مؤتمرات وندوات

د. صلاح يوسف يحذر من تآكل الأرض من أطرافها

خلال مؤتمر كوسوفا.

خلال المؤتمر العربي الأوربي الدولي تحت عنوان: ”اثر التغير المناخي على تدهور التربة” – المتغيرات والحلول

د. صلاح يوسف يناقش تأثير تغير المناخ على تدهور التربة الزراعية.

تقرير: وفاء ألاجة

أعرب أ.د. صلاح يوسف وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى الأسبق نائب رئيس الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة عن سعادته بالمشاركة  في المؤتمر العربي الأوربي الدولي الذي عقده الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بالتعاون مع الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية والشتات ووزارة البيئة والتخطيط المكاني بالعاصمة بريشتينا ووزارة الخارجية والشتات بجمهورية كوسوفا على مدار يومي السابع والثامن من مايو 2022 تحت عنوان: ”اثر التغير المناخي على تدهور التربة” – المتغيرات والحلول، برئاسة كلًا من السفير الدكتور بكر اسماعيل – مدير عام الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية والشتات بجمهورية كوسوفا والدكتور أشرف عبد العزيز – الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة.

مشيراً إلى أن هذا اللقاء العلمى التفاعلى الذى يهدف إلى إذكاء التعاون بين الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة ودولة كوسوفا يخدم الشعوب العربية وشعب كوسوفا الشقيق، ويتناول  بشكل مباشر تأثير تغير المناخ على تدهور التربة، ونستطيع القول بأن اضطراب المناخ الحادث يهدد حياة الإنسان من خلال عدم توفر الغذاء نتيجة تدهور التربة الزراعية والتصحر بسبب نقصان إنتاجية وحدة المساحة من المحاصيل الغذائية وأيضا تهديد الثروة الحيوانية من خلال التنافس بين زراعة محاصيل لغذاء الإنسان في مقابل زراعة محاصيل أخرى لغذاء الحيوان.

وقد حدثت زيادة في معدل ارتفاع درجة الحرارة فوق سطح الأرض التي نعيش عليها بمعدل 0.18 درجة مئوية كل 10 سنوات منذ عام 1981 بدلًا مما كان عليه وهو 0.08 درجة مئوية كل 10 سنوات منذ عام 1880 .

وينتج عند ذوبان الجليد في القطب الشمالى وارتفاع سطح البحار والمحيطات ويسبب تآكل الأرض من أطرافها كما أشار لنا القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام.

اثر التغير المناخي على التربة
اثر التغير المناخي على التربة

ولابد أن ننتبه أن هذه الزيادة هي متوسط عام ولكنها تباينت تمامًا بين المناطق الجغرافية المختلفة وموسميًا وسنويًا ولم تستقر على نمط واحد؛ ولهذا اعتبره اضطراب المناخ وتطرف المناخ وليس تغير المناخ بعد.

اثر التغير المناخي على التربة
اثر التغير المناخي على التربة

أدى تطرف درجات الحرارة على سطح الأرض إلى:
1. اضطرابات مناخية أدت في صورة تباين درجات الحرارة وسقوط الأمطار وإمتداد المواسم السنوية لتتخطى حدودها الزمنية، ففى مصر إمتد مؤقتًا موسم الخريف ليطغى على موسم الشتاء، وإمتد الشتاء ليطغى على فصل الربيع وهكذا.

2. تباينات قصوى موسمية في الموقع الجغرافى الواحد وبين المواقع الجغرافية المختلفة نتج عنه صعوبة إدارة المحاصيل بطريقة علمية مؤكدة سواء في اختيار أصناف أو ميعاد الزراعة أو المعاملات الزراعية السليمة.

3. حدث صقيع في فترات أدى إلى حرق بعض أشجار الفاكهة الإستوائية وتحت الإستوائية بل وفاكهة البحر المتوسط مثل المانجو والموالح وسبب ضعف حبوب اللقاح وقلة المحصول.

4. فى المقابل حدث ارتفاع في درجة الحرارة وإجهاد الجفاف نتج عنه انخفاض إنتاجية بعض المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والبطاطس بما لا يقل عن 20% وأحيانا التدمير الكامل للمحصول وحدث هذا في مصر وجنوب إفريقيا والهند وروسيا على سبيل المثال.

5. هناك أزمة حاليًا في القمح بسبب حرب روسيا-أوركرانيا ثم بسبب ارتفاع درجة الحرارة فى الهند التي قللت الإنتاجية بمعدل 40%.

6. ظهور اختلاف في الظروف البيئية مثلًا في مارس وأبريل سنويًا بشكل متضارب .. بمعنى ارتفاع شديد في الحرارة أو نقصان شديد أعأق إدارة وإنتاج المحاصيل.

7. أدى ارتفاع الحرارة إلى زيادة وشدة سقوط الأمطار في مناطق وقلتها أو ندرتها في أخرى.

8. تغيير عادات النبات والحيوان وآفات النباتات Plant pests من أمراض نباتات متسببة عن فطريات Fungi وحشرات تسبب أضرارا مباشرة للمحاصيل وتلفها أو تلف الثمار نفسها.

9. يؤثر اضطراب الظروف البيئية على النشاط الميكروبى في التربة الزراعية مما يسبب ضعف خصوبتها الحيوية وبالتالي قلة إنتاجيتها النباتية.

10. الأراضى القاحلة والملحية تمثل أكثر من 40% من مساحة الأرض التي يعيش عليها الإنسان، وهذا يمثل تدهورًا شديدًا في الأراضى الصالحة للزراعة، وتزداد ملوحة التربة وزيادة مساحات الأراضى الملحية باندفاعات مياه البحار عليها بسبب تغير المناخ، مما يجعل التربة غير صالحة لزراعة كثير من المحاصيل الإستراتيجية، وتعتبر زيادة الملوحة أحد أهم عوامل تدهور جودة التربة.

11. التسميد الكيماوى غير الواعى لتعويض النشاط الحيوى المتأثر بتغير المناخ يسبب زيادة ملوحة التربة ويؤدى إلى زيادة الضغط الأسموزى معيقًا امتصاص العناصر الغذائية ومسببًا زيادة الفطريات المسببة لأعفان الجذور التي تصيب الجذور.

12. النبات كائن حى كامل الأهليه له عقل وجهاز عصبى خاص يتصرف أجزاؤه فوق سطح التربة وأسفلها (الجذور) بطرق مختلفة تتناسب مع الظروف البيئية المحيطة، وهذا ما يجب أن نتفهمه ونستفيد منه في إدراة المحاصيل الزراعية وإعدادها للتأقلم مع أو تحمل هذا الاضطراب البيئي الحادث.

13. تكمن المشكلة أساسًا في تدخل الإنسان المباشر في البيئة ظنًا منه أنه يتدخل بالعلم للاستفادة القصوى من البيئة ليوفر الرفاهية والتقدم والرقى للحضارة الإنسانية، ثم يتبين بعد فترة أن الإنسان قد عاث في الأرض فسادًا بسبب عدم اكتمال الرؤية العلمية دائمًا مسببًا التشوهات البيئية التي أول ما تؤثر فإنها تؤثر على الإنسان نفسه.

وهناك أسباب سياسية محلية أو قومية أو إقليمية أو عالمية تؤدى إلى الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية ، وأيضا بطء رد فعل الحكومات تجاه المناهج العلمية وعدم اللجوء إلى العلماء لحل المشاكل البيئية، وعدم دعم مشاريع استعادة جودة الأراضى الزراعية.

متوسط حجم الفاقد الاقتصادى عن تدهور التربة الزراعية في العالم:
حجم الفاقد في المحاصيل الزراعية 20%
حجم الفاقد في الغابات 30%
حجم الفاقد في المراعى الطبيعية 10%

منع ومعالجة الآثار السلبية لتغير المناخ على تدهور التربة الزراعية:

 تحمل الدول الصناعية الكبرى والمنظمات الدولية دورها ومسؤولياتها في معالجة آثار التلوث العام من خلال دعم البحث العلمى المناسب وتوفير التمويل .

 تحمل الدول الكبرى مسؤولياتها في الحفاظ على المناخ العالمى، وعدم توجيه المناخ صناعيًا بأى طريقة تستفيد منه على حساب دول العالم الأخرى.

 الحد من الملوثات التي تسبب تغير المناخ على المستوى القومى مثلما اعتمدت أوروبا برنامج التحول الأخضر بحلول عام 2050.

 التعاون العلمى الدولى وتبادل الخبرات العلمية ونعنى هنا دولة كوسوفا والاتحاد العربى لتقليل آثار تغير المناخ والمحافظة على التربة الزراعية.

 الاستفادة من الأسمدة الحيوية والمبيدات الحيوية على المستويات القومية معتمدة على العلم والعلماء والتطبيق.

 الحفاظ على خصوبة التربة من حيث محتواها الميكروبي الفعال المفيد بخطط قومية في توفيرها وتطبيقها.

 إدارة الرى كأهم مداخل استعادة جودة التربة الزراعية سواء من خلال جودة مياه الرى الواجب توفرها بمناهج علمية تؤثر سلامة الماء على الكم، وأيضا بطرق رى مثلى تحقق تعظيم إنتاجية التربة مع الحفاظ على المياه.

 التحكم في المجارى المائية بحيث نقلل الفاقد من الماء سواء من خلال البخر أو التسرب في التربة بطريقة علمية سليمة مع تخزين المياه بطرق علمية للاستخدام ف الوقت المناسب.

 الاستفادة القصوى من مياه البحار والمحيطات لاستخدامها في الزراعة والإنتاج الحيوانى بطرق اقتصادية تعظم قيمة السواحل وفى نفس الوقت توفر بيئات مناخية جديدة في الأراضى المتاحة.

 استنباط أصناف زراعية جديدة بمناهج علمية متطورة معتمدة على الموارد الوراثية، ويتوفر لدينا خبرة عالية في هذا المجال.

وتشمل سبل التعاون بين الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة ودولة كوسوفا :

1. التنوع في مصادر واستخدام الطاقة النظيفة.

2. المساهمة في البحث العلمى في مجال الأسمدة والمخصبات الحيوية وكذلك مجال المبيدات الحيوية للآفات.

3. دعم البحث العلمى التطبيقى والبحوث الاسترشادية والتدريب في مجال المكافحة المتكاملة للآفات تحت ظروف اضطراب المناخ.

4. تطوير طرق الرى ومقنناته ليس فقط لترشيد المياه ولكن للتغلب على اضطرابات المناخ.

5. المساهمة في الإنتاج الزراعى لتلبية احتياجات المستهلك المحلى وللتصدير بمعايير سلامة الغذاء والممارسات الزراعية السليمة.

6. الاستفادة من الموارد الوراثية في برامج التربية لتحمل النباتات للظروف البيئية المستجدة وإنتاج أصناف نباتية جديدة بمراعاة التحمل للظروف المغايرة والإنتاج والجودة.

7. تبادل الخبرات العلمية في مجال دراسات تلوث البيئة وطرق تجنبها وحلول المشاكل الناجمة عنها من خلال العلماء والمبتكرين والمخترعين.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى