عميد أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية: الإعلام الأسري الرقمي خط الدفاع الأول في مواجهة الجرائم الإلكترونية
عميد أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية: الإعلام الأسري الرقمي خط الدفاع الأول
في مواجهة الجرائم الإلكترونية
عبير سلامة
أكد العميد الدكتور جمال الشحي، عميد أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، أن التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم أعاد تشكيل بنية الأسرة العربية، وفرض تحديات جديدة تتعلق بالأمن الرقمي والجرائم الإلكترونية التي تستهدف الأطفال واليافعين وتؤثر في منظومة الأمن المجتمعي.
جاء ذلك خلال كلمته أمام المشاركين في المؤتمر الدولي “التنمية المستدامة ومستقبل الأجيال ” حول “دور الإعلام الأسري الرقمي في تعزيز الأمن المجتمعي والوقاية من الجرائم الإلكترونية الأسرية”.
التحول الرقمي وتغيّر أنماط الأسرة
أوضح الشحي أن التحول الرقمي أحدث تغيرات جوهرية داخل الأسرة العربية، إذ انتقلت كثير من أنشطة الأطفال واليافعين إلى الفضاء الرقمي، وازدادت استخدامات التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي، في ظل تراجع دور الرقابة التقليدية وظهور مخاطر جديدة مثل المحتوى المضلل، وانتحال الهوية، والاستغلال الإلكتروني للأطفال.
الإعلام الأسري الرقمي.. دور محوري في الوعي الأمني
وأشار إلى أن الإعلام الأسري الرقمي – عبر منصات التواصل، البرامج التربوية، القنوات التعليمية الرقمية، والبودكاست – يمثل منصة أساسية لتعزيز الوعي الأمني لدى الأسرة، وذلك من خلال نشر المعرفة بمخاطر الإنترنت، وتقديم إرشادات عملية لحماية الأبناء، وبناء ثقافة المواطنة الرقمية، ودعم جهود المؤسسات الأمنية في توسيع نطاق التوعية.
ازدياد الجرائم الإلكترونية الموجّهة نحو الأسرة
واستعرض الشحي عدداً من مظاهر الجرائم الإلكترونية التي تشهد تنامياً في المجتمع العربي، ومنها الابتزاز الرقمي للأطفال، والتنمر الإلكتروني، والاستدراج عبر الألعاب الإلكترونية، واستغلال الأطفال جنسياً باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية لإدمان الإنترنت، وتنامي نشر الشائعات العائلية عبر مجموعات التواصل.
تعزيز الأمن المجتمعي عبر الوعي الأسري
وأكد أن الإعلام الأسري يسهم في بناء مجتمع أكثر أماناً من خلال محتوى توعوي مبسط، وإرشاد الأسر لإدارة وقت الشاشة ومراقبة استخدام الأبناء، وإنتاج برامج موجهة للأطفال، وإطلاق حملات تشجع الأسر على استخدام أدوات الحماية الرقمية الحديثة، إلى جانب دعم جهود المدارس والجهات الشرطية في نشر ثقافة الأمن الرقمي.
الذكاء الاصطناعي… فرصة وتحدٍ
وحذّر من المخاطر المتزايدة المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً المحتوى المزيف، وبرامج المحادثة التي تتفاعل مع الأطفال، والخوارزميات التي قد تعرض محتوى غير ملائم، إضافة إلى جرائم الاحتيال الرقمي باستخدام الصوت والصورة.
دور الأجهزة الشرطية في تعزيز الوعي الرقمي
ونوّه إلى أهمية الدور الذي تضطلع به الأجهزة الشرطية والأمنية عبر إصدار أدلة توعوية، والتعاون مع الإعلام الرقمي لإنتاج برامج هادفة، وإنشاء منصات للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية، وتنظيم تدريبات للأهالي حول الحماية الرقمية، ودعم حملات الأمن السيبراني في المدارس والمجتمع.
نماذج ومبادرات لتعزيز الأمن الرقمي الأسري
وطرح العميد عدداً من المبادرات، من بينها:
– حملة وطنية بعنوان “أسرة آمنة رقمياً”،
– إنتاج فيديوهات قصيرة للتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية،
– تطبيق ذكي لمراقبة المحتوى غير المناسب،
– منصة استشارات أسرية رقمية،
– دليل تدريبي لحماية الأطفال من الجرائم الإلكترونية،
– ملتقيات تجمع الأسر بخبراء الأمن السيبراني،
– تشجيع إنتاج محتوى عربي إيجابي موجّه للأطفال.
توصيات لتعزيز الإعلام الأسري الرقمي
وشدد الشحي على أهمية ربط الإعلام الأسري بالاستراتيجيات الوطنية للأمن الرقمي، وتعزيز التعاون بين الإعلام والشرطة والمدرسة، ودعم إنتاج محتوى عربي عالي الجودة، وتدريب الإعلاميين على الوعي الأمني الرقمي، وإشراك الأطفال في إعداد محتوى توعوي لأقرانهم، إلى جانب تكثيف حملات مكافحة الشائعات داخل الأسرة.
ختام
واختتم بأن الإعلام الأسري الرقمي أصبح شريكاً أساسياً في تحقيق الأمن المجتمعي والوقاية من الجرائم الإلكترونية، مؤكداً ضرورة تكامل جهود الأسرة والمؤسسات الإعلامية والجهات الشرطية لضمان مجتمع رقمي آمن ومتوازن، قادر على حماية أفراده وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
جدير بالذكر أن المؤتمر أقيم بمقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز ،تنظيم مشترك مع جامعة الزيتونة بليبيا بحضور الوزير مفوض د.رائد الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية
برعاية إعلامية مجلة نهر الأمل الراعي الإعلامي الرسمي للاتحاد.









