إنطلاق ورشة عمل”مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحول الرقمي”
تنظمها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية
إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية تنظم ورشة عمل حول:
مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحول الرقمي
تغطية إخبارية : وفاء ألاجة
شهدت مجلة ” نهر الأمل” فعاليات ورشة العمل “مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحول الرقمي ” التى نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية برئاسة الوزير مفوض الدكتورعلاء التميمى
والتي أكد فى كلمة الأمانة العامة للجامعة على اهتمام ادرة البحوث والدراسات الاستراتيجية لعام 2022 بتناول دور الاعلام العربى فى ظل التحول الرقمى لتحقيق تطلعات الشعوب العربية فى ظل الظروف الصعبة وهنا يظهر دور الجامعة العربية فى ذكرى تأسيسها ال77 والتى تؤكد على الارتقاء بأدوارها لتعزيز التضامن العربى العلمية يأتي انطلاقا من مبادرة التحول الرقمي التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015 بوصفها جزءً من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل، ويُعد التحول الرقمي المرحلة الثالثة من تبني التكنولوجيا الرقمية، التي تمر بثلاث مراحل؛ الكفاءة أو المهارة، والاستخدامات الرقمية، والتحول الرقمي. كذلك استرشاداً بالخطة الاستراتيجية الإعلامية العربية للأعوام (2017-2021)، ومحاورها الاستراتيجية.
وقد شهد الاعلام خلال الفترة الأخيرة تطوراً ليمارس دوره فى إثارة وعى الجمهور بالقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وظهرت قدرته على الانتشار الواسع وقدرته على التأثير على الرأى العام وتشكيل الوعى الاجتماعى ، ويسهم الاعلام الثقافى ومايتضمنه من برامج ثقافية فى تشكيل الوعى الاجتماعى بجانب الأسرة والمؤسسات المدنية وغيرها ولكن زادت قوة الاعلام الثقافى خلال الفترة الأخيرة على الأفراد والجماعات بإعتبار أن الاعلام يحمل معنى سياسى وإقتصادى ويحرص الباحثين على إثارة إهتمام الجمهور بالقضايا المطروحة باعتبار أن الاعلام مصدر رئيسى للمعلومات والتعليم وتشكيل الوعى الاجتماعى.
والاعلام الثقافى يتضمن نسق الاعلام المتخصص فى الثقافة ويوجه الجمهور للإهتمام بالقضايا الثقافية والتفاعل مع كافة الأنشطة الثقافية ونقلها للمجتمع ، فالاعلام الثقافى يحدد مهمة التنمية الثقافية ويناقش كافة الظواهر على المستوى المحلى والدولى ويبرز اسهامات الخبراء والمتخصصين كما له دور فى تجدد المفاهيم وتحديد الأثر والحفاظ على الملكية الفكرية رغم تعدد القنوات الفضائية حيث تعد قنوات الاعلام المسموعة والمرئية مصدر للتوجيه للجمهور بمختلف فئاته فلاعلام ليس بمعزل عن التحولات ويشكل هوية المشاهد العربى ويعد إحدى مصادر التنشئة الاجتماعية فالمشاهد يقضى وقتاً طويلا فالثقافة البصرية تصل ل35% من الجمهور بشكل عام فالتليفزيون هو الأوسع إنتشاراً والأكثر تأثيراً وتهدف ورشة العمل إلى التعريف بالتجارب العربية الرائدة في مجال الإعلام الثقافي في ظل الرقمنة للمؤسسات الإعلامية العربية، وتداعيات التحول الرقمي على الإعلام الثقافي، وما يفرضه ذلك من تبعات تلقي بظلالها على موضوعية ومهنية الرسالة الإعلامية، كما ترصد الورشة أهم التحولات التي طرأت على شكل ومضمون المادة الإعلامية بفعل التطوّر التقني، وصولاً إلى طبيعة العلاقة مع الجمهور في العصر الرقمي، ومستقبل الإعلام الثقافي في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، وما يواكب النمو المتسارع في تلك المحاور من تطور في المشهد الإعلامي العربي والدولي. ما استدعى أن يكون تركيز هذه الورشة منصباً على تلك التحولات وتأثيرها في الإعلام الثقافي وتأثرها به؛ بهدف إيجاد الأفكار التي يمكن بها الحفاظ على مسار الإعلام الثقافي وفق الأسس المهنية والقواعد الأخلاقية من خلال طرح العديد من الأسئلة حول سبل فهم الإعلام والتعامل مع التحديات في ظل ما تبثه وسائل الإعلام التقليدي منها والحديث، وما تنشره من صور وقناعات وأفكار.
وشهدت الجلسة الأولى العديد من المشاركات تحت عنوان “الإعلام الثقافي العربي: المفهوم والمحددات وتقاطعه مع الحقل الثقافي ” ودارت المناقشات فى ثلاث محاور هم مفهوم ومحددات الإعلام الثقافي ، و تقاطعات الإعلام والحقل الثقافي ،و الإعلام الثقافي بين الحوامل الكلاسيكية والرقمية .
وأشار الدكتور محمد ابوحمور وزير المالية الأردنية للمكانة المناسبة التى ينبغى أن يصل إليها الاعلام الثقافى العربى وتداخله مع الجوانب الإقتصادية والسياسية والاجتماعية فالاعلام هو المرآة التى تعكس الصورة الحقيقية لواقع الحاه ولدينا دراسات تؤكد أن 90% من سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى والانترنت ، ومواقع التواصل الاجتماعى لها جانب سلبى وجانب إيجابى وأمكن للمتلقى عقد اللقاءات الافتراضية عبر وسائل التواصل عن بعد وأصبح الفرد مشارك وصانع للمحتوى الثقافى والاعلامى وأصبحنا نواجه وفرة فى ظل تدافع كميات هائلة من المعلومات ولكن كيف نختزله بطريقة مفيدة ليصل للقارىء العربى !
مما يستلزم إعادة النظر فى النهج الذى يمثله الاعلام الثقافى لتقليل الفجوة بين عالمنا العربى والعالم من حولنا ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد فإن أكثر من 76% من العاملين فى مجال الاعلام توجهوا للإعلام الرقمى والمنصات الإلكترونية فى ظل جائحة كوفيد 19 مما يتطلب إعادة تدريب وتأهيل الاعلاميين لمواكبة لمواكبة العصر وزيادة الوعى لنصل لاعلام يبعد عن التطرف والاستغلال من أى جانب ، وينبغى العمل وفق خطة لتوجيه الاعلام للعمل لصالح أمتنا العربية وخدمة القضايا العربية وتحسين متوى الأداء فى تناول القضايا العالمية والمحلية ومواجهة المستجدات والوصول لاعلام مسموع ومقروء يلبى كافة المتطلبات ويحقق المستهدفات ولابد من إحترام الاختلاف ونتفق على المتشابهات لنصل للتكامل والاتحاد.
وناقشت الأستاذة كوثرعبد الله الجوعان رئيس منظمة التنمية والسلام بالكويت دور الاعلام الثقافى فى مواجهة التحديات التى تفرضها عملية السلام فى ظل عالم يموج بالحروب وممارسة حرية الرأى فى مجتمع متعدد الثقافات مشيرة لاحتواء الاعلام الثقافى والمتخصص لرصد وتحليل ونقد وتفاعل للأنشطة الثقافية المتعددة فهو يسعى لمواكبة التحولات التى تمس البناء الثقافى فى القطاعات المجتمعية لتحقيق التنمية الثقافية .
ويهتم الاعلام الثقافى مستجدات الحياه الثقافية وتحدياتها على المستوى المحلى ليكون الاعلام الثقافى ضمن الاعلام الرقمى ويربط المتلقى بالحركة الثقافية لتمكين أكبر عدد من الجمهور للتفاعل مع المنتج الثقافى ومواكبة الحقل الثقافى والابداعى والفنى ويقوم بتغطية مهنية للحقل الثقافى للبعد عن النقائص وضعف المعالجة لمضامين الشأن الثقافى وربط الاعلام بالمخرجات الثقافية والابداعية وتوطيد العلاقة بين المتلقى ووسائط الاعلام فى ظل تمكن فئات واسعة من الجمهور فى إنتاج المحتوى الرقمى للدخول لعصر المعلومات وتمكين الاعلام الثقافى من إتخاذ نمط مختلف عن الأنماط الاعلامية السابقة ليئثر فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.