قرطاح يشارك في المؤتمر الدولي للعربي للتنمية “الذكاء الاصطناعي بالوطن العربي”
مشاركة د. بدر الدين قرطاح في المؤتمر الدولي الرابع عشر
للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
تغطية إعلامية: عبير سلامة
شارك د. بدر الدين قرطاح – أستاذ بكلية العلوم – جامعة محمد الخامس ورئيس مؤسسة بن رشد للنهوض بالبحث العلمي والتنمية المستدامة – المغرب، بكلمة تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز التنمية المستدامة: التجربة المغربية في مجال التربية والتكوين والبحث العلمي”، في المؤتمر الدولي الرابع عشر، تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي بالوطن العربي بين التأصيل النظري والتطبيقات العملية) “أهداف التنمية المستدامة أنموذجاً”، برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد، ومقرر عام المؤتمر أ.د. نور شفيق الجندي أستاذ علوم البيئة بمعهد بحوث البترول، برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وفي مقرها، على مدار يومي 4 – 5 ديسمبر 2024، بمشاركة إحدى عشرة دولة عربية (مصر، السعودية، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، الإمارات، قطر، سلطنةعمان، البحرين، فلسطين)، وبرعاية إعلامية “مجلة نهر الأمل”.
أفاد قرطاح، أنه يشارك اليوم في هذا النقاش حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي، خاصة من خلال تسليط الضوء على التجربة المغربية في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
واستعرض أستاذ كلية العلوم بجامعة محمد الخامس ما يلي:
الفصل الأول: الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي:
شهد الذكاء الاصطناعي تطوراً كبيراً في العقدين الأخيرين، وأصبح واحداً من أهم محركات التحول الرقمي في العالم. في سياق أهداف التنمية المستدامة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بشكل فعال في تعزيز عدة مجالات، مثل التعليم والصحة والبيئة، من خلال:
تحسين جودة التعليم: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تطوير مناهج تعليمية متجددة، وتقديم تعليم شخصي يتناسب مع احتياجات كل طالب. كما يمكنه تحسين طرق التقييم والمتابعة، وتقديم أدوات دعم للأساتذة.
دعم البحث العلمي والابتكار: يوفر الذكاء الاصطناعي بيئة عمل مثالية للباحثين من خلال أدوات تحليل البيانات الكبيرة، والقدرة على معالجة كميات ضخمة من المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة.
تعزيز الحوكمة في المؤسسات التعليمية: من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارات المدارس والجامعات، يمكن تحسين عمليات اتخاذ القرار، وتحقيق مستوى أعلى من الشفافية والفعالية.
الفصل الثاني: التجربة المغربية في إدماج الذكاء الاصطناعي في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي:
في المغرب، تم تبني الذكاء الاصطناعي كجزء من استراتيجية تطوير التعليم والتكوين، وذلك من خلال عدة خطوات هامة:
تحديث المناهج التربوية: في إطار إصلاح التعليم، تم إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض البرامج الدراسية، خاصة في الجامعات والمدارس التقنية. وهذا يعكس التوجه نحو بناء الجيل القادم من المبدعين والباحثين في هذا المجال.
التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص: في المغرب، هناك شراكات بين الجامعات والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تطوير حلول تعليمية مبتكرة، مثل الأنظمة الذكية للمساعدة في التعلم، وتحليل أداء الطلاب.
التدريب وتطوير الكفاءات: تم إنشاء برامج تدريبية لرفع مهارات الأساتذة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التدريس. كما أن هناك برامج لتدريب الطلاب على استخدام هذه التقنيات في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة.
الفصل الثالث: توصيات ندوة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي:
خلال الندوة العلمية التي نظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في دجنبر 2023، تم التأكيد على أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم والبحث العلمي. من أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة:
إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية: ضرورة تضمين الذكاء الاصطناعي كأداة أساسية لتطوير المناهج الدراسية وتنظيم طرق التدريس بما يتماشى مع تطورات العصر.
تعميق النقاش حول القضايا القانونية والأخلاقية: ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات التعليمية، بما يضمن حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير.
تطوير البيئة التكنولوجية في المؤسسات التعليمية: توجيه الجهود نحو تحسين بنية تحتية تكنولوجية في المدارس والجامعات، بحيث تصبح بيئة التعليم قابلة لاستيعاب هذه التقنيات الحديثة.
التعاون مع القارة الإفريقية: بناء شراكات مؤسسية لتنمية استراتيجية مشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي بين دول إفريقيا، بهدف تعزيز الابتكار وتعميق التعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي.
الفصل الرابع: الآفاق المستقبلية ودور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة:
لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، يجب أن نركز على الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي في تعزيز القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبيئة. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص التحديات والفرص كما يلي:
التحديات: تتعلق غالباً بالافتقار إلى البنية التحتية اللازمة، ونقص في التدريب المناسب للكوادر التعليمية، إلى جانب ضرورة تحديث التشريعات والقوانين.
الفرص: تمثل الفرص في استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، وتعزيز فرص البحث العلمي، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة في التعامل مع البيانات وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية.
واختتم قرطاح كلمته موضحاً، أن إدماج الذكاء الاصطناعي في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي في الوطن العربي هو خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن خلال التجربة المغربية وتوصيات الندوة العلمية، يظهر بوضوح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو رافعة حقيقية للتحول الاجتماعي والاقتصادي.
لذا، يتوجب على الدول العربية أن تتبنى سياسات فعّالة للتكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعليم والبحث العلمي، والعمل على تعزيز القدرات البشرية والمادية في هذا المجال.