بالتعاون بين الثقافة المصرية ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الاماراتية:
وزيرة الثقافة تفتتح الملتقى الدولي جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير بالأعلى للثقافة
عبد الدايم: اطلاق اسم الدكتور جابر عصفور على الدورة القادمة لملتقى القاهرة الدولي الثامن للإبداع الروائي العربي
وأسرة الدكتور جابر عصفور تحول منزله بأكتوبر إلى مكتبة عامة للباحثين
بواسطة:فتحية علي
افتتحت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة الملتقى الدولي جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير والذى ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالإمارات العربية المتحدة وبحضور مديرها التنفيذى إبراهيم الهاشمي، الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء المؤسسة، الدكتورة هالة فؤاد أرملة المبدع الراحل، الدكتور عماد الدين ابو غازي والكاتب حلمي النمنم وزيرا الثقافة الاسبقين وبمشاركة كوكبة من النقاد والمبدعين والمفكرين من 15 دولة عربية هى مصر ، ليبيا ، العراق ، تونس ، الجزائر ، السودان ، المغرب ، لبنان ، البحرين ، اليمن ، الكويت ، الإمارات ، السعودية ، سوريا وفلسطين.
وخلال كلمتها رحبت عبد الدايم بالدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدولة الإمارات العربية الشقيقة وبجميع الضيوف في القاهرة قبلة المثقفين والمبدعين العرب، وقالت أن هذا الملتقى الدولي الثقافي الهام ينعقد تكريما لرمز بارز من رموز الثقافة المصرية والعربية أستاذ الأجيال والمفكر المستنير والناقد المبدع والقائد الثقافي الملهم إنه الراحل الكبير الأستاذ الدكتور جابر عصفور ، واضافت ان عام ٢٠٢١ ابى أن يغادرنا دون أن يصدم الوسط الثقافي المصري بل والعربي بخبر رحيل هذه القامة الثقافية الشاهقة٬ بعد رحلة طويلة وشديدة التميز من الفكر والمعرفة والتنوير أثرى خلالها حياتنا الثقافية٬ ليسبب هذا الرحيل حزنا وألما شديدا في نفوس زملائه وتلاميذه ومحبيه ليس في مصر وحدها بل على امتداد الوطن العربي الكبير… فلقد امتد تأثير جابر عصفور ومشروعه الفكري متجاوزا حدود مصر ليشمل العشرات والعشرات من المفكرين والمثقفين في كل الدول العربية٬ سواء هؤلاء الذين جلسوا إليه وتواصلوا معه في الدول التي زارها وأقام فيها لبعض الوقت٬ أو أولئك الذين قرأوا له وأفادوا من نتاجه الفكري وتأثروا.. بأرائه.. وتوجهاته.. وأفكاره.
وأكدت عبد الدايم أنه يطول الحديث عن مكانة جابر عصفور الثقافية وريادته الفكرية، فهي كثيرة المجالات ومتعددة الجوانب.. فهو الأكاديمي والأستاذ الجليل الذي تخرج على يديه المئات من دارسي العربية وآدابها، وهو المفكر البارز الذي أثري المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التي تعد مرجعا لكل باحث في الدراسات الأدبية والنقدية٬ كما أنه الاسم الأبرز في حركة النقد الجديد في العالم العربي وصاحب الاسهامات النقدية الجليلة٬ وهو ذاته المترجم المتفرد القدير٬ وهو أيضا حامل لواء الحداثة وعميد الاستنارة في الفكر العربي كما أنه لا يمكننا أن ننسى إسهامات الراحل العظيم ومآثره في إدارة المؤسسات الثقافية في مصر٬ أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة٬ ومديرا للمركز القومي للترجمة ثم وزيرا للثقافة وتظل أمانة المجلس الأعلى للثقافة واحدة من أهم ما قدم الرجل وأنجز فلقد قضى الدكتور جابر عصفور بالمجلس ما يزيد عن خمسة عشر عاما رسخ خلالها أسس واستراتيجيات العمل الثقافي في مصر٬ كما وضع خلالها اللبنة الأولي للمشروع القومي للترجمة ليؤسس بعدها المركز القومي للترجمة كيانا مستقلا تابعا لوزارة الثقافة في إنجاز غير مسبوق٬ حتى أضحى واحدا من أهم مراكز الترجمة المحلية والعربية وطيلة هذه السنوات وفي كل هذه المناصب أعطي الدكتور جابر عصفور دروسا في فنون الإدارة لمن يعملون تحت قيادته كما كان ناصحا بل وملهما للكثيرين منهم.
وتابعت عبد الدايم لقد أجمع المثقفون العرب أن رحيل جابر عصفور سوف يترك فراغا يندر أن يملأه غيره فلقد ملأ الراحل الكبير المشهد الثقافي والفكري بكثير من الفكر والحيوية والإبداع تأثر بها كل من عرفه واقترب منه لذا لم يكن من المستغرب أن يشهد هذا الملتقى حضور قامات فكرية وثقافية كبيرة من مصر والعديد من الدول العربية. جاؤوا جميعا للاحتفاء بهذا الرمز الثقافي البارز فها هم أصدقاء جابر عصفور وزملاؤه وتلاميذه الذين عرفوه وعرفهم٬ هؤلاء الذين استشعروا فداحة الخسارة برحيله٬ وتسابقوا للحضور اليوم عرفانا وتقديرا لجهوده ومكانته٬ فلهم منا كل التقدير٬ فإن ملتقى اليوم لتكريم الدكتور جابر عصفور ما هو إلا تعبير من وزارة الثقافة المصرية٬ ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة٬ عن تقديرها لمكانة جابر عصفور في قلوب وعقول جموع المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب واعترافا بدوره الريادي في المشهد الثقافي المصري والعربي ونحن على يقين أن فكر جابر عصفور سيبقى نبراسا يهتدي به كل من سيأتي بعده٬ وأن إنجازات الرجل ومآثره ستظل باقية خالدة قدر ما قدمه للوطن.. وللثقافة.. وللإبداع.
كما أعلنت عبد الدايم أن الدورة القادمة لملتقى القاهرة الدولي الثامن للإبداع الروائي العربي سبتمبر القادم ستحمل اسم الراحل المبدع الدكتور جابر عصفور.
وخلال كلمة أسرة الراحل الدكتور جابر عصفور وجهت الدكتورة هالة فؤاد الشكر لوزيرة الثقافة على كل ماقدمته من حب واهتمام ومواساة منذ مرض الراحل الدكتور جابر عصفور وصولا إلى الاحتفاء بقيمته وتكريمه في هذا اليوم كما وجهت الشكر للدكتور هشام عزمي على حرصه واهتمامه على تنظيم هذا الملتقى لتكريم الرمز الكبير، كما قدمت الشكر لمؤسسة العويس التي وصفتها بالرصانة والنزاهة لمشاركتها في هذا الاحتفاء بإدراكها لمعنى القيمة الثقافية لرموز الثقافة العربية وماقدموه من جهد تنويري سيظل مبتدأ عبر التاريخ، واضافت سيظل جابر عصفور رمزا للفكر التنويري الهادف والبناء ومثقفا مهموما ومهتما بالقضايا الجوهرية التي تنطوي على معاني الدفء الإنساني بشتى معانيه، فهو مفكر استثنائي يؤمن بحرية الفكر والاعتقاد، فقد ترك ارثا ضخما من المدارس الإبداعية والتخصصات في مجالات ابداعية عديدة من التنظير والنقد الأدبي والترجمي وغيرها، واوضحت انه كان يمنح المجلس الأعلى للثقافة وكذلك المركز القومى للترجمة مجهودا ثريا وعملا مضنيا ومشروعا تنويريا قام بترسيخه من خلال مجموعة من السياسات الثقافية كانت شاهدة على تعظيم مكانة مصر الثقافية وريادتها ، واستعرضت العديد من المحاور الاستراتيجية الثقافية التي أعدها الراحل الدكتور جابر عصفور مع فريق عمل متكامل كانت بمثابة حلما عظيما له ووصية لأجل نهضة الثقافة وتأصيل دورها التنويري والتنموي الجاد والفعال، واختتمت كلمتها باعلان أسرة المبدع الراحل تحويل منزله بمدينة ٦ أكتوبر إلى مكتبة عامة ومركز ثقافي وعلمي لطلاب الدراسات العليا والباحثين في مجالات متعددة وتنظيم ورش ثقافية وابداعية ومحاضرات وغيرها من الأنشطة التنويرية.
ووجهت الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالإمارات العربية المتحدة الشكر لوزيرة الثقافة لهذا الجهد والاهتمام الكبيرين واللذان تجسدا في التعاون والشراكة بين المجلس والمؤسسة في الاحتفاء بقامة ثقافية وتنويرية كبيرة والذي امتدت صداقته مع المؤسسة لفترات طويلة، كما اثنت على تعاون المؤسسة من قبل ذلك مع المركز القومي للترجمة في نشاطات كان لها صدى معرفي واسع تأكد من خلاله ان الاثر الإيجابي للفعل الثقافي دائما ما يتجاوز الجغرافيا والحدود، واضافات بأن هذا الملتقى يأتي تأكيدا على قيمة هذا العمل الثقافي المشترك والرغبة الجادة في الاحتفاء بضمير ثقافي عربي صاحب حضور متميز داخل العمل التنويري ، ووجهت الشكر لوزارة الثقافة التي احتضنت مثل هذه الفعالية الجديرة بالاحترام والتقدير.
ورحب الدكتور هشام عزمي بالجميع في المجلس الاعلى للثقافة الذي يمثل بيتا حاضنا للثقافة المصرية والعربية ونحن نحتفي بهذه القامة الثقافية الفكرية المتميزة في هذا الملتقى الذي ينظمه المجلس الاعلى للثقافة بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في بادرة تعكس أهمية التعاون والشركة بين مؤسساتنا الثقافية العربية، فنجتمع اليوم احتفاءا بشخصية إبداعية متفردة احتلت مكانة بارزة داخل مصر والعالم العربي من محيطه إلى خليجه فقد كانت قيمته نتاجا لجهد مخلص وفكر جاد مستنير جعلته من أهم المفكرين والمثقفين العرب خلال ٥ عقود الاخيرة فقد ترك فراغا كبيرا في المشهد الثقافي العربي وأضاف بأن هذا الملتقى يشهد كوكبة من المفكرين العرب جاءوا من كل حدب وصوب تكريما لهذا الرمز الكبير ومكانته التنويرية البارزة مؤكدا بها على هوية مصر الثقافية والحضارية بما امتلكه من قدرات ابداعية كاستاذ اكاديمي وناقد كبير ومترجم بارع وصاحب إنجازات إبداعية عملاقة، كما استعرض عزمي العديد من الإنجازات والاسهامات للمبدع الراحل قائلا لقد قضى المبدع الراحل بين جدران هذا المجلس امينا عاما لمدة ١٣ عاما وضع خلالها بصمة إدارية ومهنية عبر توليه المسئولية ودورا حيويا واسهامات بارزة في قضايا التنوير داخل مصر وخارجها فسيظل فكره حاضرا باقيا بما تركه من إنجازات وابداعات ستظل ملهمة لمن جاءوا بعده.
وقال فخري كريم سيظل الراحل علامة بارزة كأحد اقطاب الثقافة العربية والذي ساهم بعمق في تدعيم مكانة مصر وريادتها الثقافية منذ اوخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات وساهم بتوليه أمانة المجلس الأعلى للثقافة في مد جسور التواصل الثقافي بين الأشقاء العرب وحقق الارتقاء بكافة أطر العمل الثقافي المشترك من خلال مشروع قومي تنويري فكانت بصماته واضحة في كافة أوجه العمل الثقافي داخل وزارة الثقافة ومن خلال المركز القومي للترجمة الذي حقق اسهامات بارزة في مجالات الترجمة كمؤسس لهذا المركز فستظل إنجازاته باقية عبر التاريخ.
كما قال الدكتور جمال الشاذلي في كلمته بالإنابة عن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، اذا كان هذا الملتقي الدولي يتم تنظيمه احتفاءا وتخليدا لقيمة المبدع الراحل التنويرية، فإننا في حاجة ماسة وجادة للإلمام بفكره وآراءه النقدية والفكرية الداعمة لتحقيق كافة القضايا التنويرية، فسيظل فكره باقي بيننا بتأثيراته الهائلة فهي تكشف عن امتلاكه ثراءا فكريا عميقا جعلت منه أحد أهم رموز الوطن العربي ثقافيا وابداعيا، وأضاف بأن جامعة القاهرة تفخر بأن يكون الراحل الدكتور جابر عصفور أحد أبناءها مضيفا بأنه عندما شرعت جامعة القاهرة في عهد الدكتور الخشت إلى الإعداد لوثيقة التنوير فقد كان الراحل أحد رموزها الذين شاركوا فيها، حيث لا يمكن ابدا الحديث عن التنوير بدون أن تكون هذه القيمة التنويرية الكبيرة حاضرة بقوة في هذا المشروع ، فهو رمز من رموز الثقافة العربية وصاحب مبدأ لا يحيد عنه قيد أنملة.
كما حرصت وزيرة الثقافة على حضور فعاليات الجلسة الاولى للمؤتمر بعنوان جابر عصفور أستاذًا وناقدًا وترأسها عبد العزيز السبيل وشارك فيها أحمد درويش ، زهور كرام ، شكري المبخوت ، طارق النعمان ، محمد بدوي حيث تناول الحضور العديد من الجوانب الشعرية والنقدية والامكانيات الإبداعية المتميزة للراحل الدكتور جابر عصفور ودوره البارز في الحركة النقدية كشخصية عظيمة الثراء على الصعيد التنويري والتنظير الأدبي والنقدي وغيرها.
يذكر أن فعاليات المؤتمر تشمل:
4:00 – 5:30 مساءً الجلسة الثانية بعنوان جابر عصفور وقضايا التنوير ويراسها ناصر الظاهري ويشارك فيها حسن مدن ، شعبان يوسف ، نبيل سليمان ، نبيل عبد الفتاح ، واسيني الأعرج.
6:00 – 8:00 مساء الجلسة الثالثة جابر عصفور رائدًا من رواد الثقافة العربية – شهادات – ويراسها محمد صابر عرب ويشارك فيها حسين حمودة ، خليل النعيمي ، شريف الجيار ، عبد الرحيم العلام ، فخري كريم ، فوزي الحداد ، محمد عفيفي ، نبيل حداد.
كما يتضمن اليوم الثاني الاثنين 27 يونيو 2022:
10:30 – 12:00 ظهرًا الجلسة الاولى بعنوان جابر عصفور وقضايا الترجمة ويرأسها محمد شاهين ويشارك فيها أمين الزاوي ، أنور مغيث، ثائر ديب، محمد حمدي إبراهيم، مكارم الغمري.
12:30 – 2:00 عصرًا الجلسة الثانية بعنوان جابر عصفور وبناء مؤسسات العمل الثقافي ويراسها سعيد المصري ويشارك فيها بنسالم حميش ، خالد زيادة ، طالب الرفاعي ، عماد أبو غازي.
4:00 – 6:00 مساء حلقة نقاشية بعنوان المشروع الثقافي لجابر عصفور ويرأسها حلمي النمنم ويشارك فيها خيري دومة، رشا سمير، عبد الرحيم الكردي، فريدريك معتوق، مجذوب عيدروس، هشام زغلول.