سلامة الصحفيين فى ظل جائحة كورونا
سلامة الصحفيين فى ظل جائحة كورونا
تغطية إخبارية/وفاء ألاجة
نظم مركز كمال أدهم للتليفزيون والصحافة الرقمية بالتعاون مع المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية ومركز اليونيسكو ويبنار حول سلامة الصحفيين أثناء تغطيتهم الأخبار خلال جائحة كورونا وأدارت النقاش الدكتورة سوزان القللينى عميد كلية التكنولوجيا الحديثة بالامارات ،وأشارت لأهمية الويبنار فى هذا التوقيت الذى تختلط فيه حالة الاضطراب والقلق من جائحة كورونا والتى يسعى من خلالها الأشخاص للحصول على المعلومات وتنتشر الأخبار غير المدققة مهنيا ،وأهمية تأمين الصحفيين للحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة والتصدى للأخبار الزائفة.
وتحدث الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة عن التحديات التى تواجه الصحف قبل دخول أزمة كورونا وهى تحديات موروثة عانت منها الصحف كثيرا فى ظل أزمة غلاء الأسعار وابتعاد الجماهير عن شراء الصحف الورقية وقلة الاعلانات والأزمة الاقتصادية الحادة التى جعلت المنصات الرقمية والصحف الرقمية تسحب الإيرادات ويتوجه إليها المعلن ،وفى ظل كورونا زادت الأزمة الاقتصادية لظروف الإغلاق والحظر الذى حرم الإعلاميين من المواجهة مع المصادر ،والتغطية للأحداث لم تعد مباشرة، وخوف المواطنين من بقاء فيروس كورونا على الورق، وتوقف البيع المباشر للصحف كان سببا فى اغلاق أكثر من ثلاثين صحيفة فى الولايات المتحدة وتوقفت عشرات المؤسسات الصحفية عن العمل .
وشهدنا أزمة الوباء المعلوماتى وسببه عدم اليقين وسوء النية أحيانا وأصبح المواطن يتلقى المزيد من المعلومات المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعى ،وهذا التناول الغير موضوعى كان سببا فى الفزع من الجائحة لأن المعلومات المتداولة عبر الفيسبوك وتويتر ليس عليها ضوابط للنشر ،كما واجه الصحفيين تحدى العمل عن بعد وخرجت أعمال تفتقد روح التواصل المباشر مع الحدث،ولكن كان هناك بعض الإيجابيات مثل عودة الاعتبار لمصادر المعلومات الرسمية والموثوق فيها ،وارتفاع نسبة التصفح للمواقع الإلكترونية ذات المصداقية ولكن بدون زيادة فى عدد الاعلانات ،وهناك وسائط شهدت ازدهار مثل المنصات الرقمية التى زادت نسب الاشتراك فيها خلال الستة أشهر الماضية.
كما سرعت أزمة كورونا بعملية التحول الرقمى فى المؤسسات الصحفية وتوظيف التكنولوجيا الرقمية ،كما شهدت التجربة ظهور أشكال صحفية جديدة مثل صحافة البيانات والبرامج الإحصائية ،واللجوء للذكاء الاصطناعي فى الترجمة والتحرير والإدارة والتسويق الالكترونى ،ووكانت بداية اللجوء لأنظمة تدقيق المعلومات وقواعد البيانات تمرر الأخبار عليها للتأكد من صحتها ،ونوجه دعوة لمؤسساتنا الصحفية العربية لتبدأ فى إنشاء أجهزة تدقيق المعلومات للتأكد من صحة الأخبار والمصادر.
وعلى الصحفيين اتخاذ الحيطة والحذر أثناء تنقلهم لتغطية الأخبار فى المناطق المنتشر فيها المرض واتباع كافة التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا ويجب على المؤسسات الصحفية تدبير منظومة متكاملة للوقاية وفقا لبروتوكولات وزارة الصحة والارشادات السلوكية التى تؤكد عليها منظمة الصحة العالمية فى مدونات السلوك والقواعد الخاصة بالتعامل مع الأزمة ،وعلى الدولة أن تتدخل لمواجهة الأثار الاقتصادية التى أحدثتها أزمة كورونا على الصحافة كما ينبغى أن تقدم المؤسسات الإعلامية منح تدريبية للصحفيين لتطوير أدائهم.