اقتصاد

أهمية التحول الرقمي لبناء مستقبل لما بعد كوفيد-19

جامعة الدول العربية وحكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعقدون مائدة مستديرة بشأن السياسات

جامعة الدول العربية وحكومة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعقدون مائدة مستديرة بشأن السياسات
حول أهمية التحول الرقمي لبناء مستقبل أفضل في المنطقة العربية لما بعد كوفيد-19

 

إن التحول الرقمي عاملاً رئيسياً في تعافي المنطقة العربية من أزمة كوفيد-19 وسعيها للمضي قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة – تلك الكلمات كانت خاتمة اجتماع المائدة المستديرة رفيعة المستوى بشأن السياسات حول التحول الرقمي في سياق التعافي من وباء كوفيد-19 والتنمية المستدامة، والتي عُقدت يوم 17/3/2021 عبر تقنية الفيديو كونفرانس واستضافتها جامعة الدول العربية، والحكومة اليابانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم، بمشاركة ممثلين من الشركاء الثلاثة بالإضافة إلى لفيف من وكالات الأمم المتحدة الأخرى، والمراكز البحثية وغيرها من المنظمات الأخرى التي تعمل في المنطقة.

صرحت السيدة خليدة بوزار، الأمين العام المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قائلة “إن أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أكدت على الحاجة الملحة للشروع في تحول رقمي شامل في شتى أرجاء المنطقة العربية”. وأردفت قائلة “إن جامعة الدول العربية قدمت مثالاً رائعاً للقيادة في هذا المجال، حيث تمضي قدماً في رقمنة جميع أعمالها وعملياتها بدعم مقدّم من الحكومة اليابانية. ويسر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن تتاح له فرصة تيسير هذا التحول”.

افتتحت المائدة المستديرة الشبكة الرقمية الجديدة والمعدات الخاصة بها في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. وإظهاراً لوفاء المنظمة الإقليمية بتعهدها بالشروع في التحول الرقمي، شملت مبادرة التحديث الرقمي إصلاحاً كاملاً للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في مقر الأمانة العامة، فضلاً عن تدريب الدبلوماسيين لدى جامعة الدول العربية على الاستخدام الفعَّال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مكان العمل.

وصرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قائلاً “يتزايد الإدراك بأن التحول الرقمي أصبح لا غنى عنه، وخاصة في ظل تفشى جائحة كوفيد-19. وتعمل جامعة الدول العربية حالياً بالتعاون مع شركائها (الإسكوا، والاتحاد الدولي للاتصالات، والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات) على تحديث الإستراتيجية العربية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للفترة 2022-2026 وتنفيذها. كما تتعاون جامعة الدول العربية مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي لتنفيذ “الإستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي”، ومع الإسكوا بشأن إطار عمل الأجندة الرقمية العربية لعام 2030. وأردف قائلاً “إن جامعة الدول العربية تعمل أيضاً على تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الأمانة العامة حتى تتمكن من مواكبة التحول الرقمي العالمي”، حيث انتهت جامعة الدول العربية مؤخراً من تنفيذ أعمال تجديد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات المدعومة من قِبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليابان، والتي سوف تتيح للأمانة العامة بالعمل على نحو أكثر كفاءة.

مع تزايد أهمية الأدوات الرقمية بشكل كبير بسبب تفشي الوباء، أظهرت المائدة المستديرة، التي عُقدت على نحو افتراضي اليوم، رغبة المنطقة الملحة وشعورها بضرورة التوجه نحو الرقمنة والتطرق إلى الفرص والتحديات المحتملة التي قد تواجهها في المستقبل. كما ناقشت المائدة المستديرة – بشكل خاص – تحديات الفجوات الرقمية الآخذة في الازدياد، ومخاطر الأمن السيبراني، ومدى أهمية الدعم والتنسيق الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات.

صرح السفير ماساكي نوكي، سفير اليابان لدى جمهورية مصر العربية قائلاً “يمكن أن يؤدي التحول الرقمي إلى زيادة القيمة المضافة للخدمات في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة، والرفاهية والتعليم، وخاصة في مرحلة ما بعد كوفيد-19، وتحاول اليابان استخدام الأدوات الرقمية لزيادة فعالية مشاريع الدعم التي تقدّمها في المنطقة العربية. ومن ناحية أخرى، ينبغي أن نكون على دراية بمخاطر التكنولوجيا الرقمية، ولا سيمّا الهجمات الإلكترونية، فضلاً عن استغلال نقاط ضعف الأمن السيبراني”، وأضاف موضحاً الثلاث ركائز الأساسية لإستراتيجية الأمن السيبراني في اليابان وهي “تعزيز سيادة القانون”، و”تعزيز تدابير بناء الثقة” و”التعاون من أجل بناء القدرات”.

تعتبر المائدة المستديرة – التي عُقدت على نحو افتراضي اليوم – الرابعة في سلسلة الحوار رفيع المستوى، والتي شارك في استضافتها الشراكة الثلاثية منذ عام 2019، والتي بدأت بعد اختتام الحوار السياسي العربي الياباني الأول بنجاح، والذي عُقد في سبتمبر 2017. وتهدف سلسلة اجتماعات المائدة المستديرة إلى تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والدول العربية وإنشاء منصة حوار بشأن السياسات تتضمن الأولويات والشواغل المتعلقة بالتنمية ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.

 

#مجلةـ نهرـ الامل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى