مقالات

أ.د. صلاح يوسف: النيل شريان الحياة للمصريين نشأت على ضفافه الحضارات المصرية القديمة

أ.د. صلاح يوسف: النيل شريان الحياة للمصريين
نشأت على ضفافه الحضارات المصرية القديمة

احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي
احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي

بواسطة/ محمد على

انطلاقاً من التحديات التي تواجه نهر النيل وحمايته من التلوث، وفى إطار المبادرة العلمية التي أطلقها الاتحاد العربي للبيئة والتنمية المستدامة والخاصة بمكافحة تلوث المياه والمواكبة لاحتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للبيئة في 5 يونيو من كل عام.

تحدث الأستاذ الدكتور صلاح يوسف الأستاذ المتفرغ بمركز البحوث الزراعية ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق ونائب رئيس الهيئة العلمية للاتحاد العربي للبيئة والتنمية المستدامة، وبدأ حديثه بتوجيه الشكر للقائمين على المبادرة ومرحباً بالحضور.

وقال إن نهر النيل يمثل شريان الحياة للمصريين، ونشأت على ضفافه الحضارة المصرية القديمة التي أثرت البشرية بالاختراعات العلمية في شتى المجالات، وقدمت للبشرية زراعة المحاصيل علاوة على تصميم أول دولة مدنية كاملة التنظيم والإدارة والتطبيق في ظل قوانين حماية المجتمع وبناء الدولة، بالإضافة إلى إنشاء الجيش المصري.

وأضاف إذا كانت الحضارة القديمة ارتبطت بالمياه، فأيضاً نشأت حضارة بابل والصين المرتبطة بالمياه والزراعة ثم المعمار، وللآن تجد الحياة تمتد حول المياه وعلى ضفافها. مشيراً إلى أن النيل مصدر الحياة الرئيسي، فتمثل مياهه 97% من المتوفر لمصر، والمتبقي من الأمطار والمياه الجوفية، وساهم في توفير مصدر للكهرباء وزيادة المساحة المنزرعة أفقيا أو من خلال زراعة نفس التربة أكثر من مرة سنوياً بالمحاصيل الحولية سواء كانت حقلية إستراتيجية أو خضراوات.

احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي
احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي

وأشار إلى أن 70% من المياه الآتية للنيل تستخدم في الزراعة وتربية الحيوانات وصيد الأسماك، و30% تستخدم للشرب والصناعة مما يؤكد أن المساس بمياه النيل يعنى عدم توفر الغذاء ونُدرة مياه الشرب، وبالتالي القضاء على حياة المصريين وضياع الحضارة القديمة والحديثة ونتحول للحياة البدائية. ولنهر النيل دور في حياة المصريين، حيث المناظر الخلابة التي تضفي عليهم الإحساس والذوق الرفيع بالإضافة لأنشطة السياحة وصيد الأسماك والنوادي والمنتديات على ضفافه، كذلك استخدامه للنقل المائي.
وأكد أنه لضمان توفر المياه للمصريين تم توقيع اتفاقيات مع دول الحوض النيل منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً علاوة على حماية القانون الدولي الذي يقنن كيفية التصرف في مياه أحواض الأنهار وعدم إساءة دول المنبع لدول المصب بمنع وصول المياه إليها.

وأوضح أن نهر النيل يبدأ من بحيرة فيكتوريا جنوباً، ويجري شمالاً في البحر الأبيض المتوسط، ويمتد عبر 11 دولة من المنبع إلى المصب هم: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان وجنوب السودان ومصر.
وقال إن معدل سقوط الأمطار في دول حوض النيل يتراوح بين 1000 إلى 1500 مم في العام الواحد لكل دولة، وهو ما يبين عدم حاجة هذه الدول لمياه النيل، حيث بها الكثير من البحيرات إضافة لسقوط الأمطار، باستثناء دول الشمال مصر والسودان واللتين يبلغ معدل هطول الأمطار فيهما حوالي 20 مم سنوياً. مؤكداً توقعه بتغير خريطة الأمطار على مستوى العالم تبعاً لتغير المناخ الذي ربما مع الوقت تزداد كمية مياه الأمطار في السودان وفى مصر بإذن الله.

احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي
احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي

وتطرق في الحديث إلى أن التحديات وملوثات مياه نهر النيل تتمثل في: النفايات الصلبة والسائلة من الصرف، علاوة على نبات ورد النيل، مشاكل تغير المناخ، السدود المُقامة في دول المنبع وتضر دول المصب، الأنشطة التجارية والمنشآت والنوادي والعائمات على ضفاف النيل تُعد مصدراً للتلوث البيئي والبصري ويمنع عن المصريين رؤية المناظر الخلابة للنيل التي ترفع مستوى الحس والثقافة والجمال لدى المصري، وأخيراً الأقفاص السمكية،
وقال حاولنا وقت مسؤوليتنا توفير أعلاف مناسبة للأسماك غير ضارة بالبيئة أو غير ملوثة لها من خلال لجنة من العلماء والخبراء بمراكز البحث العلمي والجامعات، ولكن انتهى الأمر إلى منع وضع أقفاص سمكية في مياه النيل.

وعن تأثير ملوثات نهر النيل قال لابد من الحد من التنوع البيولوجي في مياه النهر، وأن ارتفاع منسوب مياه البحر يؤدى إلى دفع المياه المالحة في البحر الأبيض المتوسط إلى عمق دلتا نهر النيل الخصبة، تؤدى الأمراض والملوثات لإصابة الأسماك، والإضرار بصحة الإنسان.

وفيما يتعلق بالحد من تلوث ماء النهر قال يجب التخلص من حوالي 150 مليون طن من النفايات الصناعية سنويا وفقًا لتقديرات جهاز شؤون البيئة، وضرورة وجود قوانين تُجَرِّم إلقاء المخلفات الصناعية في مياه النهر، بالإضافة لتوسيع مجرى نهر النيل وإزالة المخالفات من خلال وعى الشعب، وشرطة المسطحات والقوات المسلحة.

وأشار إلى أنه للاستفادة من المياه يجب اتخاذ إجراءات لتقليل فاقد المياه من مجرى النيل، ووضع المقتنيات المائية لاحتياجات المحاصيل المختلفة، واستخدام الري الحقلي المطور في الأراضي التي تروى بالغمر واستخدام أنظمة ري جيدة مثل الري بالتنقيط وبالرش والري المحوري، أيضاً معالجة مياه الصرف الزراعي قبل خلطها مع مياه نهر النيل.

كذلك تربية أصناف نباتية متحملة للجفاف أو للملوحة وذات احتياجات مائية أقل لتقليل كميات المياه المستخدمة في الري. مع التوزيع المناسب للمحاصيل لتعويض الفاقد من مياه النيل الناتج عن السدود أو الأمطار، وتعظيم الاستفادة من المياه في السواحل بمحاصيل أعلاف أو منتجة للطاقة أو محاصيل حقلية بما يتناسب وملوحة التربة الساحلية.

بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من تحلية المياه للشرب لتوفير معظم مياه النهر للزراعة من خلال تقنيات أعلى تكنولوجيا وأقل تكلفة، الحوار الدبلوماسي مع دول المنبع لحوض النيل للحفاظ على حصة مصر من المياه وخاصة إثيوبيا المتمردة لأسباب سياسية ولحاجتها للاستثمار نتيجة ضعف مستوى معيشتهم.

وفى ختام كلمته أوضح أن الله جعل من الماء كل شيء حي، وأكد أنه إذا كان واجبنا الحفاظ على المياه فلابد من زيادة الوعي لدى عامة الشعب، وزيادة البحث العلمي للاستفادة من المياه والحد من تلوثها والتخلص من الملوثات القائمة بالفعل، وتطبيق القوانين التي تدعم الحفاظ على مياه النهر وحسن استخدامها.

ثم وجه التمنيات لمصر وللدول العربية بمستقبل أفضل، موجهاً الدعاء لإخواننا الفلسطينيين في معاناتهم بسبب المحنة الراهنة، ودعمهم لقيام دولتهم المستقلة، ومساندتهم لتوفير الغذاء والماء المحرومون منه، كما وجه الدعوة لدول العالم لتحمل مسؤولياتها لردع العدوان من الكيان المغتصب لأرض فلسطين وشعبها وتحرير آخر بقعة مازالت محتلة في الكرة الأرضية حتى الآن.

احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي
احتفاء الاتحاد العربي للتنمية بيوم البيئة العالمي

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى