مؤتمرات وندوات

دور الاعلام في بناء وتطوير المجتمعات العربية

دور الاعلام في بناء وتطوير المجتمعات العربية
مقدم من
الأستاذة عبير عبدالرحمن صالح
(مدير تحرير تنفيذي مجله نهر الامل)
المستشار الاعلامي للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة

إلى
مؤتمر تكامل المؤسسات العلمية في بناء وتطوير المجتمعات العربية
(الذي يقيمه الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجمعية المهندسين الكويتيين)

في البداية اتقدم بخالص شكري وتقديري الى سعادة الدكتور اشرف عبد العزيز امين عام الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وجميع القائمين والمنظمين  للمؤتمر  على جهودهم المبذولة وعلى اتاحتى الفرصة للتواجد بينكم.


مقدمة:
لاشك لكى تكون هناك تنمية شاملة مستدامة في مجتمعاتنا لابد من وجود اعلام واعي مستنير مدرك اهمية المرحلة التي يعيشها العالم من حولنا فهو اما ان يكون معول هدم للقيم والاخلاق او لتمزيق العلاقات بين الشعوب عن طريق نشر المعلومات المضللة و المجتزئة من سياقها او حتى المعلومات الصحيحة خارج نطاقها الزمانى او المكانى التي تحث على العصبية ,المذهبية ,الطائفية فتؤجج الفتن والمشاحنات بين افراد المجتمع الواحد او على مستوى الشعوب العربية


(وهنا يأتي دور المتلقي ووعيه بعدم تناقل هذا المحتوى حتى لا ينتشر بدل من اندثاره)
او يكون اعلام هادف مستنير يحكم العقل والضمير قبل النشر فيساهم في البناء والتنمية وتطوير المجتمعات للنهوض بالأمة خاصا فى العصر الرقمي الذى نعيشه بما لديه من ادوات ووسائل تجعله اكثر سرعة وتأثيرا في احداث تغيرات في المفاهيم وممارسات الافراد وتشكيل وعي مجتمعي قادر على البناء والتطوير


المجال الاجتماعي:
يلعب الاعلام دور هام في بناء الشخصية الانسانية التي هي الركيزة الأساسية في التنمية
بالتوعية قبل بناء الأسرة عن طريق تأهيل المقبلين على الزواج بايضاح القواعد والأسس السليمة للاختيار من توافق ديني واخلاقي وفكري واجتماعي لتفادي حالات الانفصال التي كثرت في مجتمعاتنا وانشاء أسرة متماسكة نعول عليها تنشأه جيل واعي متزن نفسيا قادر على اتخاذ  القرارات  مبدع مبتكر فكلها تحتاج الي تربية الاسرة بالمقام الاول.
والتوعية  اذا تم الانفصال ان يتم برقي وبالمعروف
كما اوصى الله عز وجل
حتى لايمزق الابناء وينشأ جيل مشوه نفسيا  او مشرد
اما محور المرأة فقد نالت حظا وافيا من التوعية الاعلامية بحقوقها من التعليم والصحة وحقها فى العمل ورفض العنف الواقع عليها  بكافة اشكاله وانواعه.

المجال الصحي :
لعب الاعلام دور ملحوظ فى التوعية والتثقيف الصحي وخصوصا في فترة جائحة كورونا
من نشر معلومات عنها بصفة دورية ومستفيضة وطرق الوقاية واعراض المرض للوعي بخطورة الوضع وكيفية التعامل
كما قدم التوعية النفسية التي مثلت عاملا مهما في كيفية الدعم النفسي للمصابين وللمحيطين وخصوصا لتزايد حالات الفقد التي عايشناها ومازلنا نعاني منها فلا يوجد احد لم يفقد عزيز سواء على النطاق العائلي او محيط العمل وخلافه
فكانت لقاءات عدة مع كبار أساتذة الطب النفسي والمختصين لتقديم النصائح والمعلومات للمساعدة بالمرور من الازمة بدون اذى نفسي


المجال الاقتصادي:
لم يعد الاعلام ناقل للمعلومات وحسب وانما استطاع ان يشارك في التنمية عن طريق
استثمار شبكة العلاقات المتعددة التي يتميز بها  بالتشبيك بين رجال الاعمال والجهات التمويلية  سواء المحلية أو العربية ومشروعات التخرج للمبتكرين من طلاب الجامعات أو أصحاب المشروعات القائمة لفتح افاق تعاون عربية مثمرة
عرض المشاريع الناجحة في كافة الدول العربية وكيفية مواجهتهم للتحديات والصعوبات لتعزيز الاستفادة وتبادل الخبرات وبث روح التفاءل والامل لدى الشباب   بعرض النماذج الناجحة
نقل ثقافات الشعوب العربية يزيد من فهم الشعوب لبعضها ويعمل على زيادة التواصل بينهم  مما يساعد على فتح افاق جديدة للتعاون العربي المشترك في مجالات عدة
تحسين الصورة الذهنية عن بعض المجتمعات سواء المحلية أو العربية بدلا من تأجيج المشكلات والصراعات بينهم
التعاون مع المؤسسات العلمية يعمل على تسهيل نشر المعلومات العلمية بصورة مبسطة لكل فئات المجتمع
طرح المشكلات الاقتصادية مع الخبراء المختصين لمحاولة ايجاد الحلول المناسبة لها


المجال البيئي:
نشر التوعية البيئية وغرس المفاهيم البيئية الصحيحة في المجتمع والتنديد بالممارسات الخاطئة التي تضر البيئة فيساهم في تغير السلوك الانساني الذي هو اساس المحافظة على البيئة
الحد من الهدر بكافة اشكاله والحد من التلوث بأشكاله المتعددة عن طريق نشر السلوكيات الايجابية
الحملات الاعلانية والاعلامية للقضايا البيئية والمجتمعية لها بالغ الاثر في التغير

المجال الديني والاخلاقي:
واخيرا تلعب التوعية الدينية والأخلاقية دورا محوريا في ارساء قواعد الدين والاخلاق والتصدي  لمن يشكك في الثوابت والمقدسات وتشويه القدوة
تصحيح المفاهيم المغلوطة و نبذ العنف والتعصب
وهما ما نعول عليهم في ظل الانفتاح الاعلامي والنشر العشوائي المنتشر عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي
فلن تكون هناك بناء ولا تنمية حقيقية لأي مجتمع بدون تمسكه و انتمائه الديني والأخلاقي فهما اساس رقى المجتمعات و تماسكها و حمايتها من الفساد الفكري
الذي هو اصل كل شر.
في النهاية ادعو الله ان يرزقنا جميعا الحكمة في القول والعمل
و اختتم بقول الله عز وجل
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ 269) [سورة البقرة].



التوصيات :
1.استثمار القدرات العربية في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتعاون لإنشاء محرك بحث عربي ثم عالمي بأذن الله.
2.المزيد من الحملات الإعلامية والإعلانية الموجه لقضايا التنمية والبيئة سواء مباشرة أ غير مباشرة لما لها من بالغ الأثر.
3.تشجيع التجارة البينية بين الدول العربية للوصول إلى سوق عربية مشتركة.
4.تبادل ونقل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول العربية.
5.تسليط الدور الإعلامي على النماذج المضيئة والناجحة في كل المجلات.
6.عدم نشر محتوى إعلامي يفرق بين الشعوب العربية ويعمل على تمزيق الروابط بينهم.
7.نبذ التعصب و العنف والتنمر بكافة أشكاله وأنواعه (لفظي وجسدي ونفسي ) لتأثيره السلبي على المجتمعات.

  1. توحيد الدول العربية على مشروع تطوعي تشارك فيه كلا بقدراته سواء تمويل اوخبرات علمية وعملية

المصادر:
– د. بركات عبد العزيز، المادة الإخبارية في الراديو والتليفزيون، كلية الإعلام –جامعة القاهرة.
– أ.محمد صادق إسماعيل، الفساد الإداري في العالم العربي مفهومة وأبعاده المختلفة .
– موسوعة مصر الحديثة ، المجلد السابع – الإعلام.

#مجلة_ نهر_ الامل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى