ماذا يعنى لفظ الأورام الخبيثة
بقلم د.جلال محمد مصطفى أبوالنجاه أستاذ الجراحة العامة رئيس قسم جراحة الأورام و الثدى و المناظير الجراحية
بقلم.د / جلال محمد مصطفى أبوالنجاه
تعريف بالكاتب
أستاذ الجراحة العامة
رئيس قسم جراحة الأورام و الثدى و المناظير الجراحية
كلية الطب – جامعة الإسكندرية
حاصل على جائزة جامعة الأسكندرية التشجيعية للبحث العلمى 2008
زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية بلندن
زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية بجلاسكو
زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية بأدنبره
سكرتير جمعية أصدقاء مرضى جراحة الأورام بالأسكندرية . ماذا يعنى لفظ الأورام الخبيثة؟
الأورام الخبيثة أو السرطان بشكل عام هو نوع من الأمراض يجعل الخلايا المصابة به تنمو وتتغيير، وتتضاعف بصورة خارجة عن نطاق السيطرة. ويعطي السرطان مسمى الجزء الذي بدأ منه، فسرطان الثدي يعني عدم انتظام نمو وتكاثر وانتشار الخلايا التي تنشأ في أنسجة الثدي.
ومجموعة الخلايا المصابة والتي تنقسم وتتضاعف بسرعة يمكن أن تشكل قطعة أو كتلة من الانسجة تدعى الأورام. الأورام إما أن تكون سرطانية (خبيثة) أو غير سرطانية (حميدة). الأورام الخبيثة تتكاثر وتدمر أنسجة الجسم السليمة. ويمكن لبعض الخلايا ضمن الورم أن تنفصل وتنتشر بعيداً إلى اجزاء أخرى من الجسم. انتشار الخلايا من منطقة في الجسم إلى أخرى يسمى ثانويات للمرض الأصلى اورام الثدى الخبيثة
سرطان الثدي Breast Cancer هو شكل من أشكال الأورام الخبيثة التي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في قنوات (الأنابيب التي تحمل اللبن إلى الحلمة) والغدد اللبنية. ويصيب النساء غالبا، و الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث. يعتبر سرطان الثدي أكثر شيوعا بمئة ضعف لدى النساء مقارنة مع الرجال. يشكل سرطان الثدي ما نسبته 22.9% من جميع أنواع السرطان التي تصيب النساء.
هناك اختلافات كبيرة بمعدلات التشخيص والبقاء على الحياة للمصابة بسرطان الثدي بناءا على نوع السرطان ومرحلته والحالة العامة للمريض و نوع العلاج المستخدم و مدى استجابة المريض للعلاج. حيث تتسم معدلات البقاء على قيد الحياة بالأرتفاع في دول العالم الغربي، على سبيل المثال أكثر من 8 نساء من أصل 10 (بالتحديد 84%) في أنجلترا اللواتي تم تشخيصهن بسرطان الثدي بقوا على قيد الحياة لمدة لا تقل عن 5 سنوات. وتنخفض هذه النسبة في البلدان النامية.
يشمل علاج سرطان الثدي الأستئصال الجراحى بصفة أساسية بالأضافة الى بعض أدوية العلاج الهرموني وعلاج كيميائي والإشعاع و العلاج المناعي. تتيح الجراحة أكبر فائدة الممثلة بزيادة احتمالية الشفاء التام بالإضافة إلى عدة تدابير من العلاج الكيميائي بعد الجراحة. وفى بعض الحالات يستخدم الإشعاع أيضا بعد الجراحة وهذا يعمل على تحسن معدلات عدم انتكاس المرض و البقاء على قيد الحياة.
علامات وأعراض سرطان الثدي:
تعتبر ظهور كُتلة بالثدى أول عرض للإصابة بسرطان الثدي. تم اكتشاف أكثر من 80% من حالات سرطان الثدي للمرأة عند شعورها بوجود كُتلة. ويتم الكشف عن السرطان بواسطة تصوير الثدي الأشعاعي. كما أن وجود كُتل في العقد اللمفاوية تحت الإبط يُمكن أن يدلُ على وجود سرطان ثدي.
عوامل زيادة أحتمالية الأصابة بأورام الثدى أو ما يسمى عامل مخاطرة. عوامل الخطر لسرطان الثدي تشمل ما يلي :
• العمر: تحدث لدى النساء الأكبر من 40 عام. معظم أنواع السرطان تتطور ببطء على مر الزمن ولهذا السبب، فسرطان الثدي هو الأكثر شيوعا بين النساء المسنات.
• العمر عند بدء الحيض: النساء اللواتي بدأن أول دورة حيض لهن في سن مبكره جدا قبل سن 12 قد يكن معرضات لزيادة طفيفة في مخاطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب تعرضهن للاستروجين بصورة أطول من غيرهن.
• العمر عند أول مولود: معامل الخطر يزداد أذا زاد العمر عند أول ولادة ناجحة عن سن 35 سنة
• عدد اقارب الدرجة الأولى اللاتي أصبن بسرطان الثدى: إن وجود إصابة أو أكثر لدى اقارب الدرجة الأولى (الام، الأخوات، والبنات) يزيد من فرص المرأه ليتطور لديها حالة سرطان الثدي.
عوامل الخطر الأخرى الأقل تأثيرا هى:
العمر عند الوصول إلى سن اليأس، كثافه نسيج الثدي على الماموجرام mammogram، استخدام حبوب منع الحمل أو علاجات الهورمونات البديلة لمدد طويلة، الأنظمة الغذائية عالية الدهون، الإشعاعات المؤينه، شرب الكحول، انخفاض النشاط البدني، والسمنةز العوامل الأخيرة لم يتمكن الباحثين من تأكيد مدى مساهمة هذه العوامل في حساب المخاطر بالنسبة للمرأة.
يمكن أيضا للطفرات الجينية ان تكون السبب في الإصابة بسرطان الثدي. سرطانات الثدي الوراثية تشكل ما نسبته 5 ٪ من جميع سرطانات الثدي. مثل الطفرات في جينات brca1 أو brca2.
الوقاية من سرطان الثدي
الوقاية من السرطان هي اجراءات تتخذ لتقليل فرص تطور حالة سرطانية. عوامل تم ربطها مع تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي:
• التمارين: ممارسة النشاط الرياضي لاكثر من 4 ساعات أسبوعياً يؤدي إلى انخفاض خطر الاصابة بسرطان الثدي.
• الحمل المبكر : النساء اللاتي يكون حملهن الأول قبل سن 20 عاماً تنخفض لديهن نسبة الاصابة بسرطان الثدي.
• الرضاعة الطبيعة: النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية من الثدي لديهن فرصة أعلى بالبقاء سليمات وتقل الإصابة لديهن بسرطان الثدي.
الفحص المبكر
تعتبر فوائد كشف سرطان الثدي المبكر لتجنب أضراره أمر هام جدا.
الفحص الذاتي للثدي: يمكنً للنساء إجراء الفحص الذاتي مرة كل شهر في اليوم السادس أو السابع من الدورة الشهرية وقد يكون ذلك على الأرجح خلال الاستحمام وذلك على النحو التالي:
الوقوف أمام المرآة وفحص الثديين إذا كان هناك أي شيء غير معتاد، تورم، ألم، إفرازات غير طبيعية..إلخ.
وضع اليدين خلف الرأس والضغط بهما إلى الأمام دون تحريك الرأس أثناء النظر في المرآة.
وضع اليدين على الوسط والانحناء قليلاً مع ضغط الكتفين والمرفقين إلى الأمام.
رفع اليد اليسرى خلف الرأس واستخدام اليد اليمنى في فحص الثدي الأيسر من القسم الخارجي وبشكل دائري حتى الحلمة مع التركيز على المنطقة بين الثدي والإبط ومنطقة أسفل الإبط.
تكرار نفس الخطوات على الثدي الأيمن.
تعاد الخطوتان السابقتان عند الاستلقاء على الظهر.
العلامات غير الطبيعية
• ورم في موضع معين
• تغير في شكل أو حجم الثدي
• انخفاض أو نتوآت بالجلد
• تغير في لون الجلد
• خروج إفرازات خاصة الإفرازات الدموية من الحلمة خلال الفحص الذاتي
واذا ظهرت أي من الحالات المذكورة يجب بمراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن لاكتشاف حقيقة المرض.
الفحص بالصورة الإشعاعية للثدي
يجرى التصوير الإشعاعي لمعاينة الأجزاء الداخلية غير الظاهرة للثدي. وتؤخذ أول صورة للمرأة عند سن يتراوح بين 40 و 45 سنة و بعد ذلك روتينياعلى فترات تترواح بين مرة كل سنة أو سنتين.
العلاج
يتم علاج سرطان الثدي – أغلب الأحيان- بعدة طرق في نفس الوقت، فاذا ما تم الاكتشاف المبكر للورم وكان حجمه في حدود 3 سم، فلا يستلزم العلاج جراحيا باستئصال الثدي كله ولكن يمكن استئصال الورم ذاته وعلاج باقي الثدي بالأشعة للقضاء على بقية الخلايا التي ربما قد تكون نشطة. أما إذا كان الورم أكبر من ذلك أو كان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية فيضاف العلاج الكيميائي والهرموني إلى سياق العلاج.
وتتركز الأساليب العلاجية لسرطان الثدي الى:
التدخل الجراحي: يعتمد على حجم الورم ومدى انتشار المرض. حيث يتم استئصال الورم فقط (إذا كان صغيرا) أو استئصال الثدي ككل
العلاج الإشعاعي: هو علاج موضعي يتم بواسطة استخدام أشعة قوية تقوم بتدمير الخلايا السرطانية لايقاف نشاطها.
العلاج الكيميائي: وهو علاج شامل يعطى بشكل دوري ويتم بالحقن عبر الوريد لقتل الخلايا السرطانية.
العلاج الهرموني: يعمل هذا الأسلوب العلاجي على منع الخلايا السرطانية من تلقي واستقبال الهرمونات الضروية لنموها وهو يتم عن طريق تعاطي عقاقير تغير عمل الهرمونات أو عن طريق إجراء جراحة لاستئصال الأعضاء المنتجة لهذه الهرمونات مثل المبايض.