حكماء الرياضة ودعوة لمبادرة نبذ التعصب الكروي
حكماء الرياضة ودعوة لمبادرة نبذ التعصب الكروي
بقلم: محمود علي
لوحظ لنا في السنوات الأخيرة أن الوسط الرياضى يعاني من مرض خطير وهو التعصب، ويمكن القول أنه بمثابة حرب كروية بين الجماهير وإدارات الأندية الكروية فى مصر، وأيضاً بمثابة عصبية زائدة وحرب لفظية موجودة على الساحة الكروية بين جماهير أكبر ناديين في مصر وأفريقيا والوطن العربي، واللذان يعتبران من أكبر الأندية في العالم يحظيان بشعبية وجماهيرية وانتشار، وهما الأهلي والزمالك أو الزمالك والأهلي.
أصبحت الأجواء عبارة عن مادة سامة صممت خصيصاً لحقن الجماهير بالعصبية المعقدة والمتشابكة والتي ساهمت فيها وسائل التواصل الإجتماعي ببث المواد والبرامج غير الهادفة بين الجماهير لرغبتها في إشعال نار الفتنة الكروية فى مصر، وذلك لأهمية كرة القدم بالنسبة للمجتمع المصري، وللأسف انساقت الملايين من مشجعي الناديين الكبار وراء تلك الفتنة المجنونة.
تشكل كرة القدم جزءاً هاماً وحيوياً في الحياة الإجتماعية. فالرياضة بصفة عامة تعد أمراً فردياً يمارسه الإنسان بمفرده أو بصحبة أصدقاء، وتعتبر أيضاً ظاهرة إجتماعية وسياسية.
الإنتماء الرياضي أصبح يفوق مراحل مجالات الإنتماء في شتى المجالات، ويعد النادييين الكبيرين الأهلي والزمالك من أكبر الأندية الرياضية في مصر يمتلكان نسبة كبيرة من الإنتماء لدى الجماهير الحمراء والبيضاء، فإذا وضعنا الإنتماء الرياضي في مقارنة بمجالات أخرى، فالانتماء الرياضي يتفوق بنسبة كبيرة.
أصبح الأمر مهم وخطير في ظل تصاعد ظاهرة التعصب التي تجاوزت كل حدود اللياقة الرياضية، فالهدف الرئيسي من الرياضة هو نشر مبادئ المحبة والسلام بين الجماهير، وتقارب الشعوب، والروح الرياضية والتنافس الرياضي الشريف.
كما أصبح الحوار الرياضي العاقل فى الساحة الرياضية المصرية نادراً في ظل السب والقذف والتراشق بالألفاظ والتنمر الموجود الآن بين أكبر ناديين، وللأسف يقف الجميع يتابع المشهد من بعيد كأنه يتابع مسلسل تليفزيوني أو فيلم سينيمائي منتظرين كلمة النهاية، ونتمنى وجود رجال عقلاء يتدخلون لمجابهة هذه الحرب الكروية التي أفسدت الأجواء الرياضية بحكمة الحوار الرياضي الصحي بالنصح والإرشاد والتعريف بمفهوم وأهداف الرياضة ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص والعمل على تصحيح مسارها والبعد عن الأفكار السامة الضارة، وذلك للنهوض بالرياضة كأحد عناصر الصناعة فى المجتمع مثلما يحدث في جميع أنحاء العالم.
لابد من وقفة حقيقية من كافة الجهات المعنية في دولتنا الحبيبة، ومن الحكماء والعقلاء من أبناء الناديين لمعالجة هذه الظاهرة السلبية واللجوء إلى الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات وحل جميع القضايا والمنازعات لما يكون له أثر واضح بين الجماهير لمنع التطاول بالألفاظ والشتائم، والقضاء على النموذج والقدوة السيئة للشباب والمجتمع ككل. وهذا يعود بالإيجاب لتربية الشباب والنشء على الأخلاق الرياضية والمنافسات الرياضية في إطار الروح الرياضية السليمة.
نأمل في دعوة يقودها قادة الرأي في مصر من عقلاء المجتمع ورموزه طرح مبادرة يكون شعارها “لا للتعصب الكروي” للقضاء على التعصب والكراهية ونبذ حالة الاحتقان الكروي الموجود الآن على الساحة الكروية بالحوار العقلاني لتقريب وجهات النظر بين الناديين الكبيرين وتصفية الأجواء بين الرئيسين والإداريين.
انها مبادرة لنبذ التعصب وتفكيك حالة الاحتقان الكروى بالحوار الهادئ المتزن لتهدئة الأجواء والتقريب بين وجهات النظر بين الناديين الكبار ومحاولة لجمع الشمل بين الإدارتين والرئيسين نأمل في لها الوصول إلى ما تصبو إليه.
لسنا بحاجة الى تشريعات أو قوانين لوقف التعصب الكروى، ولكن كل ما نحتاجه الآن هو التدخل العاقل من لجنة حكماء موسعة من مثقفين ورجال أعمال وسياسين ورياضيين ينتمون إلى الناديين لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة فى المجتمع الرياضى.