الاخبار

مؤتمر التسامح الديني والتعايش السلمي بالقاهرة يؤكد على تعزيز قيم المواطنة والاحترام المتبادل ومواجهة خطابات الكراهية

بحضور د. أحمد كريمة والأنبا سيداروس ولفيف من الكُتَّاب والصحفيين
مؤتمر التسامح الديني والتعايش السلمي بالقاهرة يؤكد على تعزيز قيم المواطنة والاحترام المتبادل ومواجهة خطابات الكراهية
– مؤتمر “التسامح الديني والتعايش السلمى ..مصر والبحرين نموذجاً” يدين الهجوم الإسرائيلى الجبان على قطر

 

عبير سلامة

أدان المشاركون فى مؤتمر “التسامح الديني والتعايش السلمى.. مصر والبحرين نموذجا”، الهجوم الإسرائيلى الجبان على قطر والذى يعد انتهاكا صارخا لسيادة الدول وتهديداً خطيراً للأمن الإقليمى والدولى، ويشكل سابقة خطيرة فى الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولى.

جاء ذلك خلال المؤتمر الذى نظمته جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان برئاسة الحقوقى البحرينى فيصل فولاذ، ومنظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان بالقاهرة برئاسة المستشار نجيب جبرائيل بالاشتراك مع الشبكة الدولية لمعلومات حقوق الإنسان ويمثل مكتبها بالقاهرة الكاتب الصحفى عمر عبد العلى المديرى التنفيذى، والذى استضافته كنيسة سان مارك بحى شبرا بالعاصمة المصرية القاهرة.

ودعت المنظمات الحقوقية الثلاثة خلال المؤتمر، المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته القانونية والإنسانية، وإدانة هذا الاعتداء الخطير واتخاذ موقف موحَّد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

واستنكر المؤتمر الموقف الداعم من الولايات المتحدة الأمريكية لتلك الغطرسة الإسرائيلية مما يساعدها على المروق والتملص من احترام القانون الدولي والمواثيق الأممية وأن ترك إسرائيل بلا رادع يجعلها تشكل خطراً على السِلْم والأمن الدوليين والعودة إلى شريعة الغاب.

على الجانب الآخر طالب رجال الدين الإسلامى والمسيحى والحقوقيين والإعلاميين والمهتمين بقضايا التعايش والتسامح في المنطقة العربية في مصر والبحرين خلال المؤتمر بضرورة تعزيز قيم المواطنة، والاحترام المتبادل، ومواجهة خطابات الكراهية، مع استعراض تجارب كل من مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في ترسيخ ثقافة التعايش السلمى.

حيث أكد د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ، على ضرورة نشر المحبة والسلام بين الجميع مؤكداً على دعوة القرآن الكريم إلى احترام أهل الكتاب والوقوف بجانبهم وحمايتهم ضد أى عدوان خارجى وضد أى عدوان داخلى فلا يؤذون ولا يظلمون تطبيقاً لقوله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ سورة البقرة، الآية 62.

كما فى قوله تعالى ﴿لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون﴾ سورة المائدة الآية 82.

وأشار د. أحمد كريمة على أن الدين الإسلامى احترم أهل الكتاب، وأن الإسلام يعكس صور التسامح والعيش الكريم مع أهل الكتاب، ويعترف بسيدنا المسيح ومريم العذراء، ومحل إجلال واحترام ومحل تقدير، ونؤمن بأن السيد المسيح رُفِعَ إلى السماء، وأن هناك إيمان الدين المسيحى والإسلامى بعودة سيدنا المسيح يوم القيامة.

وشدد د. أحمد كريمة على أن كتابه “أهل الكتاب في التشريع الإسلامي” الذي صدر بعدة طبعات كان ثمرة تعاون إسلامي – قبطى مشترك مع صديقه مع المستشار نجيب جبرائيل، حيث يوضح الكتاب حقوق المواطنة لأهل الكتاب، ووجوب احترام شرائعهم ومعتقداتهم ومعابدهم وكنائسهم.. وكيف عاملهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأوصى بحسن المعاملة لهم بعد وفاته، فسار على نهجه الخلفاء الراشدين والتابعين.

وطالب د. أحمد كريمة من المؤتمر بإنشاء منتدى للتسامح الديني والتعايش السلمى يضع أسس التحرك في المرحلة المقبلة تقوم على نشر الفكر المستنير والمحبة بين الشعوب وخاصة في مصر ومملكة البحرين.

من جانبه وجه الأنبا/ سيداروس الأسقف العام، دعوته إلى نشر التسامح والتعايش بين الشعوب القائم على مبدأ الحقوق الإنسانية السمحه التى نادت بها كافة الأديان السماوية، مشيراً أن مصر صاحبة 7000 سنة حضارة، قدمت نماذج مشرفة لنشر التسامح الديني والتعايش السلمي في ربوع جمهورية مصر العربية، مشيراً أن الكتاب المقدس فيه تعاليم كثيرة لنشر المحبة والإخاء بين البشر حتى يعم السلام والهدوء والاستقرار والرخاء بين الجميع، كما يُعلِّمنا الكتاب المقدس أن الله محبة ويطالبنا بنشر الخير ونبذ العنف والكراهية بخلاف التسامح وقبول الآخر ونشر الفكر المستنير الواعى.

ورحَّب الحبر/ سيداروس بعقد مؤتمر التسامح الديني والتعايش السلمي وخاصة أن المشاركون في هذا المنتدى الكبير هما قامات كبيرة يحسب لها النظرة الثاقبة والمستنيرة مشدداً على قوة العلاقات المصرية والبحرين واستمرارها على مر التاريخ.

وأكد الحقوقي البحريني فيصل فولاذ الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، على ضرورة دعم كافة المبادرات التى تُحقق قيم وأهداف التعايش السلمى والتسامح الدينى بين شعوب العالم عامة وشعوب المنطقة العربية خاصة. وأضاف أن ممكلة البحرين وبفضل توجهيات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، تبنَّت المملكة رؤية مستقبلية لدعم كافة أوجه التسامح الديني والتعايش السلمي على أراضيها من خلال نشر الفكر الوسطى المعتدل وتبادل الأفكار والثقافة التي تدعم قبول الآخر، كما نص الدستور البحرينى على احترام كافة حقوق الآخر وتنوع العبادات بين كافة الأديان والشرائع، كما وقَّعت مملكة البحرين على كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية التى تحترم حقوق الآخر وتؤكد على مبادئ القانون الدولة فى مجال حقوق الإنسان، مشيراً أن دول الخليج تعلَّمت كثيراً من مصر فى كافة المجالات وهو ما دعَّم العلاقات الوطيدة والمتعمقة بين جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين، مُطالِباً الوطن العربى من الخليج إلى المحيط أن يتحد حول مفهوم واحد قائم على تعزيز قيم المواطنة، والاحترام المتبادل، ومواجهة خطابات الكراهية وذلك من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية.

وأكد فيصل فولاذ الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، على قوة العلاقات البحرينية المصرية على كافة المستويات والاتجاهات يعكسها التاريخ المشترك وتبادل الرؤي والأفكار حول مجمل القضايا والأحداث ذات الاهتمام المشترك حيث تثبت الزيارات المتبادلة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك حمد بن عيسى، على قوة ومتانة العلاقات المشتركة بين البلدين.

من جانبه أشار المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان، أن مصر ومملكة البحرين يجمعها تاريخ مشترك من العلاقات الممتدة عبر العصور والأزمنة مؤكداً أننا من منطلق المحبة والمودة المشتركة بين البلدين ندعو إلى تقوية وتطوير أسس التعاون المشترك في مجال حقوق الإنسان.

من جانبه أشار الكاتب الصحفي عُمر عبد العلي مدير تحرير جريدة الأخبار ومدير مكتب الشبكة الدولية لمعلومات حقوق الإنسان “مكتب القاهرة”، أن العلاقات المصرية البحرينية، تُعد نموذجًا من العلاقات العربية التي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، سواء على الصعيد السياسي، والاقتصادي، والثقافي، أو الاجتماعي. ومن بين الملفات التي تمثل أهمية كبيرة في هذه العلاقات، يأتي ملف التسامح الديني والتعايش السلمي كأحد العوامل التي تعكس قدرة البلدين على تعزيز الاستقرار الداخلي وتعميق التعاون المشترك في إطارٍ من الاحترام المتبادل والتفاهم.

وأشار أنه على مر السنين، شهدت العلاقات بين جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين تطورًا مُستمرًا في مجالات متعددة، بداية من العلاقات السياسية إلى الاقتصادية والاجتماعية. وتُعد مصر من أكبر الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط التي تملك تاريخًا طويلًا في نشر ثقافة التسامح والتعايش الديني، وهو ما يتوافق مع توجهات البحرين التي تسعى إلى تعزيز هذه القيم في مجتمعها المتنوع دينياً وطائفياً.

وأضاف أن مصر ومملكة البحرين الشقيقة، هما جزءًا من البيئة العربية التي تتسم بتنوع ديني وثقافي.. ويمثل التعايش السلمي في البلدين الشقيقين نموذجًا يُحتذى به العالم .. وهو ما يعكس توجه البلدين إلى تعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان كخطوة حيوية نحو بناء مُجتمعات مستقرة تتعايش فيها جميع الفئات بسلام واحترام متبادل.

مشيراً أن جمهورية مصر العربية تعد بفضل السياسة الحكيمة التى تنتهجها وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم، واحدة من أقدم الحضارات التي احتضنت جميع الأديان، من اليهودية والمسيحية إلى الإسلام. على الرغم من التحديات التي قد يواجهها مجتمعها المتنوع دينيًا في فترات معينة، إلا أن الدولة المصرية قد قامت بتكريس جهود كبيرة لتعزيز التسامح الديني من خلال المؤسسات الدينية المختلفة مثل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

كما أن مملكة البحرين، تمثل نموذجًا فريدًا في منطقة الخليج العربي في مجال التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية.. وتاريخ البحرين يعكس تنوعًا دينيًا وطائفيًا منسجماً.. كما أن التسامح الديني في البحرين يعكس التزام القيادة السياسية وبفضل توجيهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكلة البحرين، بالمساواة بين المواطنين بغض النظر عن دينهم أو طائفتهم.. وتُعد البحرين واحدة من الدول التي تبنت سياسة تقارب بين مختلف المكونات الدينية، وهي سياسة ظهرت جليًا في دستور البحرين الذي يضمن حقوق الأقليات ويكفل لهم حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية.

من جانبه أشار الداعية المعاصر الشيخ أحمد صابر، غلى ضرورة نشر المحبة والإخاء والمودة بين شعوب المنطقة العربية بل والعالم مؤكداً أنه مسلم الديانة وقبطى الوطن ويسعى جاهداً طيلة مسيرته الدعوية إلى التقارب بين الدين الإسلامي والدين المسيحي وتجمعه علاقات قوية بالكنيسة المصرية التي تُعد فخر لكل مصرى يعيش على تراب هذا الوطن مشيراً أن السيدة مريم العذراء البتول الطاهرة النقية ذات الحسب والنسب الشريف المشرف للعالم كله وللبشرية كلها جمعاء عبر التاريخ والدهر والدهور وأخت الأنبياء والأولياء ووالدة السيد المسيح الذى كان نوراً للعالم فى الظلمة ومباركاً أينما كان حل معه الخير والبركة والنور عبر العصور.

وأشار أن الكنيسة المصرية الأرثوزكسية هي رأس الإيمان المسلم به للمسيحية منذ تولى القديس مارمرقس الرسول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأنا أعرف تماماً معنى وقدر المسيحية المصرية التى تختلف عن مسيحية العالم كله. لهذا فإنني أعشق قبط مصر وأغار على كنيستى وبطريركى تماماً مثل إسلامى وأزهري، وكذلك أيضاً هناك الكثير من أقباط مصر يحبون الإسلام المصرى الذى يختلف عن إسلام العالم كله.

فى نهاية المؤتمر أطلق المشاركون خلاله عدة توصيات منها إطلاق برامج توعية مشتركة فى المدراس والجامعات لترسيخ ثقافة التسامح وقبول الآخر، ودعم الخطاب الدينى المعتدل، وتشجيع القيادات الدينية على لعب دوراً فاعلاً فى نشر المحبة والسلام، وتعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدنى العربية والدولية لتبادل الخبرات في مجال التعايش وحقوق الإنسان، وتشكيل لجنة متابعة من الجهات المنظمة لضمان تنفيذ التوصيات وتحويلها إلى مبادرات عملية.. واتفق المنظمون على عقد مؤتمر دولى للتسامح الديني فى شهر نوفمبر 2026 لتعزيز قيم الحوار والمحبة بين الشعوب.

#مجلة_نهر_الأمل
اظهر المزيد
صورة nahr1 Alamal

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى