“الحوار الوطني”.. مبادرة وطنية ذات بُعد سياسي
بقلم الدكتور :أحمد شلغم
تُعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإجراء حوار وطني بمثابة مبادرة وطنية وتوجه أكثر من رائع، الحوار الوطنى له عدة أبعاد مهمة، أبرزها تعزيز فكرة تبادل الرؤى بين مختلف الأطياف داخل المجتمع المصري لاستخلاص وانتقاء أفضلها لدفع الحياة السياسية بما يتلاءم مع الجمهورية الجديدة، واحتضان الدولة لكافة التيارات السياسية من أجل استمرار مسيرة البناء التي بدأت مع ثورة 30 يونيو 2013، سواء كانت أحزب سياسية، أو منظمات المجتمع المدني، أو الحقوقيين أو غيرهم، ولعلنا شاهدنا قبل اعلان الرئيس السيسي البيان التاريخي في 3 يوليو 2013 والذى كان بمثابة شهادة ميلاد للجمهورية الجديدة حيث سبق البيان الحوار الوطني بدعوة من القوات المسلحة لجميع القوى السياسية.
لم يُعد “الحوار الوطني” خطوة جديدة بل هو سلسلة من الحوارات التي خاضتها الدولة المصرية، منذ ميلاد “الجمهورية الجديدة” بدءً من مؤتمرات الشباب، مرورًا بالمرأة وتعزيز خدمات الحماية الاجتماعية وتدعيم سُبل حمايتها من العنف، والمبادرات الرئاسية مثل مبادرة صحة المرأة، وذوى الهمم من خلال المبادرات الرئيسية “قادرون باختلاف”، وحتى المواطن العادي، الذي ربما يجد نفسه فجأة أمام رئيس الدولة أو أيًا من المسؤولين في مختلف محافظات مصر، في حوار بسيط لعرض ما يعانيه، من تحديات وهموم، وهو ما حدث بالفعل ورصدته الكاميرات في أكثر من مرة أثناء جولات الرئيس عبد الفتح السيسي في الشوارع.
– الحوار الوطني وإصلاح التعليم!!!
– إصلاح التعليم من الموضوعات الهامة التي يجب إدراجها في جدول أعمال الحوار الوطني.
قطاع التعليم في مصر الآن يشهد اهتمام بالغ من الدولة المصرية سوء في التعليم الجامعي أو ما قبل الجامعي، ما تقوم به الدولة المصرية من إنشاء جامعات عالمية، وتكنولوجية، وأهلية، لمواجهة الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب وخلق التنافسية بين مؤسسات التعليم العالي، هذا بجانب التطوير الهائل والاهتمام بالتعليم الفني الذى هو عصب التنمية الحقيقية لأى دولة، وما تقوم الدولة من إنشاء مدارس تطبيقيه، وهذا لإيمان القيادة السياسية في مصر بأن نهضة المجتمع وتقدمه في تطوير التعليم وجودته، ومن هنا نجد أن الحوار الوطني يتمثل في الاستثمار الأمثل لجميع الإمكانيات المادية والمعنوية وتوظيفها لتطوير التعليم، والاهتمام بمختلف أنواع التعليم وبجميع مراحله ونُظمه مع التوسع فى التعليم الفني والمهني، وضرورة ربط المناهج والمقررات الدراسية بالمهارات الحياتية، والمؤسسات الإنتاجية والخدمية والاستفادة من تجارب وخبرات المجتمعات الأخرى شرط الحفاظ على خصوصيات الثقافة القومية والمقومات الذاتية للدولة المصرية وهويتها.
– الحوار الوطني: نتائج جيدة، وتنمية اقتصادية، وقيادة حكيمة للمنطقة العربية والأفريقية، وبُعد سياسي على المستوى الإقليمي !!! كيف؟؟؟
لقد نجحت مصر عبر “حوارها الوطني”، في إرساء قيادتها للمنطقة العربية والأفريقية، عبر كافة الأدوات، سواء فيما يتعلق بإرساء الأمن من خلال الحرب على الإرهاب، أو التنمية الاقتصادية عبر دعم المشروعات وعمليات إعادة البناء، كما يجب ألا ننسي الجانب البيئي وهو الأخر لم تنساه القيادة السياسية سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي، ولعل اختيار مصر لاستضافة قمة المناخ المقبلة (COP27) في نهاية 2022 بمدينة شرم الشيخ حدث عالمي ودليل على نجاح الدولة المصرية، ومن هنا كانت فكرة ودعوة الرئيس السيسي لإطلاق “حوار وطني” هي بمثابة بُعد سياسي مهم للدور القيادي المصري على المستوى الإقليمي.
عزيزي القارئ .. الجمهورية الجديدة حلم أصبح واقع وواقع ملموس .. ثمان سنوات أعادت القيادة السياسية فيها مصر إلى الطريق الصحيح من البناء والتعمير والمشروعات العملاقة .. وإن شاء الله القادم أفضل ونحن على يقين أن الضمير الذى خرج ولم يعد الآن في طريقة للعودة .. نسأل الله صلاح البلاد والعباد.