الاخبار

المؤتمر العلمي الثاني لجمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية بجامعة الأزهر الشريف

المؤتمر العلمي الثاني لجمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية بجامعة الأزهر الشريف

المؤتمر العلمي الثاني لجمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية بجامعة الأزهر الشريف
المؤتمر العلمي الثاني لجمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية بجامعة الأزهر الشريف

عبير سلامة
د. محمود صديق: القطاع الزراعي لا يقل أهمية عن القطاع الصناعي
د. جمال عبد ربه: كلية زراعة الأزهر لها تفاعل وتشارك على أرض الواقع
د. رياض نوفل: لا يمكن إغفال دور مؤسسات المجتمع المدني كشريك في الوطن
د. محمد الخولي: نقوم بتطبيق أحدث الابتكارات العلمية وتقديم الحلول البحثية.
د. راجية طه: الزراعة تمثل أحد دعائم الاقتصاد المصري
د. محمود حسانين: القطاع الزراعي المصري مصدر إلهام للمنطقة العربية والعالم

أجمع المشاركون على رفع كفاءة الكوادر الأكاديمية والبحثية، عن طريق توفير فرص التطوير المهني والتدريب المستمر بما يتوافق مع المتطلبات العلمية والعملية الحديثة، كما طالبو من خلال المؤتمر الثاني، الذي نظمته جمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية، بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة الأزهر، تحت عنوان: (رؤية مستقبلية في أداء المؤسسات الاكاديمية والبحثية لتطوير القطاع الزراعي في مصر)، تحت رعاية الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، بقاعة الفلك بكلية العلوم بجامعة الأزهر، بربط خريج الزراعة بسوق العمل عن طريق تحديث المقررات والبرامج الدراسية وإدماج التكنولوجيا الحديثة والبرمجة والتحول الرقمي بالمناهج التعليمية، والتدريب العملي داخل المزارع والشركات الزراعية والمؤسسات البحثية، مع دعم الطلاب لبدء مشاريعهم الخاصة من خلال حاضنات الأعمال أو تمويلات المشروعات الصغيرة والجهات المانحة للتمويل لإعداد الخريج التنافسي.

بداية قال الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن مصر حباها الله تعالى بأشياء لم تكن لغيرها من البلاد، فلم تذكر بلد في القرآن الكريم كما ذكرت مصر سواء كان تصريحا أو تلميحا، وأن تاريخ مصر والفلاح المصري تاريخ مدون ومشهود في ذاكرة الشعوب كلها، ولا يقل القطاع الزراعي في متطلباته بالنسبة للحياة كما تتطلب الصناعة، ورغم أن هناك عزوف شديد حدث خلال 20 عام الماضية في القطاع الزراعي مما كان له أثر سيء على الزراعة في مصر، إلا أن هناك بشريات كبيرة سواء كان من توجه الدولة، أو توجه الأكاديميين أو العاملين في المجال على النهوض بالزراعة، وأن الزراعة ركن ركين في دعم الاقتصاد المصري.

وبين صديق أن التوجه في الزراعة كان نحو الأراضي القريبة من النيل فقط، ولكن الآن هناك تطور هائل في المجال بفضل العلم وتوسعت الزراعة خارج هذا النطاق، مشيرا إلى أنه كان في الماضي أي مشروع خارج نطاق العلم يكون نسبة النجاح فيه أقل من 50 %، لكن عندما يكون بالعلم والطرق الحديثة ويتدخل البحث العلمي والتجربة، تتغير النتيجة وتكون نسبة النجاح أكثر من 85 %، مبينا أن رعاية العلم والبحث العلمي في المجال الزراعي والاستثمار فيهما من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها، ومثمنا جهود كلية الزراعة جامعة الأزهر نحو التطوير من ناحية المشاركة بقوة في عقد المؤتمرات العلمية والبحث العلمي مما جعلها في المرتبة الثالثة من الكليات التي ارتقت بجامعة الأزهر.

ومن جانبه أوضح الدكتور رياض نوفل الأستاذ المتفرغ بزراعة كفر الشيخ، ومدرب المدربين بالتحول الرقمي بالمجلس الأعلى للجامعات، والرئيس الشرفي للمؤتمر، إن الدولة تسعى بجميع مؤسساتها إلى الارتقاء بحياة المواطن من خلال توفير الجودة في كل تلك المجالات، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال دور مؤسسات المجتمع المدني في المشاركة في التنمية كشريك في ذلك الوطن، له حقوق وعليه واجبات يفرضها عليه الحس الوطني، ومن بين تلك المؤسسات جمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية، والتي تسعى منذ تأسيسها إلى المشاركة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية في دفع عجلة التقدم، وتوفير بيئة جيدة للالتقاء بالعلماء والمتخصصين في القطاع الزراعي والبحث العلمي، مشيرا إلى أن للنهوض بالقطاع الزراعي يأتي من واقع المسئولية التي تقع على كاهل المؤسسات العلمية، والتي لابد أن تتكاتف معا لإحداث طفرة نوعية لتنمية الزراعة في مصر وسط التحديات التي يشهدها القطاع.

وفى ذات السياق قال الدكتور جمال عبد ربه – عميد كلية الزراعة والمشرف العام على المؤتمر، إن الكلية لها تاريخ مشرف مع المؤسسات العلمية، وإنها تسعى دائما نحو تنمية القطاع الزراعي بالمشاركة مع مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية النهوض بالزراعة والبحوث العلمية، مسلط الضوء على ما تقوم به الدولة من جهود مستمرة لتنمية القطاع الزراعي وعلى رأسها النيل المصغر على حد تعبيره في قلب الصحراء، ومحطات رفع المياه التي تم إنشاؤها، وأصبح مشروع المليون ونصف فدان زراعة واقع مشهود، وأوشك على الانتهاء فيما يعرف بمشروع الدلتا الجديدة، وإن كلية الزراعة جامعة الأزهر تسعى بجميع قطاعاتها المختلفة إلى التطوير وعمل إنجازات فاعلة لخدمة القطاع الزراعي.

ومن جانبه قال الدكتور محمد الخولى مدير معهد بحوث الأراضي والمياه، نائبا عن الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، إن القطاع الزراعي يشهد في مصر خلال السنوات الأخيرة تطورا غير مسبوق بفضل الجهود المستمرة لتحديث نظم الإنتاج الزراعي وتعزيز دوره كركيزة أساسية في بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي.

وأشار الخولي إلى أن المؤسسات الأكاديمية والبحثية وفى مقدمتها مركز البحوث الزراعية شاركت في هذا التطور عبر تطبيق أحدث الابتكارات العلمية وتقديم الحلول البحثية لمواجهة التحديات الزراعية وتحسين الإنتاجية والاستدامة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: استنباط أصناف مقاومة للملوحة والجفاف للعديد من المحاصيل، وإنتاج تقاوى الخضر بدلا من استيرادها من الخارج، واستخدام تقنيات حديثة في التسميد لترشيد استخدام الأسمدة المعدنية باستخدام أسمدة بديلة للحفاظ على صحة التربة.

فيما أكد الدكتور محمود حسانين رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر على أن الريادة المصرية في القطاع الزراعي مصدر إلهام للمنطقة العربية والعالم حيث لم تقتصر على الإنتاج فقط بل شملت الإسهام في نقل المعرفة وتدريب الكوادر والمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية لتحقيق الأمن الغذائي، موضحا أن الزراعة لم تكن يوما مجرد مهنة، بل هي شريان حياة، وأساس حضارات، ومفتاح التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ومصر بتاريخها الزراعي العريق، وبنيلها العظيم، تملك كل المقومات لتعود من جديد في الصدارة، لا على المستوى الإقليمي فقط، بل لتكون في مقدمة الدول عالميا في المجال الزراعي، مؤكدا على أن رسالتنا اليوم ومن خلال هذا المؤتمر أن نعمل معا بيد الباحث، والمزارع، والمبتكر، وصانع القرار لنحول العلم إلى تطبيق، والتوصيات إلى واقع، والتحديات إلى فرص، وأن نضع هذا الأمل وتحقيقه في اعتبارنا لمستقبل وطننا مصر.

ومن جانبها أشارت الدكتورة راجية طه نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم لشئون التعليم الأزهري، إن المؤتمر يسلط الضوء على قضية حيوية ترتبط ارتباطا وثيقا بالجانب الاقتصادي والاجتماعي ومستقبل مصر، وأن الزراعة تمثل عبر تاريخنا المجيد أحد دعائم الاقتصاد المصري، لذلك فإن تطوير التعليم الزراعي وتحسين جودته في ضوء منظومة لضمان جودة التعليم من الأهمية بمكان، ويجب أن يكون محورا رئيسيا في التنمية الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل القومي، مؤكدة على ضرورة تحديث البرامج التعليمية لمواكبة التقدم العلمي، والتوسع في التدريب العملي الميداني.
وخرج مؤتمر النهوض بالزراعة بعدد من التوصيات التي أجمع عليها المشاركون، أهمها:

رصد قائمة بتحديات التنمية الزراعية في الأراضي الجديدة وإعطاء أولوية لتمويل البحوث التي تتناولها بالدراسة مع توجيه الطاقات البحثية لكليات الزراعة والمعاهد البحثية نحو مشكلات واحتياجات التنمية الزراعية في مصر، التوسع في إنشاء مراكز إرشادية زراعية مع تعيين كوادر من الشباب المؤهلين للعمل في الإرشاد الزراعي وتدريبهم على استخدام تطبيقات الإرشاد الزراعي الإلكتروني نحو خدمة إرشادية زراعية ذكية مع وضع خطة تدريبية لها مخصصاتها المالية قبل وأثناء الخدمة لتطوير مهارات الاتصال والإقناع لدى المرشدين الزراعيين، تطوير أنظمة إنذار مبكر للأمراض والآفات عبر الذكاء الاصطناعي وتطوير منصات رقمية وتطبيقات هاتفية لتوفير معلومات فورية محدثة للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، والتربة، والمناخ، والأسعار مع ضرورة التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بوعي وأخلاقيات وحرفية لتحسين الإنتاج الزراعي، عمل بروتوكولات تعاون بين الجامعات والمراكز البحثية وقطاع الإنتاج ومؤسسات المجتمع المدني لتبادل المعرفة والتقنيات الحديثة وتشجيع الابتكار وإحداث تكامل بين الدراسة العلمية والتجارب البحثية والتطبيق العملي ونشر الوعى لتنمية زراعية شاملة، مع رفع القيود التي تعيق تسجيل وتطبيق الابتكارات الزراعية الجديدة ودعم الباحثين لإجراء البحوث التطبيقية والنشر الدولي، إنشاء قاعدة بيانات وطنية للتقاوي تسهل تتبع إنتاج التقاوي وتوزيعها العادل على مستوى المحافظات مع تشجيع القطاع الخاص والشركات الوطنية على الدخول في مجال إنتاج التقاوي بالشراكة مع مركز البحوث الزراعية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من التقاوي وعدم الاعتماد على الخارج، استخدام تكنولوجيا النانو بما يتوافق مع معايير الأمن والسلامة عند استخدامها في مجالات الزراعة من تصنيع للمبيدات وأسمدة وتطوير أنظمة ري وتحسين جودة محاصيل وتعديل جيني لبعض المحاصيل.

الجدير بالذكر أن مجموعة من شركات القطاع الخاص المصري ساهمت بدورها التنموي والخدمي في رعاية مثل هذه المؤتمرات إيمانا منهم بالمسئولية التي تقع على كاهلهم في المشاركة الفعالة في تنمية القطاع الزراعي من خلال التعاون مع المؤسسات العلمية في جميع الأنشطة والفعاليات والتدريب وغيرها، ويأتي على رأسها شركة “السلام الدولية للتنمية والاستثمار الزراعي” والتي شاركت في هذا المؤتمر كراع رئيسي، وهى شركة رائدة في مجال الأسمدة والمبيدات ولها أنشطة تجارية ومجتمعية وبحثية متميزة داخل مصر وخارجها، وهذا ما أكده الدكتور كرم الجيزاوي الاستشاري بالمكتب العلمي والفني بالشركة، وشركة السلام الدولة دائما حريصة على رعايتها وتواجدها في مثل هذه المؤتمرات لأهميتها وتميزها برئاسة الدكتور محمود محمد السيد – رئيس مجلس إدارة الشركة .

كما حرصت مؤسسة “آل البيت لإنشاء مشروعات الإنتاج الداجن والحيواني” وهى إحدى شركات مجموعة إيمان المصري جروب على رعاية المؤتمر بقيادة الدكتورة إيمان المصري رئيس مجلس إدارة المجموعة، وكذلك شركة “جرين أجرى ساينس” من الشركات الراعية للمؤتمر لحرصها على المشاركة في تنمية القطاع الزراعي من خلال التعاون مع المؤسسات العلمية، قدما للمؤتمر الدكتور أحمد حسانين الأستاذ المساعد بكلية الزراعة.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى