دور اللغة العربية فى عصر التحول الرقمى
ندوة منصة "أريد" بمناسبة الإحتفال باليوم العالمى للغة العربية
دور اللغة العربية فى النهضة العلمية فى عصر التحول الرقمى
ندوة منصة “أريد” بمناسبة الإحتفال باليوم العالمى للغة العربية
تغطية إخبارية: وفاء ألاجة
شهدت مجلة”نهر الأمل” فعاليات الندوة الدولية عن دور اللغة العربية فى النهضة العلمية فى عصر التحول الرقمى التى نظمتها منصة “أريد” بمناسبة الإحتفال باليوم العالمى للغة العربية ، ودارت محاور الندوة حول أهمية المحافظة على اللغة العربية ، و دور اللغة العربية في النهضة العلمية ، واللغة العربية فى عصر التحول الرقمى ،ووسائل الحفاظ على اللغة العربية.
وناقشت الدكتورة الدكتورة أميرة سمبس – أستاذ فقه اللغة المشارك بكلية اللغة العربية وآدابها بجامعة أم القرى بالسعودية- تعزيز الحوار بين الشعوب ومحور اللغة العربية والتواصل الحضارى وقدرة اللغة العربية على التأثير وحفظ التواصل بين الحضارات ، مشيرة لاهتمام العلماء والمستشرقين الأوربيين بدراسة اللغة العربية للتواصل الحضارى واللغوى بين الشعوب نظراً لمكانة الحضارة الاسلامية ودورها الفاعل فى حياه الشعوب لنقل ما توصلت إليه تلك الحضارة والاستفادة منها .
وتعد مكانة اللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم كما أنها اللغة التى دون بها الحديث الشريف وخصها الله لتكون لغة لعبادته فشعيرة الصلاة لاتجوز ولاتقبل الا باللغة العربية ويحتاج إليها المسلمون فى الفقه الاسلامى ، فضلا عن وجودها فى تاريخ الأدب الذى يضم مئات المجلدات من السير والتراجم والمؤلفات ، وإهتم الغرب فى العصر الحديث بدراة التراث العربى والاسلامى فالمستشرقون قاموا بجمع المخطوطات العربية وفهرستها وحققوا العديد منها بأعلى المقاييس العلمية المتعارف عليها ونشروها نشراً عليمياً خالصاً وترجموا الآلف منها الى اللغات العالمية وعرفوا الآخرين بحضارتنا وتراثنا.
وقد أفاد الاستشراق الثقافة العربية فوائد عديدة منها نشر الثقافة العربية فى أوروبا وترجمة كثير من كتب التراث العربى للغات الأخرى ، وتصحيح فكرة الشعوب الأوروبية عن العرب والاسلام ، وكتابة المؤلفات النفيسة عن الحضارة العربية والاسلامية وهذا يدل على عمق التواصل الحضارى بين شعوب الأرض قاطبة .
وأدى الاحتكاك المباشر بين الشعوب لنقل بعض مفردات العربية الى اللغات الأخرى ولازالت تلك المفردات تستخدم فى اللغات الفارسية والتركية والاسبانية والفرنسية والأردية والكشميرية ،وخير شاهد على أثر العرب فى حياه الغرب وحضارته وجود كلمات عربية فى علم الفلك مثل عقرب والجدى والطائر وذنب وفرقد ونظير والغول والحوت.
وتحفل لغات أوروبية عديدة بكلمات من العربية مثل سطر ، أسطورة وتكتب اللغة الفارسية بالحروف العربية وقد إهتم الفرس بهذا الخط بعد أن صارت تكتب به لغتهم وإبتكروا أنواعاً جديدة من الخطوط العربية وقد كان لدراسة اللغة العربية وأدبها شأن عظيم فى إيران منذ العصور الأولى للإسلام لكونها لغة الدين ولغة الدولة.وتشمل اللغة الفارسية 60% منها كلمات أصلها عربى.
وأثرت اللغة العربية فى اللغة التركية وساهمت فى بناء علاقات قوية فى مختلف المجالات ونجد كلمة “أبيات” لديهم ، وتقلب الفتحة لكسرة لديهم ، وكلمة “أفضل” ، وتنتشر المفردات العربية فى اللغة الأسبانية فى الفلسفة والفلك والهندسة وهناك علامات تشير لاقتباس نظم الادارة والتقاليد العسكرية ومايدخل فى الكيان السياسى والاجتماعى فى الحياه العامة وكلمات مثل “ديوان” و”أرز” ، وهناك اسماء مدن بالعربية مثل “مدريد ،طليطلة، غرناطة ، وقرطبة “.
وفى اللغةالانجليزية نجد بها كلمات عديدة تأثراً بالفتح العلمى مثل “إكسير ، أطلس ، قيراط ، كحول ،رزمة ، زرافة ،كوب ، سلطان ، زرافة ، خرشوف ، قنديل” ،كما تسللت بعض الكلمات الاجنبية للغة العربية وأصبحت “معربة” وهناك أسماء مثل “جلنار ” أصلها فارسى ، وبيجاما وبرنيطة ، وبنطلون ، وبالطو والطربوش وجوانتى ، وفستان.
وإستعرضت الدكتورة هناء محمود إسماعيل الجنابى أستاذ النحو القرآنى ولسانيات النص وتحليل الخطاب “دور منصة أريد فى تعزيز اللغة العربية بالتواصل الرقمى “وتضمنت ورقتها محور أهمية الاحتفاء باللغة العربية ودور منصة أريد فى المحافظة على اللغة العربية وإشاعة التواصل اللغوى العربى الرقمى مشيرة لأهمية اللغة العربية وهى اللسان العربى المبين للقرآن الكريم ” كما قال تعالى “إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون” ، وقد أثبتت تلك اللغة أصالتها وتجددها وقدرتها على التواصل الحضارى والاعتزاز بالهوية الدينية والثقافية .
وكما قال إبن خلدون أن إستمرارية هذه الأمة يأخذ دورها بين بقية الأمم لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها وأن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم،وعن فضل هذه اللغة ماقاله علماءمثل شيخ العربية أبو عمرو بن العلاء “قلما أتقن أحد العربية الى علم آخر”، وكما ذكر الامام الشافعى ” ولسان العربية أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظا ، ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبى” ، ومن علماء الغرب الألمانى فريتاج الذى قال” اللغة العربية أغنى لغات العالم” وقال أيضاً وليام وورك” إن العربية ليناً ومرونة ينمكنها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر”.
ولمنصة “أريد” دور فى المحافظة على اللغة العربية وذلك منذ بداية تأسيسها لخدمة اللغة العربية وخدمة الناطقين بالعربية وكان للمنصة منهج لاعتماد اللغة العربية الفصحى كلغة الخطاب الرسمية فى المحافل الدولية والندوات العلمية وصناعة الهوية العلمية للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين باللغة العربية ، وإحياء الموروث اللغوى العربى فى البحث العلمى وتختار المنصة موضوعات تهتم بالمخطوطات العربية والوثائق التاريخية العربية والاسلامية فى كافة الدراسات لابراز قيمتها المعرفية فى تاريخ الحضارة الانسانية.
وإعترفت الأممم المتحدة باللغة العربية كلغة قومية ذات أصالة فكرية وهى لغة ثقافية لكثير من الشعوب فى قارتى آسيا وإفريقيا ، ويعد التراث العربى تحولا كبيراً فى مسيرة التراث اللغوى العالمى وتظهر قيمةالاحتفاء السنوى بعالمية اللغة العربية فى إستشراف الدور التاريخى والحضارى الذى تطلع بها اللغة العربية فهى أداة التواصل الانسانى ووسيلة نقل الفكر والعلوم والارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام وتعزيز الحوار بين الشعوب.
#مجلة_نهر_الأمل