تحقيقات وتقارير

دور الاعلام البيئى فى معالجة التغيرات المناخية

 

الاعلام البيئى ودوره فى معالجة التغيرات المناخية

تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة” نهر الأمل” ندوة الإعلام البيئى التى نظمتها منصة المناخ التفاعلية برئاسة د. مصطفي الشربيني – الامين العام للاتحاد الدولي لخبراء التنمية .. احد منظمات شبكة اتفاقية باريس للامم المتحدة للتغيرات المناخية ، وحاضر بالندوة أ.د جيلان شرف عميدة كلية الإعلام جامعة السويس سابقا ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون  ونائب رئيس مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الانساني التى أشارت للإعلام البيئى وأهميته فى التعريف بالبيئة فهى كل مايحيط بالإنسان ومرتبط بالطبيعة فى إطار القوانين التى تحكمها والتى يجب المحافظة عليها كما هى لأن أى تأثير سلبى عليها يؤدى إلى إختلال النظام البيئى ويقوم النظام البيئى على عنصرين هما العناصر الحية وتشمل الانسان والنبات والحيوان وتعيش هذه العناصر مع بعضها البعض فى نظام متكامل تتأثر ببعضها البعض ويأتى الانسان فى قمة هذه العناصر ويسخرها لخدمته .

وهناك تعريف للبيئة للعالم العربى إبن منظور فى معجمه “لسان العرب”و ذكر فيه أن البيئة من الفعل تبوأ بمعنى نزل وأقام فنقول تبوأ فلان بيتاً أى إتخذه منزلا وقد قال الله سبحانه وتعالى فى سورة سيدنا يوسف” وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولانضيع أجر المحسنين”.وواجبنا حماية البيئة والحفاظ على مكوناتها والارتقاء بها ومنع تدهورها أو تلويثها أوالاقلال من حدة التلوث وتشمل هذه المكونات الهواء والبحار والأنهار  .

والاعلام دوره وسيط ليصل المعلومات لكافة الفئات كل وفقاً لدرجة وعيه وطبيعة ثقافته وفئته العمرية وينبغى دراسة الجمهور ومعرفة الوسيلة المناسبة لتصل من خلالها تلك المعلومات وتتوافق مع طبيعة الجمهور المستهدف ،والوعى البيئى هو المعرفة بقضايا البيئة مما ينتج عنه سلوك واع إيجابى ويعرفه ويليام إيلتلسون بأنه إدراك الفرد لدوره فى مواجهة البيئة ، فهى عملية الادراك الواعية بقضايا البيئة ومواردها وكيفية التعامل معها سواء من حيث المعرفة أو الممارسة.

ويهدف الاعلام لتكوين رأى حول واقعة  من الوقائع أو القضايا ، فالاعلام يهدف الى الاقناع عن طريق بث المعلومات والحقائق مع دعمها بالأرقام والاحصائيات وتزويد الناس بالأخبار الموضوعية والمعلومات الدقيقة بهدف تكوين رأى حول واقعة من الوقائع .

والاعلام البيئى عرفه البنك الدولى بأنه نقل ذو طابع بيئى من وكالات أو منظمات غير حكومية من أجل إثراء معارف الجمهور والتأثير على رأيه وأفكاره وإتجاهه وسلوكه للوصول للتوعية البيئية التى يتم من خلالها تهذيب سلوكيات الأفراد نحو بيئتهم من خلال الأنشطة التى توجههم  نحو التعامل السليم مع البيئة ومفرداتها وكيفية المحافظة عليها من المشكلات التى تواجهها ، وتساهم المنظمات الأهلية والجمعيات العلمية فى تفعيل الوعى البيئى.

دور المنظمات الأهلية والعلمية فى نشر الوعى البيئى

إنحسر مفهوم الاهتمام بحماية البيئة فى البداية فى إطار صيانة حماية الحياه البرية وبدأ على نطاق ضيق فى الولايات المتحدة الأمريكية فى نهاية القرن التاسع عشر فتم إنشاء نادى السيبرا الأمريكى عام 1892 والجمعية الملكية لحماية الطيور عام 1889 بالمملكة المتحدة وإنشاء 8منظمات لحماية البيئة بين 1899 و1911 ، ولعبت الحركة البيئية دوراً كبيراً فى تنامى الوعى البيئى فى العالم الغربى المتقدم ولم يشهد العالم النامى ذلك لوجود مشكلات إجتماعية تتقدم مشكلات البيئة ، وبدأت هذه الحركات تأخذ دورها السياسى من خلال الضغط على الحكومات بين تشريعات لتساهم فى حماية البيئة ، وإتخذت الصبغة الدولية بعد تأسيس الاتحاد العالمى للبيئة عام 1948 فى سويسرا ويهدف هذا الاتحاد الى خلق محميات طبيعية ووطنية ودولية وتطوير التربية البيئية والاتصال البيئى.

وتأسست نماذج للجمعيات الأهلية مثل منظمة السلام الأخضرفى كندا عام 1971 ومنظمة أصدقاء الأرض فى أمستردام عام 1969 وحركة الحزام الأخضر أنشأها المجلس الوطنى لنساء كينيا عام 1977 ، وفى سبتمبر 2021 أعلن الرئيس أن عام 2022 عام المجتمع المدنى والعمل وفق الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية .

أهداف الإعلام البيئي:

 لقد قامت المنظمة العربية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، بتحديد الهدف الرئيس الذي يسعى الإعلام بكافة أشكاله في تحقيقه في البيئة المحيطة بالأفراد، حيث يتجلى في القدرة على تنمية كافة المهارات والقدرات البيئية والعمل على حمايتها، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف السليم، سواء كان اجتماعياً أو حيوياً على كافة المواطنين، كما يسعى أيضاً على تحقيق مجموعة من الأهداف منها:

–  يسعى الإعلام إلى خلق الإدراك، مع أهمية التركيز على زيادة الوعي بكافة القضايا والمشكلات البيئية.

–  يسعى الإعلام إلى تغيير السلوك البيئي تجاه البيئة. يساهم في إكساب الفرد كافة المهارات والقدرات التي تمكنه من مواجهة القضايا والمشكلات البيئية.

يسعى الإعلام إلى خلق ما يسمى بالدافعية لدى الأفراد والمجتمعات، بالإضافة إلى حثهم على المشاركة في إيجاد حلول للمشكلات البيئية.

– يسعى الإعلام إلى تغيير كافة الاتجاهات السلبية للفرد والمجتمع تجاه البيئة.

– يساهم الإعلام في إمداد الأفراد والمجتمعات بالمعلومات التي تتعلق وتختص بالقضايا البيئية.

ويمكن نشر الوعى البيئى من خلال الشخصيات الكرتونية التى يتعلق بها الطفل وتقديم المعلومة من خلال الترفيه وتوجيه الجمهور لتكوين رأى عام للحفاظ على البيئة بإعطاء معلومة بسيطة عن تغير المناخ وإستخدام الإستمالات العاطفية للتوعية بما يهدد صحة الانسان من الاضرار بالبيئة والاستمالات العقلانية بعرض الحجج والبراهين والاستدلالات الاحصائية واللجوء لشخصيات عامة ومؤثرة لنشر الوعى البيئى  .

 العقبات التي تواجه الإعلام البيئي:

 عدم توفير الدورات التدريبية المتطورة والتي تتعلق بالمجال البيئي، بالإضافة إلى عدم قدرة الإعلاميين بالالتحاق بها.

 ضعف الدور الذي يقوم به المؤسسات المتخصصة بالقطاع البيئي. غياب التبادل المعرفي الذي يحدث ما بين المشرفين على الصفحات البيئية في الجريدة.

 ضعف توافر الحوافز المادية المختصة بالإعلاميين البيئيين. غياب الاستطلاعات المعنية بتحديد وقياس مستويات الوعي البيئي، والتي لا بُدّ من إجرائها على شرائح من الجمهور المستهدف، فهي تساهم في رسم السياسة الإعلامية المعنية بالبيئة.

 ارتفاع التكاليف الباهظة في إعداد البرامج البيئية والتي تلعب دور في التأثير على الجمهور المستهدف.

 عدم توافر المواد الإعلامية البيئية الكافية والتي تكون ضرورية في إنتاج البرامج المتعددة.

 عدم الكشف عن كافة السلبيات التي تواجه القطاع البيئي، كما أنَّ الوسائل الإعلامية تكتفي فقط في ذكر الجهود الإيجابية والتي تتعلق بحماية البيئة.

عزوف الإعلاميين عن التخصص في مجال الإعلام البيئي؛ وذلك بسبب عدم توافر الكوادر الإعلامية التي تكون ذات تأهيل وخبرة في تناول القضايا البيئية، بالإضافة إلى مشكلاتها.

عدم توافر البرامج التوعوية التي تساهم في دعم وتشجيع الجمهور والمجتمعات في كيفية حماية البيئة من أية عوائق.

 قلة الاهتمام الرسمي في تطوير الإعلام بالإضافة إلى تنميته وخاصة في الدول النامية

الإعلام البيئي أحد الأدوات والحلول المتعلقة بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة؛ من خلال توضيحه لكافة المفاهيم البيئية وصولا إلى تربية بيئية عامة ما يسهم في تأصيل الحفاظ على قيمة البيئة؛ من خلال مجابهة كافة المشكلات التي تهدد وجودها، خاصة مع حرص المشرع الجزائري على تعزيز الأسس القانونية للإعلام البيئي في كل القوانين ذات الصلة بالأمن البيئي.

وينبغى التأسيس التشريعي للإعلام البيئي، وإطاره القانوني، و مساهمته في حماية البيئة، وفق المنهج الاستقرائي، الوصفي والتحليلي، حيث أن الهدف الأساسي المراد من الإعلام البيئي هو حماية البيئة وبالتالي تحقيق الأمن البيئي.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى