية الفكر الابداعى واعداد نماذج مستدامة لتطبيقات الذكاء الاصطناعى لتحويل الرؤية لواقع ملموس وتوفير منظومة هادفة للذكاء الاصطناعى وصولاً لأهداف التنمية المستدامة وتحقق عالم أوفر صحة مؤكدة أن المنظمة تسعى لانشاء هياكل ووصولا لحوكمة قوية ووضع ارشادات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعى فى الرعاية الصحية على نحو أخلاقى للحفاظ على ثقة الجمهور موجهة الشكر للمنظمة العربية للتنمية الادارية لكونها منبر لتعزيز الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعى من خلال بناء القدرات وتبادل الخبرات فالذكاء الاصطناعى والتقدم التكنولوجى عنصران أساسيان فى تحسين سلاسل الامداد الطبى وتعزيز قدرات الفريق الطبى وقياس التنبؤات والتعرف على الاتجاهات السائدة للحماية من الادمان .
وإستعرض د.أحمد السبكى رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية مفهوم استخدام الذكاء الاصطناعى فى الرعاية الصحية وتعد أجهزة المتابعة الاكلينيكية عن بعد والذكاء الاصطناعى جزء من الصحة الالكترونية وتتشابه التحديات المصاحبة لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى دولنا العربية وتتمثل فى الاطار القانونى الحاكم والاطار الأخلاقى وانتهاك الخصوصية ولكن لكل منطقة خصائصها مما يستلزم ضخ استثمارات لبناء الخوارزميات الخاصة بالذكاء الاصطناعى بمنطقتنا العربية وهذا يعد تحدى ولذلك تأتى أهمية التنسيق والتشاور لأن مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعى هو المستقبل القادم.
ومن المهم الاستعداد بالتدريب الأكاديمى وادخال مفاهيم الذكاء الاصطناعى للمناهج لاعداد ممارسى الرعاية الصحية وتوجيه العاملين فى القطاع الصحى للبحث العلمى والابتكار والاعتماد على الذكاء الاصطناعى يوفر الجهد والوقت ويساهم فى تعزيز البحث العلمى ، ومصر أدخلت منظومة الذكاء الاصطناعى فى مشروع التأمين الصحى الشامل وسعت لتغيير الفلسفة فى ضوء المعطيات بانشاء ملف صحى موحد ولدينا الآن 6 مليون ملف طبى للمواطنين فى المرحلة الأولى للتأمين الصحى الشامل وأصبح لدينا منظومة صحية حديثة بالاعتماد علىة الذكاء الاصطناعى فى مستشفيات الاسماعيلية
وتحدث د.أحمد بن محمد أبوعباة مستشار وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عن أهمية المؤتمر ومنهجية العمل به مشيراً لبدء الذكاء الاصطناعى منذ ستسنيات القرن الماضى وتطور مصطلح الذاء الاصطناعى خلال الحقبة الماضية ليشهد طفرات متسارعة خلال العشرون عاماً الماضية وأصبح لدينا تطبيقات وبرامج مثل برنامج “WASTON”
وهو برنامج لتحليل البيانات وتقديم توصيات على سجلات المرضى
وبرنامج”go”
وهو برنامج لتحليل الصورالطبية والتنبؤ بالأمراض وتشخيص أمراض الشبكية بدقة تصل 94%
وبرنامج
“path AI”
وهو برنامج لتحليل الأنسجة البيولوجية لتشخيص سرطان الثدى وسرطان البروستاتا وتحسين فرص العلاج
وبرنامج “ tempus”
ويساهم فى تحسين جودة الرعاية الصحية والكشف المبكر
وبرنامج babyton
وهو برنامج للآشعة التشخيصية على الانترنت
وبرنامج aidoc
وهو برنامج لتحليل ضور الآشعة والتشخيص المبكر للأورام
وأكد أن الهدف العام للمؤتمر لتسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعى فى القطاع الصحى وبيان دور الابتكارات الجديدة واستعراض التجارب الناجحة دولياً وعربياً ومواجهة التحديات التى يفرضها التوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعى مثل انتهاك الخصوصية والأمان والتحيز والعدالة وارتفاع التكلفة والحاجة للتدريب والتعليم المستمر للكوادر الصحية.
