د. هالة بدوى إستشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس : هل تحليل PCR يكفى لتاكيد الاصابة بكورونا؟
التوعية السادسة لإحتواء الجائحة الحالية بفيروس كوفيد 19 (كورونا) .. إذا كان المريض فيما ذكرنا في التوعية الخامسة عنده الأعراض التنفسية الحادة مع أو بدون إرتفاع في درجة الحرارة وله تاريخ سفر أو إقامة بدولة ثبت بها إنتشار الفيروس كما ذكرنا سابقاً أو مخالطة لحالة مؤكدة أو أحد العاملين بأماكن تقديم الرعاية الصحية التي تم الإبلاغ بها عن حالات مؤكدة.
إذا توافرت اى من هذه الشروط فيتوجه المريض فوراً لمراكز الرعاية الصحية حيث تتم أخذ عينات منه وعمل التحاليل، والعينات هنا تكون عينة من الحلق والأنف، وعينة بصاق، وعينة دم.
ويتم عمل تحليل الـ (PCR) Polymerase Chain Reaction (تفاعل البللمرة المتسلسل) الذي يظهر الحامض الريبوزي للفيروس، فالحالة المؤكدة طبقاً للتوجهات الصحية هي فقط الحالة المشتبه فيها التي تم تأكيد إصابتها معملياً بعدوى فيروس كورونا المستجد.
ولكن في الحقيقة أشارت بعض الأبحاث إلى أن عمل أشعة مقطعية على الصدر مع الأعراض الإكلينيكية أهم من التشخيص بالتحاليل المعملية بإستخدام الـ PCR كما ذكرنا من قبل. لأن الدراسة هنا نشرت في 26 فبراير 2020 وشملت 10014 مريض من ووهان بالصين حيث وجدوا أن الأعراض تظهر على المرضى وبفحص الـPCR يكون سلبي، وبعد ذلك بأيام أي من حوالي أربعة إلى ستة أيام يكون الـPCR إيجابي، بينما الأشعة المقطعية كانت إيجابية من اليوم الأول بنسبة 97%.
والسؤال هنا .. ماذا تظهر الأشعة المقطعية؟ ..
تظهر الأشعة المقطعية عتامة الزجاج المصنفر لأنها تكون عتامة لكن لا تخفي ما تحتها وبشكل شبكة فتعطي شكل الزجاج المصنفر وهو Ground-glass opacity.
وأيضاً يكون هناك تصلب في النسيج الرئوي، فبدل ما كان مثل السفنجة ومليئ بالهواء نتيجة لإمتلائه بالسوائل بدلاً عن الهواء فيحدث تصلب الذي يسمى consolidation، وأيضاً يحدث سماكة في الفواصل التي بين الفصوص الرئوية مع وجودها في شكل شبكة الذي يسمى reticulation .
وتوزيع الإصابة في الرئة ممكن أن يشمل الرئتين أو يشمل الرئة اليسرى أو الرئة اليمنى
وطبعاً كل هذه العلامات فهي علامات ليست علامات مخصوصة ومميزة للإصابة بفيروس كوفيد 19 ولكنها يمكن ان توجد فى اى حالة إلتهاب رئوى، ولذلك أوصى الباحثون بالربط بين نتائج الأشعة والمعمل والحالة الإكلينيكية.
وتوجد نقطة مهمة جداً إن سرعة اتخاذ الإجراءات مهمة جداً لأن كل حالة كوفيد 19 ممكن أن تعدي حوالى ثلاثة أشخاص، وهذا معدل يعتبر ضعف معدل إنتقال الأنفلوانزا الموسمية التي كل حالة فيها ممكن أن تعدي 1.3 شخص.
فالإصابة بالكوفيد 19 تشبه الأنفوانزا في بعض الأعراض ولكن الفرق الإكلينيكي بينهما كبير في معدل الإنتقال، وعدم وجود مناعة للكوفيد 19، وأيضاً عدم وجود مصل له.
أما إذا كان لم يكن هناك هذا التاريخ المرضي، ومناعة الشخص طبيعية أي لا يعاني من السكر أو الضغط أو أي أمراض مناعية أو يتناول عقار مثبت للمناعة والسن أقل من 70 سنة، فكل هذه الأحوال ممكن أن يمكث في المنزل ويبلغ العمل ويتخذ الإجراءات الإحترازية في المنزل التي سنذكرها في التوعية القادمة.
ولكن لماذا ذكرنا أن السن يكون أقل من 70 سنة؟ لأن توجد دراسة صينية بين 45 ألف حالة مؤكدة في الصين كانت نسبة الوفيات 14.8% من كبار السن فوق 80 سنة، بينما لا توجد إصابات في الأطفال أقل من عشر سنوات، وفي دراسة أخرى إيطالية وجدوا أن 27% من الحالات الخطيرة كانت فوق الـ65 سنة، وتوجد دراسة أخرى إيطالية أيضاً بتاريخ 4 مارس 2020 أن كان ما بين 105 حالة وفاة من الفيروس كان متوسط السن 81 سنة وحالتين فقط من الوفيات تحت 50 سنة.
وبالتالي سرعة الكشف عن الحالات، وسرعة إتخاذ الإجراءات المناسبة، وسرعة التحاليل إذا لزم الأمر، ومعرفتنا بطرق الوقاية .. هى دايماً هتكون الحماية. التعريف أ.د. هالة بدوى استاذ الميكروبيولوجيه الطبيه والمناعه استشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس للابحاث التابع لوزاره التربيه وزاره التعليم العالي والبحث العلمي لجنه مكافحه العدوي وعضو المجلس الاعلى للجامعات وعضو جمعيه ممارسي مكافحه العدوي مصر