تحقيقات وتقارير
التمكين السياسى للمرأة من أجل التنمية
تغطية مجلة ” نهر الأمل” للندوة الافتراضية الدولية
“التمكين السياسى للمرأة فى مخيمات العالم الثالث”
تغطية اخبارية: وفاء ألاجة
تواصلت فعاليات الندوة الدولية “التمكين السياسى للمرأة فى مخيمات العالم الثالث” التى نظمتها كلية العلوم السياسية بجامعة سليمان الدولية بالاشتراك مع منصة الباحثين والأكاديميين – إيفاد ،والمركز الأكاديمي للمؤتمرات والنشر العلمي – ماليزيا تحت رعاية الأستاذ الدكتور مصعب الجمل رئيس جامعة سليمان الدولية ، وبحضورالأستاذ المساعد الدكتورهاني جرجس عميد كلية العلوم السياسية في جامعة سليمان الدولية ونائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة سليمان الدولية والدكتور عبد الكريم الوزان عميد كلية الاعلام بالجامعة الإسلامية بمينيسوتا وعدد من الخبراء والاعلاميين والمهتمين بالشأن السياسى وشؤون المرأة ، وأدارت الندوة الدكتورة نسرين كامل.
واستعرضت الدكتورة نداء صادق- الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة سليمان الدولية – ” الاغتراب السياسى كأحد مقومات التمكين للمرأة العربية” مشيرة لمفهوم الاغتراب السياسى كاحساس بالتباعد عن المجتمع لشعوره أنه غريب وتناوله الباحثين مثل “هايجل” وعرفه بأنه العلاقة بين الفرد والدولة عندما يشوبها الكثير بحيث لاتجد نظام يرضى رغبات هذا الفرد ،وسيطرة الدولة على العاجز متعالية على شعبها ويمكن وضع تعريف وصفى للاغتراب السياسى بأنه ” شعور الانسان بأنه ليس جزءا من العملية السياسية وصانعى القرار لايعيرونه أى أهمية وبالتالى يصبح الفرد تحت تأثير السلطة وعاجزا عن المشاركة السياسية مثل المشاركة فى الانتخابات ويصبح عاجزا عن تحديد مصيره ويائس من المستقبل فى البلد الذى يعيش فيه لانفصاله عن المؤسسات السياسية ولديه عدم رضا سياسى عن النظام القائم
ومقومات الاغتراب السياسى تشمل العجز والاستياء وعدم الثقة والشعور بالغربة واليأس وعدم الرضا عن الأوضاع السياسية وتعد اللامبالاة السياسية أهم أبعاد الاغتراب وفى بعض الدول العربية التى تعانى من عدم الاستقرار السياسى وزيف المشاركة السياسية وعدم العدالة فى توزيع فى توزيع والأدوار ومحاولة الاستغناء عن جهود الأفراد من خلا سيطرة بعض مفردات التكنولوجيا السائدة فى ظل الحوكمة.
والتمكين للمرأة لتصبح واعية للطرق التى تكسبها الثقة فى قدراتها والتصدى لعدم المساواة ووصولها لمراكز صنع القرار ووضع السياسات العامة ومنحها القوة والديناميكية لتكون عنصر فاعل فى التنمية السياسية وتوزيع المناصب ومراكز صنع القرار .
وتتحدد أبعاد التمكين السياسى للمرأة فى البعد الذاتى وهو وعى المرأة وشعورها بالظروف المحيطة بها ،وشعورها بأنها تستطيع أن تفعل الكثير وهذا الوعى محدود لدى المرأة فى المناطق الفقيرة والمهمشة ويقتصر دورها على الزواج والانجاب ،والبعد الأخر هو البعد المجتمعى وهو ادراك المجتمع لدور المرأة وايمانه بقدراتها ويتوقف على رأى المجتمع فى طبيعة أدوار المرأة والموروث القيمى الذى تستسلم له المرأة .
وتعد البيئة الدستورية من معوقات التمكين السياسى للمرأة فبالرغم من وجود دساتير تضع قوانين لمشاركة المرأة لكن الواقع يعوق ذلك ولابد من تفعيل القوانين التى تضمن حقوق المرأة فى المشاركة فى المحليات ورفع مستوى أدائها السياسى وازالة العقبات التى تعوق تقدمها ومن أهمها عدم وجود اعلام نسوى وافتقاد الفضائيات لاعلام يظهر المرأة بشكل لائق ويدعم دور المرأة ويقلص درجة تهميشها.
ونستطيع القضاء على الاغتراب السياسى عن طريق غرس الوعى الذاتى لدى المرأة لتمارس حقوقها السياسية وتغيير الحركة الفكرية التى تكفل لها المساواة والقضاء على العجز واليأس والانفصال عن المشاركة السياسية وايجاد فرص حقيقية للمرأة من خلال مؤسسات المجتمع المدنى لمواجهة المشكلات التى تواجه المرأة مثل زواج القاصرات والعنف ضد المرأة ومحاولة الخروج من النسق السائد فى المجتمع ووضع حلول لمشكلات المرأة وتحقيق الاصلاح السياسى للحقيقى لادماج المرأة فى العمل السياسى للحصول على فرص متكافئة.
وأشار الدكتور عبد الكريم الوزان عميد كلية الاتصال والاعلام بالجامعة الاسلامية بمينيسوتا لعوامل تمكين المرأة سياسيا وتوجيه الخطاب الاعلامى فى وسائل الاعلام والخطاب الدينى لاعطاء المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية واشراكها فى الأنشطة الثقافية والعلمية وورش العمل والملتقيات العلمية يمهد لحصولها على حقوقها السياسية .
فالمرأة هى السيدة الكبرى فى مجتمع القرن ال21 وهى المفكرة والعالمة والمبتكرة فى كافة المجالات ولابد من توفير الظروف للارتقاء بها ودعم قدراتها ،وتأهيل مؤسسات الدولة لاعطاءها الحق الكامل فى المشاركة ،ويظهر دور الاعلام الداعم لحقوق المرأة ليتحقق لها التمكين منذ بداية حياتها وتطوير الجوانب العلمية والثقافية لتصل لمرحلة التمكين السياسى من خلال سياسات اعلامية واجتماعية ويساهم التحول الرقمى والاعلام الجديد فى اختصار الطريق نحو تمكين المرأة من خلال ايصال رسالة الى السياسيين وصناع القرار بتمكين المرأة
وأكد الدكتور ابراهيم بورما الباحث فى التاريخ السياسى المعاصر فى تشاد مؤكدا على التمكين السياسى للمرأة فى الأنظمة الديمقراطية فى دول الصحراء والساحل وتشاد والكاميرون وبداية التمكين السياسى للمرأة فى بداية التسعينيات من القرن ال20 ومشاركة المرأة فى المنظومة الديمقراطية والتنمية فى تلك المنطقة من أجل التمكين لتحقيق التنمية وتفعيل دور المرأة فى العمليات التنموية وممارسة حقوقها السياسية وتعزيز ارادة المرأة ومشاركتها السياسية .
وتظهر الدراسات الميدانية للفترة من 1990- 2020 وضع المرأة فى منطقة الصحراء والساحل ومشاركتها فى الانتخابات التشريعية والبلدية ومساهمتها فى المجال الاقتصادى والاجتماعى والثقافى، ووضع توصيات ومقترحات لتعزيز دورها وقدراتها لتوظيفها فى المشاركة والتغيير والذى ظهر فى الجوانب السياسية والاجتماعية خلال العقدين الأخيرين من دعم حقوق الفئات المستضعفة وتعزيز مشاركة المرأة والشباب والتمكين السياسى للمرأة فى كافة المجالات وسن القوانين التى تكفل لها حقوقها والمساواة مع الرجل فى الحقوق والواجبات.