توعية وإرشاد

غش الأغذية وأثارها السلبية الصحية والاقتصادية

غش الأغذية وأثارها السلبية الصحية والاقتصادية

تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة”نهر الأمل” فعاليات الندوة النقاشية التى نظمتها الأمانة العامة لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب برئاسة الدكتور يحيى بكور وألقى الدكتور لؤى اللبان أستاذ التغذية وكيمياء الاغذية في جامعة الجزيرة
حول”الأغذية المغشوشة والمعدلة وراثياً وتأثيراتها على الصحة والاقتصاد والبيئة” وأكد الدكتور يحيى بكور أن غش الغذاء له أثار سيئة على صحة الانسان ويتسبب فى كوارث وأزمات وعلينا كشف أساليب الغش لمحاصرة تلك الطرق وتلك المحاضرة تتكامل فى أهدافها مع محاضرة الدكتور القدسى التى ناقشت إيجابيات وأهمية التعديل الجينى للحصول على مواصفات مطلوبة من حيث القيمة الغذائية والأثار التى تحدث فى حالة إهمال الدراسات العميقة للمواصفات وأثار ذلك على الانسان والبيئة ، والتواصل مع الخبراء فى مجال التخصص فى منطقتنا العربية للإستفادة من كل جديد فى عالم الزراعة ونقدر مشاركتهم معنا خدمة لوطنهم وننظر لتوصياتهم بعين الاعتبار لتعظيم الفائدة المرجوة وتحقيق الأهداف المنشودة ، 

الدكتور لؤى اللبان أستاذ التغذية فى جامعة الجزيرة ،ورئيس قسم التغذية فى جامعة القلامون وحاصل على الدكتورة من الولايات المتحدة الأمريكية وحاصل على دبلوم الصناعات الغذائية من السويد والمحاضر بكلية الزراعة بهولندا وله العديد من المؤلفات العلمية والدراسات البحثية

وأكد الدكتور لؤى اللبان أن الغش ليس محدداً بمكان أو عرق بشرى أو دين سماوى ولكنه منتشر على إختلاف الأعراق والديانات ولكن الدين الاسلامى وضع التشريعات لمنع الغش وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس من” وسنت الدول القوانين لمحاربة الغش بكل أشكاله ، فالأمن الغذائى يعنى سلامة الغذاء ووفرة الأغذية وإستمرارية توافرها والقدرة على شراءها ولايتحقق الأمن الغذائى الا بتوافر تلك الشروط ،وهناك دول يتحقق لديها هذه الشروط مثل الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الشمالية والسويد والدنمارك وتعتبر دولة سنغافورة من أعلى الدول فى نسب تحقيق الأمن الغذائى وتبلغ 84% وأمريكا 38.7%وهناك دول تعتبر نوعية الغذاء فيها متدنية بحيث لاتتحقق كل شروط الأمن الغذائى كاملة ومنها بعض الدول فى منطقتنا العربية .

ولكن لماذا الغش فى الغذاء؟

تعود أسباب الغش للعديد من العوامل مثل إرتفاع أسعار الأغذية ومنتجاتها ، وهناك من يريد التخلص من المواد الغذائية منتهية الصلاحية وعدم وجود قوانين ناظمة وصارمة ، وعدم وجود أسعار عادلة فهناك من يضيف زيت عادى لزيت الزيتون وهنك أسباب أخرى مثل عدم وجود مواصفات قياسية للمواد الغذائية ، وعدم تطبيقه للقانون بسبب الفساد المالى والادارى ، والتهريب من بلد لأخرى وإدخال مواد لاتطابق المواصفات.

ويعود تاريخ غش الأغذية من الاغريق والرومان فى صناعة النبيذ وكانوا يضيفوا مياه البحر والعسل والأعشاب ، وأيضا إضافة التوابل ومسحوق الطباشير ، وكان تجار التوابل فى القرن ال14 يمزجون التوابل المستوردة من الهند بقشور الجوز المحمص المطحون والبذور والحجارة والرمل ، وفى الولايات المتحدة كانوا فى القرن ال18 كانوا يخلطون الحليب بالماء والطباشير لأن معامل الحليب كانت تقيس كثافته ، فيضيفوا الطحين حتى لايكتشف الغش ، والمافيا الأمريكية كانت تغش المشروبات الكحولية ، ثم وضعت قوانين لمحاربة الغش وسار على نهجها العديد من الدول.

ويمكن تعريف الغش فى مواصفات المادة الفيزيائية والكيميائية والغذائية لتحقيق زيادة فى الأرباح مما يؤدى لفقدان المنتج لقيمته الغذائية فالحليب يصبح ضار على صحة الأطفال بعد غشه ، وهناك من يضيف مياه الأبار غير المعقمة لغش الحليب ويتسبب فى إحداث التلوث فغش الأغذية له علاقة بسلامة الأغذية ولايتحقق الأمن الغذائى فى ظل وجود منتجات مغشوشة ، وإذا أضيفت إلى الغذاء أى مادة تقلل من قيمته الغذائية يعد غشاً مثل إضافة مادة سعرها أقل للحصول على كمية كبيرة من مادة سعرها أعلى أو إستبدال المكون الأساسى للمادة بمكون أخر مثل إضافة لحوم الجمال للحوم الأغنام أو إضافة ملونات الطعام لتغيير اللون الطبيعى وإضافة مكسبات طعم ونكهات صناعية غير مسموح بإضافتها .

ويصنف  أنواع الغش لعش مقصود بإضافة الرمل والجص ومسحوق الطباشير والماء ونشارة الخشب ،

وهناك غش غير مقصود نتيجة للإهمال يتلوث الغذاء بالمخلفات والرمال والتراب ، والتلوث بالمعادن السامة والرصاص الذى يلوث المياه والزئبق بمياه الصرف الصحى والزرنيخ من المبيدات الحشرية، والتلوث بالمواد الكيميائية من العبوات البلاستيكية ويتسبب الغش باستخدام بعض المواد الحافظة التى تتسبب فى مشكلات صحية مثل استخدام الملح بكميات كبيرة ، وبنزوات الصوديوم ، والسالساليك ، والبنزويك ،وحمض اليوريك وأملاح الصوديوم والفورم الدهيد، الذى يغطى على كل البكتيريا التى تسبب فساد الحليب ،وفلور الأمونيوم ،وحمض الكبريت ، والملح الصينى.

ويسبب أحادى غلومات الصوديوم الصداع والتعرق والأزمات القلبية ، كما تتسبب الألوان الصناعية فى العديد من المشكلات فهناك من يضيفوا الفحم الحجرى للزيتون ، أو إضافة المكملات للخضروات لتصبح خضراء مثل إضافة أملاح النحاس لاعطاء اللون الأخضر،وإضافة الأناتو الى الزبدة ، والكركم للمستردة والخردل، وإضافة أملاح الكروم والنحاس والزرنيخ للمربى ،وصبغ البندورة بألوان صناعية ، وإضافة مكونات من حشرة الكارمين للجيلاتين وتلك أغذية محرمة لأنها مصنعة من حشرات والاتحاد الأوروبى وضع قائمة للمواد التى تضاف للمواد الغذائية مثل الهرمونات والمضادات الحيوية .

وهناك 10 طرق للغش مثل التمديد بإضافة الماء للحليب ،والاستبدال والتلاعب بالوزن والأسعار ، والغش فى المواصفات وعدم تطابق المحتويات مع البيانات المدونة على المنتج، والغش بالتدليس مثل وضع معلومات خاطئة على العلبة مثل خالى من الكوليسترول ، أو عصير طبيعى وهو مصنع من الركزات أو يكتب على المنتج أنه مفيد لمرضى القلب أو مفيد للنحافة أو الغش فى السمن النباتى الصحى وإضافة بعض الزيوت المهدرجة، والتلاعب بتغيير الصلاحية وتعد أسهل طرق الغش بإعادة تدوين تواريخ التصنيع على المنتج ،والتزوير والتقليد مثل تعبئة مواد رخيصة فى علب منتجات غالية الثمن مثل عبوات الشاى والمكملات الغذائية وحليب الأطفال ،وتزوير الماركات وكتابة منشأ مخالف لدولة المنشأ مثل كتابة صنع فى ألمانيا على منتجات صينية ،وتبلغ التكلفة الاقتصادية للغش أكثر من 40 مليار دولار ،وهناك 11مليارجنيه إسترلينى تكلفة الغش التجارى فى بريطانيا ولاتوجد فى المنطقة العربية بيانات عن التكلفة الاقتصادية للغش.

 وهناك تأثيرات صغرى وكبرى لغش الغذاء تتعدى القىء والإسهال والحساسية والمشكلات الهضمية لتتسبب فى الاصابة بالسرطانات المختلفة بسبب الاكثار من المواد الحافظة والملونات غير الطبيعية ويتسبب الفلاتوكسينين فى الاصابة بالأمراض القلبية ، والتنفسية والأغذية الفاسدة تسبب الالتهابات والأمراض الدموية، وغش اللحوم يتسبب فى الاصابة بالطفيليات وبيع أمهات الدواجن مخالف للقانون لاحتواءها على الهرمونات والمضادات الحيوية التى تزيد من حجم الدجاجة بصورة غير طبيعية.  

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى