الاخبار

السلامي : علينا تسليح الاسر لمواجهة رياح العولمة في عصر الفضاء المفتوح

مقالة للدكتور خالد سلامى بمناسبة اليوم العالمي للأسرة

السلامي : علينا تسليح الاسر لمواجهة رياح العولمة في عصر الفضاء المفتوح

بقلم :د.خالد السلامي

 

يحتفي العالم اليوم الأول من يناير من كل عام باليوم العالمي للأسرة. هذه الأسرة التي هي أساس المجتمع ولبنته الأولى لتشييد أساساته ورفع بنيانه، وهي نبع سعادة ونماء وتقدم المجتمع بأكمله.

نسلط الضوء في هذا اليوم على مكانة الأسرة في بناء مجتمع صحي ومتماسك من أجل مجتمع ناجح. ونسعى من أجل تعزيز نقاط القوة في الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء مجتمعنا، وإيجاد حلول لنقاط السلبيات إن وجدت. وكيف لا وهذه الأسرة تمثل الوحدة الأساسية لبناء المجتمع. إن واجبنا كمجتمع دولي، مؤسسات، وأفراد أن نمنحها أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة لتحقيق دورها في المجتمع. كما علينا توفير البيئة المناسبة لتلك الأسرة كي تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل في مجتمعاتنا. الأسرة لا يمكن أن تصبح جزء صحي في المجتمع إن لم يكن كل عضو فيها مثمرا ومنتجا، كل عضو فيها عضو صالح صاحب خلق ومبادئ.

تتكون الأسرة من لبنات تبدأ من الزوجان والأطفال بصفتهم نواة تلك الأسرة، ونطلق عليهم الأسرة البسيطة. هناك نوع أخر من الأسر، وهو الأسرة الممتدة التي تشمل جميع الأفراد الذين يرتبطون معا برابط الدم والمصالح المشتركة. وبما أن هذه الأسرة هي وحدة بناء المجتمع بأسره، فإن علينا أن نبذل جهد أكثر لتوعية المجتمع بأهمية الأسرة وزيادة الوعي حول القضايا التي تؤثر عليها في جميع أنحاء العالم. وقد جاء ذلك اليوم ليجسد الدور المهم الذي تسهم به الأسرة في حياة المجتمع، أي مجتمع، باعتبارها النواة التي يتخلق منها، وإدراكاً لأهمية الوظائف المجتمعية التي تؤديها الأسرة. ولعل من أهمها عملية التنشئة الاجتماعية التي يكتسب فيها الفرد مجموعة من القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، حتى تتجدد معها وبها شخصيته في سياق الثقافة الكلية السائدة في المجتمع.

إن احتفالنا بيوم الأسرة، ينطوي على اعتراف ضمني بأهمية الأسرة.. كما يجسد تلاحم وانتظام جميع دول العالم حول الأسرة، إدراكاً لأهمية الوظائف البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية التي تعزز من مكانة الأسرة في المجتمع. فالأسرة بجميع المقاييس، تعتبر خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من كافة العوامل التي تهدد أمنه واستقراره، فاذا انهار البناء الأسري فإن البناء الاجتماعي سيصاب بالتفكك.

إن الأسرة تعد المصدر الرئيس لبناء شخصية الطفل، حيث أنه من خلال طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة يتعلم الطفل القيم الأخلاقية وواجباته وحقوقه واحترام السلطة ومفاهيم الحوار والمشاركة الإيجابية والفعالة في صنع القرار. حيث تلعب الأسرة دورا محوريا في تكوين ونقل الثقافة السياسية عبر الأجيال من خلال غرس مفاهيم الولاء للنظام السياسي واحترام سيادة القانون والرموز السياسية كأرض الدولة وعلمها ونشيدها الوطني ورئيس الدولة والحكومة وتعميق الحس بالهوية القومية ومفاهيم الحرية والعدل والمساواة والواجب الوطني في نفوس النشء. كما أن للأسرة دوراً فعالاً ومؤثراً في التربية والقيام بأداء حقوق أفرادها المتنوعة من مسؤوليات وواجبات، ومن خلال دورها الفاعل وتفاعلها في تربية الأجيال للسمو بالمجتمع تساهم مساهمة فعالة في بناء قواعد الوطن والرجال.

نحن بحاجة للكثير من الندوات والمحاضرات وورش العمل في المدارس والأندية الاجتماعية. نحن بحاجة لتذكير الناس عن مدى أهمية الأسرة ودورها المجتمعي. نحن بحاجة لتكثيف الجهود لإجراء البحوث والدراسات المعمقة حول القضايا الأسرية وما يرتبط بها. خاصة مع دخولنا عصر التحولات والتحديات المتسارعة مع بداية هذه الألفية. أصبحنا نعيش حرفيا في عالم أشبه بقرية بلا حدود جغرافية. أصبحت الأسرة في مواجهة رياح العولمة وتداعياتها التي جرّت معها سلسلة من التغيرات الاجتماعية. علينا تسليح تلك الأسر بما يساعدها على التصدي لتلك الرياح، خصوصاً في عصر الفضاء المفتوح الذي لا يعرف سقف لما هو مناسب وما هو غير مناسب.

نحن بحاجة لتفعيل دور الأسرة في الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد والأخلاف في نفوس الأطفال والأجيال الجديدة، والحفاظ عليهم وحمايتهم من أي أفكار دخيلة وأخلاق فاسدة. حفظ الله شبابنا وفتياتنا من الأفكار المنحرفة، والسلوكيات المشينة، والأخلاق الرديئة، وجعلهم نافعين لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم وقيادتهم.

المستشار الدكتور خالد السلامي

    سفير السلام والنوايا الحسنة

     سفير التنمية

   رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

     رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

     عضو مجلس التطوع الدولي

    أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

#مجلة_نهر_الأمل

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button