تحقيقات وتقارير

كيف نحقق الوئام مع كوكب الأرض؟

 

الوئام مع كوكب الأرض لمواجهة التغيرات المناخية

تقرير : وفاء ألاجة

شهدت مجلة “نهر الأمل” محاضرة المنصة التفاعلية للتغيرات المناخية بالتعاون مع كلية الدراسات العليا و البحوث البيئة ضمن فعاليات مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي تحت عنوان”الوئام مع كوكب الأرض” واستعرضت المهندسة سارة على السيد عبد المجيد طرق للوئام مع كوكب الأرض مشيرة أن العالم يمر بأزمة بسبب التغيرات المناخية والتى بدأت منتصف القرن العشرين وأوضحت بعض المفاهيم التى ظهرت مع تلك الأزمة ومنها ظاهرة الاحتباس الحرارى  والمقصود به حالة العجز التى يتعرض لها الغلاف الجوى لكوكب الأرض لاختراق الغازات الدفيئة للغلاف الجوى وهى الغازات التى تساهم فى رفع درجة حرارة الأرض مثل ثانى أكسيد الكربون وسادس أكسيد الكبريت ، وأكسيد النيتروز ، وغاز الميثان والاوزون ، والكلوروفلوركاربون وهي تتميز بمقدورها علي امتصاص الاشعة ما تحت الحمراء والتي تسبب في ضياع الحرارة من الارض الي الفضاء وهذا بدورة يساعد علي تسخين الجو فوق كوكب الأرض مما يؤدي الي زيادة نسب الاحتباس الحراري وقد مر الكوكب بتغيرات مناخية متسارعة بسبب تدخل الانسان فى الطبيعة فالنشاط البشرى تسبب فى الاحترار العالمى نتيجة للإرتفاع طويل الأحل لمتوسط درجة الحرارة الكلية للكوكب.

وأثرت تلك التغيرات المناخية على التنوع الحيوى فإنقرضت بعض الحيوانات وظهرت الحاجة لإنشاء المحميات الطبيعية للحفاظ على بعض الحيوانات من الانقراض لأن المأوى الطبيعى لها إختفى لازالة الأشجار التى تعيش فيها وبسبب الصيد الجائر للحيوانات نتيجة لعدم وجود وعى بأهمية الحفاظ على تلك الحيوانات حتى لايتأثر النظام الايكولوجى فينبغى نشر الوعى بعدم الانسياق وراء الصيد الجائر وتوفير المحميات الطبيعية  التى تشبه ظروفها البيئية الطبيعة التى إعتاد الحيوان على العيش بها ومراعاة عدم استنزاف الموارد الطبيعية فى البيئة حتى لاتتعرض الأرض للإنهاك وهو يوم تجاوز الأرض الذى تزيد فيه متطلبات البشر على المتاح من الموارد الطبيعية ووقتها سوف يشهد العالم حروب على تلك الموارد مثلما حدث عندما كان عنصر الألومونيوم قليل فى الطبيعة فحدثت حروب بين الدول للإستحواذ عليه وقديماً كان الذهب متوفر بكثرة فى الطبيعة وقامت عليه الحضارة الفرعونية واستخدموه فى كافة الصناعات ولكنه يمر بفترة ندرة فى الطبيعة لذلك ارتفعت أسعاره عالمياً فالقدرة البيولوجية تعنى كمية الموارد التى تتوافر فى الطبيعة ولكن زيادة استلاكها يمثل خطراً وهناك عناصر متجددة مثل الشمس، والبصمة الأيكولوجية تعنى قياسنا لمدى تأثيركل خص أو شركة أو منشأة على الطبيعة .

وهناك دراسات قدمت بعض الاقتراحات والحلول للحد من المشكلات القائمة لنصل لسلامة البيئة ، وتنتج مجموعة دول العشرين والتى تضم أكثر الدول تقدماً فى الصناعات الحديثة  80% من الغازت الدفيئة وبدأت كل دولة تجرى “بصمة إلكترونية” للشركات والأفراد وهناك بصمة ايجابية لأنها تنتج غاز الكربون أقل من المستهلك والبصمة السلبية هى التى تنتج كربون أكثر من الكربون المستهلك والبصمة المحايدة هى التى يتساوى فيها كمية الانبعاثات الكربونية مع نسبة إمتصاص الكربون فيها .

ويمكن تخزين الكربون من الغلاف الجوى فى صورة غير الغازية  وتثبيته فى أشكال صلبة مثل الحجر الجيرى لتقليل البصمة الكربونية والتخفيف من آثاره على تغيرات المناخ ، وبدأت الحكومات فى فرض ضريبة الكربون على انبعاثات الغازات الدفيئة والتى زادت بسبب قطع الأجار وإزالة الغابات وعلينا إعادة التشجير للحماية من التصحر ومحاولة استعادة طبقة الأوزون لطبيعتها لأنها تحمى الأرض من آشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة .

ويواجه العالم ارتفاع مستوى سطح البحر من 18 الى 59 سنتيمتراً مما يؤدى لغرق المناطق الساحلية لذوبان الجليد وخسائر فى فقدان الأراضى الزراعية مما يترتب عليه صعوبة الزراعة  لبعض المحاصيل لارتفاع درجة الحرارة وتذبذب سقوط الأمطاروتراجع منسوب مياه النيل فى مصر وعدم القدرة على توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية والتأثير على الموارد المائية والرى مما يستوجب وضع حد للزيادة السكانية والحفاظ على المصادر المائية .

 وينتج عن الاحتباس الحرارى تباعد فى فترات سقوط الأمطارأو سقوطها بسرعة كبيرة والتعرض للسيول ويصعب الاحتفاظ بتلك المياه مما يترتب عليه وضع خطط لتخزين مياه السيول ومحاولة الاستفادة منها فى الزراعة لأن معظم الأراضى الزراعية فى مصر تروى بالطرق التقليدية ولاتتبع نظم الرى الحديثة مما يتطلب نشر الوعى بأهمية حساب كمية المياه التى يستهلكها كل نبات لأننا نستهلك حوالى 85% من إجمالى الموارد المائية فى الزراعة ويتطلب ذلك الاستعانة بمركز البحوث الزراعية لمعرفة المحاصيل التى تتحمل درجات الحرارة العالية وقلة المياه وملوحة الأراضى وذلك نتيجة لتغير خريطة التوزيع الجغرافى للمحاصيل الزراعية .

وتؤثر التغيرات المناخية على الانتاج السمكى أيضاً للتغيرات فى النظام الأيكولوجى وتعرض بعض أنواع الأسماك للإنقراض أو الهجرة ، ويعد الارتفاع فى درجة حرارة الأرض والذى يتسبب فى تغير مواسم الزراعة للمحاصيل، وشدة الرياح تساعد على رفع درجة الأرض بمقدار 12 درجة   تتسبب فى ذوبان الجليد وتعرية التربة والتصحر كما تتسبب قوة الرياح فى كسر سيقان النبات مما يتطلب مواجهتها بعمل مصدات للرياح .

وبدون الضور لايتم التمثيل الغذائى للنبات لينمو بتحويل الأملاح والموارد التى يمتصها النبات من التربة الى عناصر غذائية وبدون الضوء لاينمو النبات وتتمزق أوراقه لو ارتفعت درجة الحرارة وخاصة الخضروات ، كما تؤثر الرطوبة والصقيع فى شدة ارتفاع درجة الحرارة صيفاص وزيادة نسبة البرودة فى الشتاء مما يؤثر بالسلب على الزراعة .

ويزيد حرق الوقود الأحفورى من التغيرات المناخية وزيادة نسبة الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، فلابد من الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية والرياح وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى فى وسائل النقل والسفن والطائرات والتحول للسيارات التى تعمل بالطاقة الشمسية أو بالكهرباء ، للوصول لصفر كربون عام 2050 واتباع نظام للطاقة خالى من الكربون ومنع مشروعات الفحم ، وتقليل صناعات الحديد والصلب لأنها تنتج نسبة عالية من الغازات الدفيئة والتوسع فى دعم مشروعات الطاقة الخضراء وتحويل الكربون لحجر جيرى للوصول لأقل ضرر بيئى .

وقطع الغابات ساهم فى تدمير 12 ملين هكتار من الغابات سنوياً ويساهم فى زيادةالتغيرات المناخية التى حذرت منها الأمم المتحدة معلنة التعرض لنمط حيوى من العوامل المرضية للنبات والانسان والحيوان لزيادة درجةحرارة الأرض بمقدار 0.87 درجة مئوية ومن المتوقع أن تزداد لتصل 2.5 درجة مما يمثل كارثة حقيقية ، وعلى الدول الالتزام بخطط وأهداف التنمية المستدامة 2030 والتى تخدم مصلحة الكوكب ووضع خطة دولية تضمن الوئام مع كوكب الأرض

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى