مستشار المركزى للتعبئة والإحصاء:اثر كورونا على الاسر المصرية
نظّم حلول للسياسات البديلة لقاء اونلاين، بعنوان “أثر جائحة كورونا على الأسر المصرية”، تحدثت فيه د. هبة الليثي، أستاذة الإحصاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة ومستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ناقش اللقاء نتائج التقرير الصادر مؤخرًا عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حول تأثير جائحة كوفيد-19 على معدلات الدخل والاستهلاك والتشغيل في مصر.
انعقد اللقاء الأربعاء 15 يوليو 2020، لايف على صفحة حلول للسياسات البديلة على فيسبوك، وأداره د. سامر عطا الله، الأستاذ المشارك في قسم الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير وحدة الأبحاث في حلول للسياسات البديلة.
تناول اللقاء أهم الآثار الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، وعن إجراءات العزل والوقاية التي فرضتها الحكومة. وتطرق كذلك إلى وضع التشغيل والاستهلاك لدى الأسر المصرية قبل الجائحة. وتقدمت د. الليثي بتوصيات بالخطوط العريضة للسياسات المطلوبة لمواجهة فعالة لتداعيات جائحة كوفيد-19.
وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر نهاية يونيو 2020، انخفضت دخول 74% من المصريين كنتيجة لإجراءات مواجهة كوفيد-19. وقالت د. الليثي إن حوالي 33% ممن تم سؤالهم في البحث أفادوا بأن دخولهم لم تعد تكفي احتياجاتهم الأساسية منذ بدء الجائحة. وأضافت أن 56% من المشتغلين الذين شملهم المسح قالوا إنهم أصبحوا يعملون لساعات عمل أقل أو أيام أقل، وأن 26% منهم تركوا العمل نهائيًا، و18% أصبحوا يعملون بشكل متقطع.
ولفتت إلى أن “من أهم التغيرات في أنماط الاستهلاك لدى المصريين منذ ظهور فيروس كورونا هو التحول لسلع أرخص، أو بدء استهلاك سلع لم تكن مستهلكة من قبل مثل الكمامات والقفازات وأدوات النظافة والتطهير. كما خفضت حوالي 25% من الأسر استهلاكها من اللحوم والأسماك والفواكه، بالإضافة إلى تخفيض الإنفاق على المواصلات، والدروس الخصوصية ومصاريف المدارس.”
وبحسب الليثي، نصف الأسر التي تم سؤالها خلال المسح قامت بالاقتراض لتلبية احتياجاتها الأساسية منذ انتشار كورونا. وأصبحت 92.5% من الأسر تعتمد على أنواع أرخص من الغذاء، وقامت 36% من الأسر بتقليل كمية الطعام في كل وجبة كما قللت 20% من الأسر عدد الوجبات في اليوم.
ومن أهم أسباب انخفاض الدخل في ظل انتشار فيروس كورونا، بحسب الليثي، الإجراءات الاحترازية ثم التعطل عن العمل، ويأتي بعدهم انخفاض طلب المواطنين على بعض الأنشطة الاقتصادية أو تخفيض أصحاب الأعمال للأجور أو غلق الأنشطة الاقتصادية مؤقتًا أو نهائيًا.
وترى الليثي أن الانخفاض الواضح في مستوى معيشة المصريين منذ بدء جائحة كوفيد-19 يأتي في وقت لم تكن فيه معدلات الدخول وأنماط التشغيل والاستهلاك في وضع جيد من الأساس، مشيرةً إلى أن أعداد من لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية في تزايد مستمر منذ عام 2004، حتى وصل إلى 32.5% من المصريين عام 2018، كما انخفض الاستهلاك الفعلي للأفراد بين عامي 2015 و2018 بنسبة 5%، علاوة على أن 17% من المواطنين لا يحصلون على السعرات الحرارية الكافية يوميًا.كما لفتت إلى أن معدل التشغيل كان قد انخفض من 45% عام 2010 إلى 39% عام 2019، مع ارتفاع نسبة العاملين بشكل متقطع، بسبب توسع القطاع الخاص وزيادة الإقبال على الوظائف غير الرسمية.
وفي نهاية مداخلتها، أوصت د. الليثي باتباع ثلاث استراتيجيات للحد من آثار أزمة كورونا ومواجهة أي أزمات مستقبلية. أولًا، استراتيجية وقائية، تهدف لتخفيض احتمالات حدوث مخاطر والحد من آثارها، مثل إجراءات حماية البيئة والصحة العامة، وبرامج التأمين الصحي والاجتماعي، والتأمين على المحاصيل الزراعية، وإعانات البطالة، وتعزيز سياسات التعليم والتدريب. ثانيًا، استراتيجية حمائية، تهدف للحماية من آثار المخاطر والصدمات، مثل المساعدات الاجتماعية والتحويلات النقدية والوجبات المدرسية. وأخيرًا، استراتيجيات النمو، بهدف خلق بيئة اقتصادية ملائمة، تشجع على الاستثمار ومحفزة للتشغيل وتراعي العدالة في توزيع ثمار التنمية، مع التركيز على القطاع غير الرسمي والتنمية الريفية.
يمكنكم مشاهدة اللقاء بالكامل هنا والاطلاع على العرض الذي قدمته د. هبة الليثي هنا.
*****
مشروع “حلول للسياسات البديلة” هو مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، معني بتقديم مقترحات سياسات عامة للتعامل مع أهم التحديات التي تواجه المجتمع المصري، عن طريق عملية بحثية متعمقة ودقيقة، واستشارات موسعة مع مختلف القطاعات المعنية. ويقدم المشروع حلولاً مبتكرة ذات رؤية مستقبلية لدعم مجهودات صناع القرار في تقديم سياسات عامة تهدف لتحقيق التنمية العادلة في مجالات التنمية الاقتصادية وإدارة الموارد والإصلاح المؤسسي.
للتواصل والمزيد من المعلومات