د. أشرف عبد العزيز .. لا تنمية حقيقية بدون تأصيل للقيم الأخلاقية
د. أشرف عبد العزيز .. لا تنمية حقيقية بدون تأصيل للقيم الأخلاقية
كتبت: عبير سلامة – المستشار الإعلامي للإتحاد
لابد من تأصيل القيم الأخلاقية والإنسانية لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، هذا ما أكده دكتور أشرف عبد العزيز – الأمين العام للإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ورئيس مؤتمر (دور التنمية المستدامة في إعمار وبناء المجتمعات – سبل تفعيلها وتطبيقها من منظور أخلاقي وإنساني).
خلال المؤتمر
الذي أقيم في الجمهورية اللبنانية بمؤسسات أزهر البقاع
برئاسة كلا من فضيلة الشيخ الدكتور علي الغزاوي مدير عام مؤسسات أزهر البقاع
ودكتوراشرف عبد العزيز الامين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
،وذلك على مدار يومي 29 و 30 يونيو (حزيران) 2022م
بالتعاون بين مؤسسات أزهر البقاع والإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة برعاية كريمة من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ورعاية كريمة من جامعة الدول العربية.
وكانت نص كلمة عبد العزيز الافتتاحية للمؤتمر كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السادة الأجلاء الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية يطيب لي أن أتقدم بخالص آيات الشكر والتقدير الي سماحة الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان – مفتي الجمهورية اللبنانية علي رعايته الكريمة لهذا المؤتمر المهم والذي يعقد في رحاب مؤسسات أزهر البقاع في لبنان الشقيق، كما أتقدم ببالغ التقدير إلى جامعة الدول العربية الموقرة ومعالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط للرعاية الكريمة للمؤتمر وخدمة العمل العربي المشترك، كما أتوجه بعميق الإمتنان والتقدير إلى فضيلة الدكتور الشيخ علي محمد الغزاوي مدير مؤسسات أزهر البقاع على المشاركة في تنظيم هذا المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من منظور أخلاقي وإنساني وإلقاء الضوء على الجوانب الأخلاقية لمفهوم التنمية وتطبيق منهج الإستدامة ليس في المجالات العلمية فحسب وإنما في المنظومة المجتمعية وما يجب أن يعنى به في زرع الأخلاقيات الحسنة المتضمنة في أهداف التنمية المستدامة في وجدان وضمائر شعوب الأمة العربية وبخاصة في أجيالها الصاعدة والمنوط بها قيادة الركب في المراحل القادمة، كما أتقدم بالشكر والإحترام للمنصة الكريمة وجميع السادة الحضور والمشاركين كل باسمه وصفته وشخصه، كما يسعدني أن أنقل تحيات شعب مصر العظيم إلى شعب لبنان العظيم وتمنياتنا القلبية لاخوتنا وأشقائنا بكل التقدم والازدهار، كما أنقل الي حضراتكم تحيات الأمانة العامة للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة في مصر وخارجها متمنين لهذا المؤتمر النجاح والتوفيق والسداد.
السادة العلماء الأجلاء الحضور الكريم
تأتي أهمية التنمية المستدامة والتي تنادي بها الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والإقليمية في المكانة التي تبني بها المجتمعات وترفع من كفاءة مؤسسات الدول لتوفر حياة كريمة للشعوب وكرامة وتكافل لكل أفراد المجتمع، وإذا كان قد اتفق على تعريف التنمية المستدامة بإنها الأعمال التي تهدف إلى إستثمار الموارد بدون جور أو إستنزاف مراعاة لحق الأجيال القادمة فإن ذلك حري به أن يكون على رأس قائمة اهتمامات الحكومات والمنظمات الدولية لترسيخ مبادئ التنمية في شتى المجالات وتحقيق أهدافها لخدمة الإنسان في تأسيس وبناء حياة كريمة له.
السيدات والسادة
لكي تحقق التنمية أهدافها وبرامجها فلابد من تأصيل القيم الأخلاقية والإنسانية لتفعيل وتطبيق وتوظيف هذه التنمية في إعادة بناء وإعمار الأرض والحفاظ على ثرواتها ومقدراتها فالعلاقة الأخلاقية بين البشر والبيئة الطبيعية مؤكدة ومرتبطة إرتباطا وثيقا بالأخلاقيات والسلوكيات للإنسان وتعامله معها، وهذه كانت رؤية مؤتمرنا هذا الذي يقام بعنوان : دور التنمية المستدامة في إعمار وبناء المجتمعات – وتحت شعار سبل تفعيلها وتطبيقها من منظور أخلاقي وإنساني، وهذا ما حث عليه القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ويقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته في سورة الروم (بسم الله الرحمن الرحيم)
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. صدق الله العظيم.
فهاهو كتاب الله العزيز منهجنا ومرشدنا الأخلاقي والكوني في جميع مناحي حياتنا يوجهنا فيه الله عز وجل إلى ضرورة الانتباه إلى أسباب الفساد والدمار الذي حل بالأرض التي إستخلفنا فيها الله عز وجل، فهل بعد كلام الله من مرجع ننطلق منه في توجهاتنا في نشر مفاهيم التنمية المستدامة كأمر لنا من الله من خلال مصدر الأخلاق الأول والأعظم وهو القرآن الكريم.
كما أننا لا يجب أن نغفل ان العنصر الأهم الذي يجب أن نطبق عليه مفاهيم الإستدامة هو العنصر البشري وذلك من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجالات التعليم والتثقيف والتوعية إذ أن الإنسان هو العنصر الأعلى قيمة والقادر على تحقيق جميع الأهداف المرجوة وهو لا يستطيع القيام بهذا الدور إلا بعد أن ننجح في غرس أخلاقيات التنمية المستدامة في وعيه ووجدانه.
السيدات والسادة
الأهداف نبيلة والأمنيات عظيمة والطموح بلا حدود ونرجو من الله أن يكون مؤتمرنا هذا نواة ننتظر أن نجني ثمارها في مجال أخلاقيات التنمية المستدامة من أجل أمتنا وشعوبنا وأجيالنا القادمة.
وفي النهاية أتقدم لحضراتكم جميعا بكل التقدير والإعتزاز.
وأتقدم بكل الإحترام والشكر والامتنان لأخي الكريم الفاضل سعادة الدكتور نادر جمعة وإلى زملائي مجلس إدارة الاتحاد الأجلاء وزملائي الأحباء بالأمانة العامة ولجان التنظيم والتحضير للمؤتمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. أشرف عبد العزيز
رئيس المؤتمر
الأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة
“انتهت”