كلمةرئيس الإعلام فى ندوة التعاون العربي الصيني
كلمة سعادة السفير الدكتور قيس العزاوي
الأمين العام المساعد ــــ رئيس قطاع الإعلام والاتصال
في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام
الأمانة العامة 24 نوفمبر 2020
في البداية أرحب بمعالي السيد زهو لين رئيس مكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية والوفد الصيني المشارك في الدورة الرابعة من ندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام. وأتوجه بالتحية والشكر لمعالي السادة الوزراء على مشاركتهم الطيبة في هذه الدورة التي تعقد عبر تقنية الاتصال المرئي في ظل جائحة كورونا التي عصفت بالعالم كله.أملين ان نوفق في ارساء أسس التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام في الدول العربية والصين بما يخدم مصالح الشعبين. وأرحب بهذه الكوكبة المتميزة من المسؤولين الإعلاميين من مختلف الدول العربية.
لقد كانت العلاقات العربية الصينية نموذجا لتعاون الحضارات المثمر والتقارب الودي بين الشعوب، لأنها تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة. وما لقاؤنا اليوم سوى تجسيد لإرادة مواصلة هذه المسيرة الطويلة من الصداقة والتعاون.
السيدات والسادة،
إن منتدى التعاون العربي الصيني الذي أطلق عام 2004 بجهود مشتركة من قبل جمهورية الصين الشعبية وجامعة الدول العربية يشكل فرصة هامة لتقييم تطور العلاقات العربية الصينية على كافة الصعد، لما يمثله العالمين العربي والصيني في الاقتصاد العالمي من وزن هام، فالصين شريك تجاري مهم للدول العربية، وقد ساهم التعاون العربي الصيني خلال العامين الماضيين في زيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين بمعدل 9% ، وظلت الدول العربية مجتمعة أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين. وتوسع الاستثمار المتبادل للجانبين بخطوات متزنة. كما حقق التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة منخفضة الكربون خطوات كبيرة. ووصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال العام الماضي إلى 266 مليار دولار. وعلى صعيد اخر فإن الصين -كما قال مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ- وقعت وثائق تعاون لمبادرة “الحزام والطريق” مع 17 دولة عربية، وأقامت شراكة استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية، مما عزز التعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي ووفر قوة دافعة لعملية الإصلاح والتنمية .
ويأتي عقد هذه الدورة الرابعة تحت عنوان: ” مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا” تماشيا مع الظروف الصعبة التي تعيشها الإنسانية جمعاء في ظل هذا الوباء القاتل، بما يفرض علينا البحث عن آليات حقيقية لتوظيف الإمكانيات في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الجائحة.
ولا شك أن الإعلام بات من أهم أدوات إدارة الأزمات في عالمنا المعاصر، وليس بخافٍ على أحد أن مسؤولية الإعلام في مواجهة الأزمات التي باتت تشكل أولوية كبيرة في دائرة اهتمامات الجهات والمؤسسات المعنية، خاصة في وقتنا الراهن الذي لا يقتصر فيه تأثير الأزمات على دولة أو منطقة بعينها، وإنما يشمل العالم أجمع كما هو الحال مع فيروس كورونا المستجد الذي لم تعد دولة في العالم بمأمن منه. ويجدر بالدول العربية والصين العمل سويا لإعادة البناء الاقتصادي في مرحلة ما بعد تفشي الجائحة في ظل فرضية الوقاية الفعالة من المرض والسيطرة عليه، وتعزيز التعاون في أمن البيانات وتعزيز البناء المشترك لمشروعات الحزام والطريق الهامة وتكثيف التبادلات التجارية، وتسخير الإعلام بمختلف وسائله وأدواته في دفع الجهود المشتركة نحو تحقيق هذا التعاون المنشود.
السيدات والسادة،
إننا في جامعة الدول العربية حريصون على تعزيز الصداقة العربية الصينية، وتعميق التعاون والتبادل على كافة المستويات وبكل الأشكال والوسائل المتاحة، وعلينا استثمار هذا اللقاء لإيجاد وسائل فعلية لتعاون مثمر وفعال، وتنسيق المواقف بين الجانبين في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال تسخير وسائل الإعلام المتنوعة، وأدعو من هذا المنبر إلى إعداد برامج إعلامية قادرة على ايصال الرسائل التي تخدم الجانبين الصيني والعربي، وتوقيع اتفاقيات التعاون وتبادل البرامج التلفزيونية والإذاعية، وتكثيف الدورات التدريبية المشتركة خدمة للمصالح المشتركة للطرفين. وانطلاقا من أن الصداقة العربية الصينية راسخة وقائمة على الاحترام والمنفعة المتبادلة، فإن رؤية الصين والدول العربية للمستقبل المشترك ستكون أكثر إشراقا في ظل الأسس القوية التي تقوم عليها العلاقات بين الجانبين.
أشكر في الختام الحضور الكريم هذه المشاركة الطيبة، ونتطلع معا إلى خلق فضاء مفعم بالتفاهم والصداقة والعمل الجاد لتحقيق مصالحنا المشتركة، وإطلاق برامج تنفيذية تحقق هذا التواصل المنشود، وأتمنى لكم كل التوفيق في أشغالكم
#مجلةنهرالامل