ثقافة

ندوة مناعة منظمات المجتمع المدنى

…ندوة مناعة منظمات المجتمع المدني….الواقع والمأمول

تغطية اخبارية: وفاء ألاجة

لعب المجتمع المدني بمكوناته كلها دورا تاريخيا في تقديم الخدمات وعمليات الرقابة على السياسات الحكومية، وكان لمؤسساته دور بارز في حماية الناس المهمشين؛ خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والحريّات العامة.مضايقات كثيرة تعرضت لها مؤسسات المجتمع المدني في السنوات الأخيرة؛ نظرا لتبنيها مواقف تتصدى لحالات انتهاك حقوق الأنسان

وتنتشر منظمات ما يسمى بالمؤسسات غير الحكومية والتي في الغالب تم تشكيلها من نخب متنورة’آمنت بقضايا اجتماعية وثقافية وقيمية.إلا أن هذه المؤسسات سرعان ما أصبحت تواجه عقبات تهـدف للحيلولـة دون القيـام بأنشـطتهم المشـروعة أو التقليـص مـن تأثيرهـا أو إيقافـه من قبل حكوماتهم وقـد تشـمل هـذه العقبـات فـرض قيـود علـى الحريـة والاسـتقلاليه ، أو المضايقـة والترهيـب ضد هذه المؤسسات او الجهـات الفاعلة في المجتمع المدني.كما وأصبحت أسيرة لعمليات تمويل دولية، وغاصت في حالة تنافس وسباق على التمويل بعيدا عن الهدف الذي تأسست من أجله، وهذا جعل هذه المؤسسات عرضة للانتقاد، بل وتوجسّت الحكومات من دورها، في ظل وجود تطلعات من المؤسسات للعب دور في التأثير في السياسات وتقديم التقارير، وهو ما أثار حفيظة الحكومات التي بدأت بتضييق الخناق عليها. قضية التمويل سلاح ذو حدين، فهل كبلّت مؤسسات المجتمع المدني؟ أم أعطتها مرونة؟هل نحن بحاجه إلى حوكمة عمل مؤسسات المجتمع المدني بشكل لا يقيد حريتها ولا يضيف المزيد من العقبات التي تحد من حركتهاهل فعلا كانت قوة هذه المؤسسات على الأرض توازي قوتها التمثيلية بحكم أنها نقابات وأطر جماهيرية وقاعدية شبابية ونسوية؟

هناك من يعتقد أن هذه المؤسسات لم تقم بدورها وهي لم تمثل إلا مموليها، وهناك من يقول بأنها لعبت دورا مهما في التنمية، واستطاعت تمثيل المجتمع المدني خير تمثيل !

هل من الواقعية اليوم طرح بدائل جديدة لإعادة صياغة دور وتأثير منظمات المجتمع المدني تقوم على إعادة الاعتماد على الذات وعلى استغلال الإمكانيات المحلية الكامنة في المجتمعات بعيداً على أجندات المانحين وخطط الدعم الدولية التي تلبي توجهات لا تنسجم مع الاحتياجات والأولويات الوطنية والمحلية ؟
هل يمكن إعادة بناء مرجعيات جديدة لمنظمات المجتمع المدني تقوم على مبادئ الانفتاح والشفافية والتعددية، تعكس تمثيل حقيقي ديمقراطي لهذا القطاع من أجل مواجهة المخاطر والتحديات؟
ما بين هذا الرأي وذاك… تأتي ندوة اليوم لفحص دور المجتمع المدني في العالم العربي، ومدى مناعة هذه المؤسسات وقدرتها على الاستمرار وتحقيق الاستدامة.

مؤسسات المجتمع المدني وتراجع الأدوار: الخلل أين؟

وتشير ليندا قلاش لفعالية منظمات المجتمع المدنى فى نشر الوعى فى العالم العربى ولاسيما دوره فى تغيير المفاهيم وتشكيل الوعى المجتمعى،وفى بعض الدول كان للمجتمع المدنى دور فى صناعة القرار وصياغة الدستور ولكن يواجه مشكلة الاتهام بالتخوين والتمويل من الجهات المانحة الخارجية التى لها أجندات لاتتفق مع سياسات الحكومة ولكن تظل المنظمات والشبكات التى تعنى بتقديم الخدمات مثل الصحة والتعليم لها مردود قوى فى المجتمع ،وهناك منظمات تلقى الضوء على قضايا اللاجئين والمهاجرين وقضية تشاور الحكومات مع المجتمع المدنى تظل فى نطاق محدود من المنظمات وهى التى تعطى المنح والتمويل من الحكومات.

وفى ظل ازمة كورونا شكلت منظمات المجتمع اامدنى اىتلاف لنشر الوعى وتقديم الخدمات ومناصرة التقارير عن الأوضاع لتحرك الحكومات لدعم حقوق العمالة وفى كل المجتمعات يوجد سلبيات وايجابيات ومشكلة عدم توحيد الجهود بين منظمات المجتمع المدنى العاملة فى نفس المجال وايضا تواجه تلك المنظمات مشكلة التمويل، ولكن من ايجابيات انها ناصرت العديد من القضايا وأعطت للمجتمع بعض الحقوق العادلة مثل رفع الحد الادنى للأجور وتقديم خدمات الصحة والتعليم للفئات المهمشة فى المجتمع واذا أعددنا دراسة عن دور المجتمع المدنى قبل عشر سنوات لوجدناه تطور كثيرا وياهم فى تغيير بعض الاوضاع.

واستعرض الدكتور عبد الرحن تميمى وضع منظمات المجتمع المدنى فى دول ضعيفة مثل فلسطين فهى دولة بلا سلطة والمجتمع اامدنى غير كامل الوجود فهو أقرب للقبيلة منهالى المجتمع ويتأرجح بينهما فى دولة غير مكتملة النضج ولذلك نجد المجتمع المدنى محمل بمشكلات هذا الوضع،اضافة الى انه يعانى من التمويل فهل تعترف الدول بالمجتمع المدنى ودوره فى صنع القرار كشريك للحكومات؟ فالحكومات التى تهمش من دور الأحزاب والقطاع الخاص ولاتتمتع بالديمقراطية لاننتظر للمجتمع المدنى دور فى صنع القرار.

ويشير رئيس الحملة العربية للتعليم لفكرة المناعة ويتساءل ” هل المجتمع المدنى قادر على الاعتماد على الذات؟” وهل يصبح الأشخاص والمواطنون هم صمام الأمان للجمعيات لتبنى المناعة ضد القهر ففكرة المناعة تعبر عن الألم الموجود فى مشكلات المجتمع المدنى ام يقتصر دورها على نشر الوعى وتقديم الخدمات!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى