تعليم

الكتاب المسموع كمنتج تعليمى وتثقيفى بين الواقع والمامول

"بحث مقدم خلال المؤتمر الدولي لتطوير التعليم"

“الكتاب المسموع كمنتج تعليمى وتثقيفى بين الواقع والمامول “بحث مقدم خلال المؤتمر الدولي لتطوير التعليم

خلال المؤتمر الدولي لتطوير التعليم ، شارك الباحث /خالد حنفى باحث فى القانون العام وعلم الاجتماع والعلوم الإقتصادية والسياسية وعلم الصحافة والإعلام
رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة بالقاهرة
أمين عام الشئون القانونية لامانة العاصمة لحزب الحركة الوطنية المصرية

بحث عن الكتاب المسموع كمنتج تعليمي وتثقيفي بين الواقع والمأمول
إشكاليات القراءة في الكتب الورقية والبديل الإلكتروني الأمثل

مقدمة البحث

إن الأذن لتسمع فتعلم العقل الذى يعمل ما سمعه فى مناط التفكير ، فاذا علم الإنسان كان مسئولاً أمام نفسه وأمام الناس وأمام الله خالق الكون ، ولقد علمنا أن الله سبحانه وتعالى قد علم سيدنا أدم الأسماء كلها وعندما عصا ودعا ربه بكلمات طيبات تقبل الله جل وعلا دعائه فعلمه دعاء مقبولا ، فتاب الله عليه واصبح ذنبه مغفوراً ولدعائه مشكوراً ، كل ذلك دون الكتابة أو القراءة من اللوح المحفوظ أو اى شكل اخر للمنتج المكتوب الذى يقرأ منه ولما كان النبى صلى الله عليه وسلم اميا يجهل القراءة والكتابة قبل ان يصبح رسولا له كتاب يتبع من المسلمين على مر الازمان ، فاصبح النبى رسولاً كريما ورحمة للعالمين وقران يمشى على الأرض بعد تلقى اذنيه وفؤاده أيات القران الكريم من سيدنا جبريل عليه السلام القوى الامين ، فاصبح سمع الرسول للكتاب وكأنه قراءة له ، فتعلم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القرأن عن طريق السمع ثم بين محكم اياته للناس ثم طلب العلم من المسلمين من المهد إلى اللحد وان كان بالسفر إلى الصين ، وكان بالطبع مطلب الرسول من الناس أن يأخذوا العلم عن طريق القراءة والكتابة وكذلك بالاستماع إلى القرأن [ إذا قارئ القرأن فاستمعوا اليه وانصتوا لعلكم ترحمون ] صدق الله العظيم
ومن هنا نجد ان اشكاليات عدم مدأومة الناس على القراءة الان من الكتاب المقروء اصبحت كثيرة بسبب مشاغل الحياة الناتجة عن التطور الانسانى الطبيعى .
وسنتطرق لمشكلة البحث بعد هذه المقدمة .

مشكلة البحث
بالبحث وجدت أن نسبة القراءة فى مصر أصبحت قليلة جداً بالنسبة لشعب متحضر وصاحب حضارة ضاربة فى اعماق التاريخ الانسانى وأول من بدأ الكتابة فى كل المجالات [ التأريخ ـ القصة ـ الرواية ـ الدين ] وذلك نتيجة طبيعية لكثرة المشاغل التى تسيطر على الافراد فى هذا العصر والزمان ، بالرغم من كثرة دور النشر العلمية والثقافية وإنتاج آلاف الكتب سنويا من تأليف المبدعين المصريين فى كافة المجالات ، فأصبحت إشكالية عدم قراءة المصريين لا تتوقف على عدم وجود منتج ثقافى وعلمى منشور ، بل فى عدم اتاحة الفرصة للفرد للقراءة والاطلاع على كتاب ورقى مفيد لعدم توفر الوقت والذهن الصافى لذلك ، فرأيت ان حل مشكلة قلة القراءة الان يمحوها وجود المنتج الثقافى أو التعليمى فى شكل فنى جديد يهئ للقارئ سهولة الحصول عليه والعلم بما جاء به ، فكان فكرة الكتاب المسموع هى الأنسب لذلك من وجهة نظرى التى سبقنى إليها أعضاء الكونجرس الامريكى فى عام 1938 عندما اصدورا قراراً بإنشاء وحدة ومكتبة تنتج كتب مسموعة لكى تقدم الكتاب للمكفوفين بشكل ميسر عن طريق برايد المجهدة للكفيف بدنيا وذهنيا ، كحق لمجتمع المكفوفين فى الدولة بحصولهم على فرص الاطلاع على الكتب فى كل المجالات بشكل ييسر لهم العلم والتعليم والتثقيف .
موضوع البحث
” كان فى البدأ الكلمة ، فكان الله سبحانه وتعالى وحده فى الوجود ، وتعريف الوجود والموجود هو كل كائن له شخصية لها تأثير فى الحياة ووجودها دليل على حياتها وشخصيتها ، ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يُعرف خلق الكون بما فيه سيدنا أدم عليه السلام وذريته ، وعلمنا الله سبحانه وتعالى انه علم أدم الأسماء كلها بما فيها أسماء مخلوقات ستوجد فى الحياة لم تكن تعرفها الملائكة من قبل ، فعلم الإنسان بالموروث الثقافى الإنسانى المكتسب من سيدنا أدم عليه السلام أن البقرة بقرة وأن الأسد أسد والأرنب أرنب والدواجن تأكل والأسماك بأسمائها كالحيتان وغيرها ، مهما كان مولد الانسان زمنيا أو مكانيا ، وهناك من العلوم الكثير مما يتعلمه بالدرس والتعلم بالطرق التعليمية الحديثة فى كل عصر وزمان ومكان ، وما تاريخ العلم والعلماء من خريجى جامعة الأزهر الشريف من مصر والعالم الانسانى ألا دليلا على تطور الوعى العلمى للعلماء كل مائة عام ، وهكذا نجد أن الأنسان قد إبتكر من العلوم [ علم الكلام ] ، تخيل علم الكلام وليس علم القراءة ، فأصبح الكلام مقدم على القراءة فى الوعى الانسانى ، فاصبح الناس يستمعون إلى الكتاب المقدس دون أن يقرئه إلا القليل ، ويستمع الناس إلى علماء الامة والمتخصصين فى كل المجالات بدون ان يقرؤا فى الكتب أو المجلات العلمية المتخصصة فيما يستمعوا اليه ليفهموا ويتبينوا صحة المعلومات التى استمعوا إليها ، ولما اصبحت وسائل بث الوعى والمعلومات والفنون التى تعرض من خلال الإذاعات وأدوات تشغيل mp3 أو cd مراقبة من الاجهزة الرقابية المختصة ، فقد اصبح من المهم استغلال الوسائل السماعية لبث الوعى الثقافى فى المجتمع وكذلك تطوير الوعى العلمى لطلبة الكليات النظرية الجامعات المصرية بشكل عام والجماعات العربية بشكل خاص ، وانشاء معامل فى الكليات النظرية ككلية الأداب ونظيرتها لكى يحتوى المعمل على ادوات تنتج تسجيل صوتى لكتاب دراسى بأداء أذاعى شيق ، سواء كان المؤدى هو صاحب الكتاب أو احد المذيعين المتخصصين فى التعليق الصوتى ، وهو ما يتيح للطلبة والمهتمين الإستماع إلى الكتاب مرة ومرتين وثلاثة حتى تصل نسبة إستيعاب الكتاب من القارئ [ أقصد المستمع للكتاب ] إلى 80% من محتويات الكتاب ، وهكذا نجد أن صورة إقرأ التى وردت فى القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ” إقرأ باسم ربك الذى خلق (1) خلق الانسان من علق (2) إقرأ وربك الأكرم (3) الذى علم بالقلم (4) صدق الله العظيم ، ثم تبيان الرسول محمد [ص] للقرآن ، دليل على أن الإستماع هو أساس التعلم وتحصيل العلوم ، ومن يستمع إلى الكتاب المقدس بغرض الحفظ حفظه ومن إستمع إلى ديوان شعر بغرض الحفظ حفظه ، وهكذا نجد أن القراءة التى تعد مضاد لغوى للإستماع بغرض العلم والتثقيف بعناية من الراغب فى العلم تجعله من العلماء مع مرور الوقت الذى يوفره بشكل مستديم للقراءة وتحصيله للعلم ، لذلك أعتقد أن استغلال الملكات الإنسانية الخاصة بالسمع لتلقى العلم والثقافة من خلال الكتاب المسموع سيحدث طفره ثقافية فى المجتمع خاصة إذا أصبح إنتاج الكتاب المسموع كبديل الكترونى للكتاب الورقى غزير ويغطى مجالات متعددة من ينابيع الثقافة والعلم ، فتخيل لو أنك فى طريق بسيارة لمدة ساعة ونصف أو ساعتين تقوم بالإستماع إلى أحد الكتب روايه أو مسرحية أو ديوان شعر أو كتاب فى مبادئ القانون المدنى أو كتاب فى التاريخ أو كتاب فى الاقتصاد أو كتاب فى علم الاجتماع أو كتاب فى الرعاية الصحية وكيفية الوقاية من الامراض وهكذا ، هل سيتطور معدل الوعى المجتمعى أم لا ؟ وبأى نسبه تقريبه ؟ وهل ستزيد نسب نجاح الطلبة الذين يحصلون على نسخة من الكتاب المسموع لدكتور المادة العلمية المقررة عليهم والمنتج بشكل فنى متميز ام لا ؟ وبأى نسبة تقريبا ؟ ، وهكذا نجد بحث الكتاب المسموع كمنتج ثقافى وتعليمى مبنى على فكرة أن الاستماع هو مضاد للقراءة وأن عباقرة فى التاريخ الإنسانى لم يكتبوا لأنهم أكفاء ولكنهم يحسنواً السمع فاستمعوا إلى علوم معقدة ففهموها وفكوا طلاسمها واصبح لهم نظريتهم العلمية واعمالهم الادبية الابداعية ، ولنا فى عميد الادب العربى المرحوم طه حسين عبرة فى استخدام الطالب لحاسة السمع والاستماع بتركيز عميق فيما يستمعه من كلام العلم والعلماء يضيئ العقل وملكه الفهم ، فإذا استمع الشخص لكتاب وقرأة بعينيه فهم ووعى سريعا وزاده الله من نور العلم ، وتدور تساؤلات البحث حول هل يقرأ المصريون عامة فى الصحف والمجالات والكتب الثقافية المتنوعة وبأى نسبة ؟ وما هى نسبة القراءة التى تطور المجتمع الانسانى وتنمية ؟ ، وما هى اهمية القراءة بشكل عام للمجتمعات الانسانية ؟ ، وما تأثير نسبة قراءة الشعوب العالمية فى تطوير الدولة تحضر المجتمعات [ المانيا كمثال 60% من الشعب الالمانى معتاد على القراءة ساعتين يوميا ] ، وكيف اثرت نسبة القراءة العالية فى تطوير مصر وحياة الشعب المصرى العظيم فى الفترة من عام 1970 حتى عام 1990 ، ما هى نسبة طباعة ونشر وبيع الكتب والصحف والمجالات بكل انواعها من عام 1970 حتى عام 1990؟ ، متى نشأة فكرة الكتاب المسموع وكيف تطورت والى اين وصلت ؟ [ جامعة الازهر الشريف والكتاب التفاعلى كأداة للتدريس فى جامعة الازهر حاليا مواكبتا للتطور التكنولوجى فى اساليب التدريس بالجامعات العالمية ] ، وتأثير انتشار القراءة فى المجتمع الثقافى المصرى ؟ ، وكيف نعيد بث الوعى الثقافى فى المجتمع المصرى من خلال الوسائط الالكترونية التى تسمح باعادة انتاج الكتاب الورقى بشكل جديد فى شكل كتاب مسموع أو كتاب مقروء يحفز المجتمع خاصة المجتمع الثقافى على القراءة من خلال الإستماع إلى الكتاب الذى يجد المثقف الرغبة فى الاطلاع عليه وقراءته وفهمه ، واعتقد ان الكتاب المسموع هو افضل بديل للكتاب الورقى فى المجالين الثقافى والتعليمى .
التصور المستقبلى
للاسف إلى الآن لم تقوم امريكا ولا أى دولة فى العالم مثل المانيا المحبة للقراءة بانشاء بنك للكتاب المسموع ، تكون وظيفته استثمار رؤوس اموال تدر ربح على اصحابها من اجل انتاج كتب مسموعة تباع كسلعة مهمة جدا لكثيرين من الناس المحبين للقراءة والتعلم والاستذادة من العلم من اجل الرقى الاجتماعى والنفسى والمادى ، ولقد وجدت بعد بحث ميدانى لمدة عامين سابقين انه قد اصبح لزاما علينا ان أفعل هذه الفكرة فقررت أن انشئ شركة مصرية فردية تحت اسم
[ البنك المصرى للكتاب المسموع ] وسوف احولها إلى شركة مساهمة مصرية ، لكى اثبت صحة فكرة هذا البحث وقابليتها للتطبيق فى أرض الواقع ، ليتمكن الكثيرين من الباحثين المصريين والمهتمين من انشاء شركات مماثلة ، وذلك اسهاما فى تحقيق الخطط المصرية للتنمية الثقافية والعلمية المستدامة .

#مجلة_نهر_الأمل


 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى