مركزالقومي للبحوث: هناك احتمالات حول إمكانية استخدام الباميا في علاج الأورام
قالت الدكتورة عبير فؤاد عثمان أستاذ بشعبة الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث، إن العلم فى الفترة الأخيرة اتجه إلى البحث عن الاستفادة من المركبات الطبيعية التى تفصل من النباتات لما لها من تأثيرات فعالة فى علاج كثير من الأمراض بأقل أعراض جانبية. ونبات الباميا له أهمية غذائية ويعتبر من أهم الخضراوات التى تنمو فى المناطق الحارة المدارية وشبه المدارية، كما أنه من أهم النباتات التى تنتمى إلى العائلة الخبازية، وتتميز نباتات هذه العائلة بأهميتها الاقتصادية لاحتوائها على كميات كبيرة من الألياف الطبيعية، ولذلك فنباتات هذه العائلة تعتبر مصدر هام للألياف الطبيعية فهى تعد ثالث مصدر عالمى للألياف الطبيعية.
وأوضحت أنه رغم أهمية نبات الباميا كغذاء إلا أن الإفراط فى تناوله كنوع من الخضراوات قد يكون له أضرار على البعض، فقد يسبب مشاكل فى المعدة أو الأمعاء مثل الاسهال وتقلصات المعدة والانتفاخات، وقد يسبب تكوين حصوات فى الكلى لما به من نسبة عالية من الاكسالات. ومن الجدير بالذكر أن نبات الباميا له أهمية على مدار التاريخ فقد كان يستخدم فى الطب الشعبى، كما أنه مصدر جيد للمعادن مثل الصديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والزنك، بالاضافة الى الفيتامينات مثل فيتامين C وB وحمض الفوليك. كما أن لنبات الباميا محل الدراسة أهمية طبية فهو يخفض الكوليستيرول مما يساعد على تقليل الإصابة بأمراض القلب وله فاعلية كمضاد للأكسدة، كما أنه مفيد للقولون والمعدة، بالإضافة إلى أنه يساعد على تنظيم نسبة السكر فى الدم، ولذلك فهناك اتجاه للاستفادة من النبات فى علاج مرض السكر. ومن ناحية أخرى فنباتAbelmoschus esculentus له مكانة جيدة فى إنتاج الزيوت لاحتواء بذرتها على نسبة من الزيوت، هذا بالاضافة الى احتواء قرون النبات على نسبة عالية من الهلام النباتى.
وأشارت إلى أن البحث الذي قامت به يهدف الى دراسة المكونات الفينولية لمستخلص الميثانول والمكونات الغير قطبية لمستخلص الإيثير البترولى لأوراق نبات Abelmoschus esculentus، بالإضافة إلى تقييم نشاط المستخلصات كمضادات للخلايا السرطانية. تم عمل استخلاص لأوراق النبات باستخدام الميثانول (70%) ثم الايثير البترولى لنحصل على ثلاث مستخلصات هى مستخلص الميثانول (AME) ومستخلص الايثير البترولى (PEE) ومستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهنى (DAME)، وقد تم تقدير المكونات الفينولية فى مستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهنى(DAME) باسستخدام جهاز التحليل الكروماتوجرافى السائل المقترن بطيف الكتلة (LC/MS)، وتم التعرف على 22 مركبا فينولى منهم 7 أحماض فينولية ومشتقاتها، بالإضافة إلى 15 مركبا فلافانولى ومشتقاتهم. كما تم التعرف على 31 مركب غير قطبى فى مستخلص الايثير البترولى (PEE) باستخدام جهاز كروماتوجرافيا الغاز المقترن بطيف الكتلة (GC/MS) منها مركبات هيدروكربونية تحتوى على الأكسجين ومنها لا يحتوى على الاكسجين وأخرى نيتروجينية.
واستكملت: قد تم تحديد المركبات الأعلى نسبة ومن ناحية أخرى، تم تقييم النشاط المضاد للخلايا السرطانية لمستخلص الميثانول ومستخلص الايثير البترولى بالإضافة إلى مستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهنى لأوراق النبات محل الدراسة بتركيزات مختلفة من حيث فاعليتها ضد خلية سرطان عنق الرحم والثدى والبروستاتا والكبد، ومقارنة النتائج مع الدوكسوروبيسين كمرجع.
و قد أوضحت النتائج أن مستخلص الميثانول منزوع المحتوى الدهنى عند تركيز m 50 له أعلى فاعلية ضد خلية سرطان الكبد والبروستاتا والثدى، على التوالى (0.452، 0.289، 0.298)،
IC50: 5.2، 6.84، 7.4 µg / ml) ) بالترتيب، فى حين أن فاعليته متوسطة ضد خلية سرطان عنق الرحم عند نفس التركيز. وأظهر مستخلص الميثانول عند أعلى تركيز (ml / gµ 50) نشاطا ملحوظا (0.323، 0.297، 0.487) ضد خلية سرطان الثدى والبروستاتا والكبد، بالترتيب، كما أظهر نشاطا متوسطا ضد خلية سرطان عنق الرحم عند نفس التركيز. ومن ناحية أخرى أظهر مستخلص الايثير البترولى عند أعلى تركيز (50 µg / ml) فاعلية متوسطة ضد خلية سرطان الثدى والبروستاتا والكبد، فى حين أظهرت باقى التركيزات للمستخلصات الثلاثة محل الدراسة فعاليات متوسطة الى ضعيفة ضد الأربع خلايا السرطانية المستخدمة فى الدراسة.