ثقافة

ما هو “الميتافيرس” العالم الافتراضي الجديد ؟

ما هو “الميتافيرس” العالم الافتراضي الجديد ؟

تقرير: ندى الحسيني

الميتافيرس هي كلمة تتكون من شقين الأول “meta” (بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفاً) والثاني “Verse” (مُصَاغ من “الكون”) , أي ما وراء الطبيعة .

_ وتعرف الميتافيرس بأنها سلسلة من العوالم الافتراضية التي تضم تفاعلات لاحصر لها بين المستخدمين , ومصطلح الميتافيرس ظهر لأول مرة في رواية الخيال العلميSnow Crash والتي ألفها الكاتب نيل ستيفنسون عام 1992.

_ وعالم الثورة الصناعية الرابعة يشهد فيه العالم انقلابا تكنولوجيا , يطرح نمط حياة جديدا , يقوده الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة وإنترنت الاشياء لتجاوز حدود الممكن واللامعقول , ثورة تتدخل في الوعي والتفكير والمشاعر واللياقة البدنية , تشيد مدنا فاضلة من وحي أفلام الخيال العلمي يمكن تحويلها إلى واقع حقيقي , سيارات ذكية ذاتية القيادة وسماء مزدحمة بالاطباق الطائرة , وقطارات بسرعة الرصاصة , وأجهزة منزلية مربوطة بالهاتف , وهواتف مشحونة بالواي فاي .

_ منها الكابلات البحرية العالمية الناقلة للإتصالات والانترنت , تعمل على على توفير خدمات الإنترنت عالية الاعتمادية لكل الدول التي تتواجد بها نقاط إنزال خاصة بالكابل، الأمر الذي يساهم في تعزيز قدرة هذه الدول على تقديم الكثير من الخدمات المعتمدة على الإنترنت بكفاءة عالية، مثل خدمات التعليم والرعاية الصحية والأنشطة التجارية، وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة هذا الربط الدولي.

_ وفي هذه الثورة الصناعية , يحول الواقع إلى عالم افتراضي يعيش فيه الانسان , الأمر أشبه بتحويل الإنترنت إلى بيئة ثلاثية الأبعاد لا يقتصر دور المستخدم على النظر إليها أمام شاشته بل الدخول في هذه البيئة بنفسه حتى يصبح أحد عناصرها، ولتنفصل حواسه عن عالمه الحقيقي فترة بقائه في العالم الافتراضي. , واستخدام الواقع المعزز وهي التكنولوجيا القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية أو تكون بمثابة موجه له، وعلى النقيض من الواقع الافتراضي القائم على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية. يستطيع المستخدم التعامل مع المعلومات والأجسام الأفتراضية في الواقع المعزز من خلال عدة أجهزه سواء أكانت محمولة كالهاتف الذكي أو من خلال الأجهزة التي يتم ارتداؤها كالنظارات، والعدسات اللاصقة وجميع هذه الأجهزة تستخدم نظام التتبع الذي يوفر دقة بالإسقاط، وعرض المعلومة في المكان المناسب كنظام تحديد المواقع العالمي (نظام التموضع العالمي)، والكاميرا، والبوصلة كمدخلات يتم التفاعل معها من خلال التطبيقات.

_يدخل المستخدم إلى هذا العالم ليجد نفسه داخل سلسلة من المجتمعات الافتراضية المترابطة والتي لا نهاية لها، يمكنه من خلالها التقاء عدد كبير من الناس المتاح التعامل معهم إما للعمل أواللعب، كل ما يحتاجه لذلك سماعات الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز وما ترتبط به من تطبيقات الهواتف الذكية , لن تقتصر الاستفادة من ميتافيرس على ممارسة الألعاب أو حتى عقد اجتماعات العمل بشكل افتراضي، بل ستتأثر جميع الأنشطة التي يمارسها مستخدم الإنترنت بهذا العالم، فعلى سبيل المثال سيشهد التسوق الإلكتروني نقلة نوعية داخل هذا العالم، حيث يكون المستخدم قادرا على معاينة أي شيء يريد شرائه عن قرب بدلا من مجرد معاينة صور في الشكل التقليدي المعروف الآن للمتاجر الإلكترونية .

ومع تطور عوالم ميتافيرس سيصبح كل نشاط إنساني في الواقع الحقيقي متاحا بكل تفاصيله في العالم الافتراضي، الأمر الذي يعني أن الإنسان ربما يكون قادرا على البقاء في العالم الافتراضي لفترات أطول، فهو إما مسترخيا في منزله الافتراضي أو يمارس إحدى الألعاب أو الرياضات مع أصدقاء من مختلف أنحاء العالم، أو يعقد اجتماعات افتراضية أو يتسوق ما يحتاجه من متاجر على الجانب الآخر من الكوكب.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى