بروتوكولات علاجية ناقشها مؤتمر الصدر والتدرن لفيروس كورونا
افتتح الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والأمراض المعدية، المؤتمر السنوى الدولى الــ 61 للجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن، والذى عقد فى الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر، والذى تضمن 77 جلسة علمية، بحضور عدد من الخبراء، والأطباء لتقديم أحدث تطورات فيروس كورونا، ومستجدات تشخيص وعلاج الأمراض الصدرية.
وأشار الدكتور محمد عوض تاج الدين – مستشار الرئيس للشئون الصحية إلى أن هذا المؤتمر كان من المفترض أن يعقد في شهر مارس الماضى ،ولكن تم تأجيله لظروف جائحة كورونا، وفي خلال هذه الفترة اكتسب أطباء الجهاز التنفسي والرعاية المركزة للصدر خبرة كبيرة واستطاعوا أن يعبروا بآلاف من المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد إلى بر الأمان، وكانت هناك حالات حرجة كثيرة ،والحمد لله الخبرة المصرية التراكمية ثبتت وتأصلت خلال هذه الفترة، فاليوم المحور الرئيسي لهذا المؤتمر هو الخبرة المصرية الماضية، والخطط المستقبلية للتعامل مع حالات التهاب الجهاز التنفسي أو الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ويجب أن نذكر الجهد الوطني الكبير الذي دعم هذه الخبرة في كل المستشفيات وكل المجالات بالأجهزة وأجهزة التنفس الصناعي والأدوية ومستلزمات الوقاية، ونحن الآن نناقش أساليب رعاية المرضى والتعامل مع المرضى في مراحلها المختلفة سواء الحالات المتوسطة أو الحالات الشديدة أو الحالات التي تحتاج إلى رعاية مركزة أو التنفس الصناعي، كل هذه الحالات تم وضع استراتيجية علاجية للتعامل معها، وتم التواصل و تبادل للمعلومات والخبرات على مستوى الجمهورية، حيث تم التناقش سوياً مع أعضاء المؤتمر الحاضرين في جميع المحافظات في لجان علمية مشكلة لوضع البروتوكول المناسب لكل مرحلة بحيث يعبر الإنسان المصري إلى بر الأمان.
وأكد المشاركون في المؤتمر توافر بروتوكولات علاجية لفيروس كورونا فهناك مخزون استراتيجي قادر على المواجهة، ومن جانبه أشار الدكتور محمد صدقي رئيس قسم الأمراض الصدرية بطب الأزهر إلى أن أي شخص لدية أعراض برد أو أنفلوانزا – سواء كورونا أو غير كورونا – يجب أن يعزل نفسه، فإذا كانت إصابة خفيفة يجب عليه أن يتعاطى أي علاج مضاد، أما إذا كانت إصابة شديدة مثل الارتفاع في درجة الحرارة فعليه التوجه للطبيب، وعند تقييم الحالة وعلى هذا الأساس نصف العلاج اللازم المتبع.
وأشارت الدكتورة جيهان العسال استشاري الأمراض الصدرية بطب عين شمس إلى متلازمة ما بعد كورونا التى أصبحت ظاهرة نراها في كل المرضى الذين تعافوا من مرض كورونا حيث تستمر عندهم بعض الأعراض مثل الكحة، ضيق التنفس، اضطراب في ضربات القلب، وجود صداع مزمن، وجود ألم بالصدر، بعض الاضطرابات النفسية، إضافة إلى بعض المرضى تم إصابتهم بمرض السكر نتيجة لاستخدام الكورتيزون في العلاج ونتيجة للتوتر.
و أكد د. رمضان نافع رئيس قسم أمراض الصدر الأسبق بطب الزقازيق أن البروتوكول تم تحديثه في جمهورية مصر العربية بعد ملاحظة تغير المرض من فترة إلى أخرى، وإجراء أبحاث عن ظروف المرضى وطبيعتهم فالبروتوكولات العلاجية الأولى تم تعديلها في العالم كله، وفي مصر تم عمل أربعة بروتوكولات كان آخرها بروتوكول شهر مايو، ومازلنا نسير عليه حتى الآن.
وأضاف أنه كلما درسنا الفيروس أكثر ونعرف كيفية تأثيره على الرئة وعلى باقي أعضاء الجسم كلما وضعنا خطط علاجية جديدة، مثل آخر خطة علاجية وجدنا أن هذا الفيروس يؤدي إلى تجلط في الأوعية الدموية على مستوى أجزاء الجسم وليس على مستوى الرئة فقط، فمن الممكن أن يحدث التجلط في الدماغ أو الأوردة الطرفية، ولذلك أضفنا للعلاج مضادات تجلط خاصة في المرضى الذين يدخلون الرعايات المركزة وتكون حالاتهم المرضية شديدة، وهو في الحقيقة عقار غير موجه ضد فيروس كورونا، وحتى الآن لا يوجد عقار مخصص أو موجه لفيروس كورونا، فمعظم العقاقير التي تستخدم فهي تعالج أمراض أخرى، تم الاستقصاء عنها وثبت فعاليتها في علاج فيروس كورونا، مثل الريندسيفير، وهو موجود منذ فترة زمنية طويلة، فعند تجربته وجدوا أن له نتائج ومن المحتمل أن يضاف إلى البروتوكول في ظروف معينة وتحت أوضاع معينة، وأيضاً عقار الأديجان، فعندما نجد بعض الأدوية التي تستخدم لـ H.I.D الخاصة بفيروس الإيدز، وجد أن لها تأثير على فيروس كورونا، فكلما نجد مستحدث جديد، نضيفه للخطة العلاجية ويتم تعديل البروتوكول ومراجعته بدقة من اللجنة العلمية التابعة لمعالي وزيرة الصحة، ومعالي مستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الصحية في هذا الصدد.
وقبل طرح البروتوكول يراجع بدقة وعناية فائقة، مشيراً إلى أن البروتوكول المصري ينال احترام جميع دول العالم لأنه بروتوكول محدد جداً ودقيق جداً ومعمول به ويعطي نتائج فائقة. وبالنسبة لموضوع الأمصال، أشار إلى أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى مصل ليتم تعميمه على مستوى العالم، لكن المراكز البحثية على مستوى الفيروسات والأمصال لا تتوانى ولا تألوا جهداً في مسابقة الزمن ليكون لها السبق في إعداد أو إنتاج لقاح ليتم تعميمه لأن هذا اللقاح سيكون مهم جداً ، وسيتم إنتاجه بأعداد محددة وسيكون لفئات معينة من المرضى الأكثر تعرضاً للفيروس مثل الطواقم الطبية، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والجهات السيادية، كل هؤلاء سيكون لهم الأولوية في المصل وسيتم تطبيقه على 20% من هذه المجموعات، ونتمنى بأن يكون مصل مطابق للمواصفات.
أما بالنسبة لمتلازمة ما بعد كوفيد ١٩ فقد تم ملاحظة أن بعض المرضى الذين يتم شفائهم وتعافيهم تماماً تكون عندهم حالة من الإعياء على مدار شهر كامل والشعور بحالات مثل الدوار أو الدوخة والعرق والهبوط والإحساس بالإجهاد العام، وذلك نتيجة تشبع جسمهم بالعقار أو العلاج حتى يتم عودتهم لحالاتهم الطبيعية. وقال أنه في حالة إذا مرت البلاد بحالة حدوث جائحة أخرى، فنحن نرى أنها بدأت فى العديد من دول العالم وسجلت أوروبا وأمريكا زيادة فى حالات الاصابة، وإلى الآن لم تتزايد الأعداد في مصر والحمد لله، ونتمنى ألا تزيد، وإن كان عندنا عوامل قد تشير إلى زيادة، فلكنها لن تكون إنفجارية وستكون زيادة طفيفة وليست بالزيادة الكبيرة.
وتحدث الدكتور ياسر السيد رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية، عن ضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية خلال المرحلة المقبلة باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس، مشيراً إلى أنه فى الآونة الأخيرة تم ملاحظة أنه قد نال المجتمع حالة من التراخي، وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الوقائية عند استخدام وسائل الانتقال كالمترو وخلافه، متمنياً بألا يعود علينا ذلك بعواقب وخيمة، مشدداً بألا يغيب عن المجتمع مسألة الحفاظ على التعقيم بارتداء الكمامة والتباعد في المناطق المزدحمة بقدر الإمكان.
ومن جانبه شدد الدكتور عادل خطاب عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا بوزارة التعليم العالي على “الوقاية مثلما نقول في الموجة الأولى”، فالكورونا موجودة والأعداد في ازدياد وفيروس كورونا مازال موجود، مشيراً إلى تحذير رئيس منظمة الصحة العالمية بعدم الأخذ على الأعداد الموجود بالعالم أجمع، بمعنى أن التصريحات التي تصدر من بعض الدول بوجود نسب متفاوتة عن مثيلاتها من الدول الأخرى، فكل الدول تذكر الأعداد الموجود بها، ولكن الأعداد الحقيقية أعلى كثيراً بنسبة 20% وذلك لعدم إقبال جميع الناس لإجراء مسحة الفيروس.
ومن ناحيته أشار الدكتور سليمان البرقي عضو غرفة صناعة الدواء، إلى أن الأدوية أصبحت موجودة بصورة كبيرة جداًبالإضافة إلى المخزون الاستراتيجي الموجود بالشركات، مشيراً إلى وزارة الصحة تتابع بشكل جيد جدا توافر الأدوية الموجودة في البروتوكولات بداية من أدوية المناعة حتى علاج المريض، وأوضح أن العالم يسابق الزمن ليكون له السبق في المصل أو اللقاح لفيروس كورونا لإنقاذ البشرية من هول هذا الفيروس، وقال أنه تم تجريب مصل أو مصلين في أمريكا، ويوجد في مصر المركز القومي للبحوث حيث توجد أبحاث تجرى على قدم وساق، وحتى الآن لم يقر ولم تعترف المنظمات الدوائية على مستوى العالم بوجود مصل تم اعتماده لتجربته، ونتوقع في القريب العاجل أن يتم الكشف عن علاج ويتم تعميمه على مستوى العالم.
ومن جانبها أكدت الدكتورة مريم جمال الليثي عضو غرفة صناعة الدواء بأنه متوفر الآن الهيدروكسوليوسيكين، وهو المعروف أنه في البروتوكول لعلاج فيروس كورونا، وهذا شيئ مؤكد، مشيرة إلى أنه حتى لو تزايدت الحالات في حالة وجود حالة مرضية أخرى، فلا يوجد أي مشكلة لأن هذا العلاج متوفر في جميع الصيدليات من خلال وزارة الصحة، وعلى الرغم مما حمله المؤتمر من بروتوكولات علاجية مستحدثة لعلاج فيروس كورونا المستجد، يظل اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية بمثابة خط الدفاع الأول للمواجهة.