“ترند على حساب الوطن”.. تصريحات رياضية تُشعل الفتنة وتستفز الجماهير!
كنب: أحمد شلغم
في مشهد بات متكرّرًا بشكل مقلق، تشهد البرامج الرياضية في مصر خلال الفترة الأخيرة موجة من التصريحات المثيرة للجدل، يطلقها بعض الإعلاميين ولاعبي كرة القدم السابقين، لا بهدف التحليل أو التنوير، بل بدافع “ركوب الترند” حتى لو كان الثمن هو غضب الجماهير، وتعميق الانقسام والتعصب بينهم.
تصريحات خارجة عن السياق، تحمل طابع السخرية أو التقليل من شأن لاعبين وأندية، تؤدي في النهاية إلى موجات عارمة من الشتائم والسب المتبادل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتُوجّه إلى أصحاب هذه التصريحات أنفسهم.
هل من المعقول أن يتحول الإعلامي أو اللاعب السابق إلى مادة للسخرية والإهانة فقط من أجل البروز الإعلامي؟ وهل أصبح “الترند” هدفًا يعلو فوق الكرامة المهنية والوطنية؟
الأخطر من ذلك، أن هذه المهاترات الإعلامية تُبث على الهواء، وتُعاد على المنصات الرقمية، فتُغذّي مشاعر الغضب والانقسام في الشارع الرياضي، في وقت تحتاج فيه الدولة المصرية إلى لحمة وطنية وتكاتف شعبي، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
المشهد السياسي المصري لا يتحمل مثل هذه الفوضى الإعلامية، التي قد تفتح أبواب الفتنة وتستنزف وعي الشباب بمحتوى تافه وخطير. الرياضة منبر للقيم والانتماء والاحترام، وليس ساحة لصناعة نجوم من “الضجيج الفارغ”.
على الجهات الإعلامية والرقابية أن تتحرك بوعي، فالمسؤولية لا تقتصر على القنوات وحدها، بل تمتد إلى كل من يُسمح له باعتلاء المنصات الإعلامية. فالترند لا يجب أن يكون على حساب الوطن والمجتمع.
