تحقيقات وتقارير

الطفرات الإصطناعية ودورها فى تحسين الانتاجية الزراعية

 

الطفرات الاصطناعية ودورها فى زيادة وتحسين الانتاجية الزراعية فى الوطن العربى

تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة”نهر الأمل”ندوة الأمانة العامة لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب ضمن البرنامج الثالث لتبادل وتكامل الخبرات الزراعية العربية ، الذي يقوم على تسليط الضوء على إنجازات مهمة حققتها منظمات او خبراء، والتعريف بها ومناقشتها بعمق ، من قبل مسؤولين وخبراء عرب لتطويرها وترسيخ إيجابياتها ، ويهدف البرنامج العلمى الثالث لتسليط الضوء على تحديات تواجه الأمن الغذائى والمائى وإستشراف المستقبل كما يسلط الضوء على تحديات حياتية تواجه الوطن العربي ، ويسعى لتبادل الاراء للتخفيف من آثارها.

وأكد الدكتور يحيى بكور أمين عام “اتحاد المهندسين الزراعيين العرب” على أهمية برنامج الاتحاد لتبادل وتكامل الخبرات الزراعية العربية وقد حقق البرنامج الأول والثانى أهدافه لخدمة التنمية الزراعية والتنمية الاقتصادية والإجتماعية وأبرز خبرات تحتاج إستثمار الطاقات بالشكل الأمثل ، فتمازج الخبرات تنتج خبرات تساهم فى التطور ، وقدم الشكر لمعالى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط لتوصياته فى إجتماع اللجنة العليا لتنسيق العمل العربى المشترك لتوثيق التعاون بين المنظمات العربية ، كما قدم الشكر للدكتور محمد حسان صقر وزير الزراعة بسوريا على محاضرته حول” برنامج عمل لوضع إستراتيجية عربية للتكيف مع ظروف الجفاف” كما وجه الشكر للدكتور نصر الدين العبيد مدير عام الأكساد ، والمنظمة العربية للطاقة الذرية ، والاتحاد الوطنى للمهندسين الزراعيين .

وتحدث الدكتور وليد الطويل مدير الموارد النباتية في منظمة اكساد خلال الندوة النقاشية الاولى من هذا البرنامج التي تسلط الضوء على إنجاز هام لاكساد تحت عنوان “الطفرات الاصطناعية ودورها في زيادة وتحسين الانتاج والإنتاجية الزراعية في الوطن العربي”مشيراً للتحديات التى تواجه إنتاج القمح فى العالم متمثلة فى تزايد النمو السكانى ليصل سكان العالم 9مليار نسمة عام 2050، ومواجهة التغيرات المناخية ونقصان معدلات هطول الأمطار مما يؤدى للجفاف وارتفاع الحرارة ونقص المياه السطحية والجوفية وتدهور التربة ، ومحدودية التوسع برقعة الأراضى الزراعية ، والتصدى لإستخدام القمح فى إنتاج الوقود الحيوى ، وإنخفاض الإستثمارات المالية فى بحوث تربية القمح ووصول إنتاجية القمح فى أوروبا والعالم الى السقف الأعلى ،الحاجة الى توسيع بنك الجينات المستخدمة فى برامج تربية القمح .

ويبلغ متوسط إستهلاك الفرد للقمح فى العالم العربى 126 كيلو ، فى حين يبلغ استهلاك الفرد فى جنوب شرق أسيا 20 ليلو لاعتمادهم على الأرز وتستورد أندونيسيا 10 مليون طن فى العام، ويبلغ الاستهلاك السنوى للفرد فى أوروبا 100 كيلو مما زاد من استهلاك العالم ليصبح 700 مليون طن فى العام ولذلك ينبغى زيادة الانتاج لأنه سوف يزداد ليصبح 850 مليون طن ، كما أن العالم يشهد زيادة فى أسعار مستلزمات الانتاج والعالم العربى يستورد 60% من إحتياجاته .

ولابد من الاستفادة من تطور الزراعة والتكنولوجيا وإستنباط الأصناف لإحداث طفرة والاستفادة من كل تطور علمى فى سبيل زيادة إنتاج القمح  فالعالم قام بإستنباط 30 ألف صنف من القمح ولكن لايتم تفعيل زراعة تلك الأصناف وإنما يتم التركيز على عدد قليل منها فيتم زراعة 1000 صنف فقط وبنسب مختلفة ، فالهند لديها 400 صنف ولكنها لاتزرع سوى 18 صنف وهم الأكثر إنتشاراً.وأمريكا 50 صنف ولكن لاتزرع الاأصناف محددة.

وفى عام 1968 قام الخبراء العرب بإستنباط العديد من الأصناف وزراعة حقل فى المنطقة الغربية بسوريا ليعطى انتاجية عالية بلغت 11 طن فى الهكتار كما استطاعت نيوزيلاندا أن تصل بانتاجية بلغت 17 طن فى الهكتار ، والمركز العربى لديه خبرة واسعة فى تهجين الأقماح وإحداث طفرات وإستخدام التقنيات الحديثة فى إستنباط الأصناف ،وتينبغى الاعتماد على الطرق الحديثة فى إستنباط الأصناف وطرق تربية القمح والتربية الحديثة التى تعتمد على التضاعف الجينومى وإستنباط أصناف بالتهجين وهى الطريقة الأكثر إنتشاراً وتحقق نجاحات كبيرة , وهناك صنف أكساد 65 فى سوريا تم زراعته فى السبعينيات والثمانينيات ونجح أيضا فى فى العراق والأردن ولبنان والمغرب العربى،وتم إعتماد صنف أكساد 1133 من القمح الطرى وهو من أفضل الأصناف تحملا لمرض صدأ القمح وتعتمد عليه سوريا ولبنان، وأعطى الصنف أكساد 1105 كفاءة فى الانتاجية العالية بلغت 11 طن فى الهكتار وهذا رقم دولى.

ولمواجهة التغيرات المناخية نعتمد على الطفرات الإصطناعية التى لها القدرة على إحداث تراكيب وراثية جديدة وتعطينا هولة فى إنتخاب نباتات متحملة للحرارة العالية ، وتم التوصل فى محطة بحوث الزراعة فى سوريا لعدة سلالات خلال موسم 2020 تتحمل قلة الأمطار والحرارة العالية وسوء توزيع الأمطار وأعطت انتاجية عالية .

وتنقسم الطفرات النباتية والتغيرات فى الكائنات الحية لتغيرات موروثة من جيل لجيل وتنتج من الظروف المحيطة من ظروف التسميد والرى وهناك تغيرات تورث بالحمض النووى من جيل لجيل ، وهناك طفرات تنتج بالتهجين والعبور أثناء الانقسام الجنسى للنبات وهذا العبور مفيد جداً لاستمرارية الحياه وتطور حياه وقوة الأفراد من جيل لجيل ونقل الجينات من نبات لأخر ، وهناك طفرات إصطناعية باستخدام الهندسة الوراثية فالهندسة الوراثية موجودة فى الطبيعة ولكن بنسب قليلة جداً وساهمت فى إحداث الطفرات الموروثة بنسبة أعلى ،وهناك أليات لتصحيح الطفرات وتصويبها فإذا ظهر نبات مقاوم للجفاف الطبيعة تحافظ عليه  .

والطفرة هى تغير وراثى ، فيزيائى فى المادة الوراثية البيئية وهذه التغيرات تؤدى لفقدان كمية من المادة الوراثية أو تعمل على زيادتها وتحدث تغير فى dna للنواة، ومعظم المادة الوراثية لم يتم أكتشافها ونتعامل مع 10% أو 20% فقط من المادة الوراثية ،وهناك أسباب طبيعية لحدوث الطفرات مثل الأشعة الكونية والموجات فوق الصوتية وتنتج مواد لتغذى الطفرة وكذلك تلوث الماء بالأسمدة والمبيدات النانوية والمواد الهرمونية والفيروسات تحدث طفرات  ولكن نسبتها لاتتعدى واحد فى المليون ،وكذلك غاز الخردل له تأثير على الخلية ، وهناك طفرات حدثت فى الصين باستخدام الاقمار الصناعية واستخدام أشعة ألف شديدة الاختراق وتصل للأرض بكميات ضئيلة جداً كما أعلن التليفزيون الصينى إنتاج الأرز الذ ىأجروا له طفرات فى الفضاء.

وتتنوع الطفرات فمنها كروموزمية ومنها جينية ، ومنها الطفرات الجنسية ، والطفرات المناعية ومن مميزات تلك الأصناف التى ىحدث لها طفرات فى تحمل الحرارة والجفاف واستطاعت سوريا إستنباط الشعير وتم استنباط أصناف من الأرز والقمح فى مصر وكذلك الأردن والسودان ، والطفرات باستخدام التقنيات يحدث تنوع كبير فى الطفرات الوراثية التى يصعب إنجازها فى وقت قصير بلطرق التقليدية تصل 15 سنة فالهند إستطاعت إختصار تلك المدة لخمس سنوات ونصف ويعد ذلك من إيجابيات الطفرات الاصطناعية كما أن تكلفتها أقل بكثير ويمكن استخدامها فى نباتات يصعب تهجينها مثل العدس وفول الصويا ، ولانستطيع أن نأخذ الا المفيد إقتصادياً من الطفرات الصطناعية وتسمى بمرحلة الصنف المسجل وهى عند نقطة 1لكل 10000 من الطفرات وتحتاج خبرة واسعة  فالهند تزرع 50 مليون هكتار من الأصناف الطافرة ،وإيطاليا تستخدمها فى 70ً% من مساحات القمح ،وباكستان تزرعها فى 80% من مساحات القمح ، وهولندا تستخدمها فى 10% من مساحات الأزهار و25%من أصناف التفاح منتجة أصناف من طفرات طبيعية .

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى