مفتي الجمهورية في محاضرة أمام عُمداء وأساتذة جامعة موسكو الإسلامية
مفتي الجمهورية في محاضرة أمام عُمداء وأساتذة جامعة موسكو الإسلامية
بواسطة : إسراء جمال
– سِيرة النبي كانت نموذجًا يُحتذي به في كل الأحوال والظروف
– النبي كان عنده استشراف للمستقبل ورؤية سديدة لمآلات الأمور استفاد منها علماء الأمة في العصور اللاحقة
– دار الإفتاء المصرية استفادت كثيرًا من أهمية استشراف المستقبل وأنشأت مرصدًا للتنبؤ بالقضايا التي سوف تحدث في المستقبل
– المسلمون حاربوا بجانب النجاشي المسيحي في جيشه النظامي وهذا يدل على الاندماج الإيجابي في التعايش
– وثيقة المدينة المنورة تعدُّ أعظم وثيقة تعايش وسلام عرفتها البشرية
– الإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وَسِعَتْ كلَّ المِلل والفلسفات والحضارات وشاركت في بنائها كل الأمم والثقافات
– إصدار الفتاوى من أهمِّ خطوات الفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث
– الدين الإسلامي جاء لتحقيق مجموعة من المقاصد على رأسها عبادة الله والتزكية الروحية وعمارة الأرض وتحقيق الاستقرار
– الدين قادر على توفير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه العالم
– من اللازم المشاركة والمساهمة في إنتاج ثقافة سلام عالمية على نحو فعَّال ومتقدم
– المحافظة على الهُويَّة بمكوناتها الحضارية والتاريخية قضية مهمة جدًّا في حفظ شبابنا وبناء وعي صحيح في نفوس الأجيال القادمة
– لا بدَّ من قراءة جديدة للموروث الفقهي وَفق المستجدات لتفويت الفرصة على المتربصين بالتراث
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت نموذجًا يحتذي به في كل الأحوال والظروف، وأنه عليه الصلاة والسلام كان عنده استشراف للمستقبل ورؤية سديدة لمآلات الأمور، استفاد منها علماء الأمة في العصور اللاحقة.
وأضاف -في محاضرة ألقاها فضيلته أمام عمداء وأساتذة جامعة موسكو الإسلامية- أن دار الإفتاء المصرية استفادت كثيرًا من أهمية استشراف المستقبل عن طريق إنشاء مرصد متخصص للتنبؤ بالقضايا التي سوف تحدث في المستقبل بناءً على قراءة رشيدة للواقع.
وأوضح فضيلة المفتي أنَّ من الملامح الفريدة في حياة النبي أنه لم يخرج من مكة -وهي وطنه الذي وُلد فيه- إلا مكرهًا، وقال قولته الشهيرة: “ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت”، وهذا يدلُّ علي حبِّه الشديد للوطن، وأنه لا تعارض بين الدين والوطن.
وذكر من الدروس المستفادة كذلك من إرسال الصحابة إلى الحبشة وجود نماذج متعددة للتعايش، والمسلمون يستطيعون العيش تحت أي ظروف؛ حيث عاشوا في مكة وهم أقليَّة، وعاشوا في الحبشة وهي نصرانية، وهناك روايات بأن المسلمين حاربوا بجانب النجاشي في جيشه النظامي، وهذا يدل على الاندماج الإيجابي في التعايش.
وأكد مفتي الجمهورية أنَّ وثيقة المدينة المنورة تعدُّ أعظم وثيقة تعايش وسلام عرفتها البشرية، وصارت بعد ذلك نبراسًا يُقتدى في التوفيق بين الأطياف المختلفة التي تحيا في مجتمع واحد، فالإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وَسِعَتْ كلَّ الملل والفلسفات والحضارات وشاركت في بنائها كل الأمم والثقافات.
وشدَّد مفتي الجمهورية على أن إصدار الفتاوى من أهم الخطوات للفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث، وليس كما يفهم البعض في الغرب أنها مجرد أحكام سياسية من قِبل قادة الدول.
وأوضح فضيلته أنَّ الدين الإسلامي جاء لتحقيق مجموعة من المقاصد على رأسها عبادة الله والتزكية الروحية وعمارة الأرض وتحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أنَّ الليث بن سعد فقيه مصر كان له دَور مجتمعي كبير، وكانت له فتوى مهمة حول حماية الكنائس في الإسلام واعتبرها من عمارة الأرض.
وأكد فضيلة المفتي أنَّ الدين قادر على توفير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه العالم، وأنه من اللازم المشاركة والمساهمة في إنتاج ثقافة سلام عالمية على نحو فعَّال ومتقدم.
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن قضية المحافظة على الهُوية بمكوناتها الحضارية والتاريخية قضية مهمة جدًّا في حفظ شبابنا وبناء وعي صحيح في نفوس الأجيال القادمة.
وحول التراث الإسلامي وتجديد الخطاب الديني أكَّد فضيلة المفتي أنه لا بد من قراءة جديدة للموروث الفقهي وَفق المستجدات لتفويت الفرصة على المتربصين بالتراث، مشددًا على أننا في خطابنا الديني لا بدَّ من التفريق بين الدعوة لهدم التراث بالكلية، وبين التجديد الذي يهدُف إلى تنقية التراث ممَّا علق به، ويضيف إلى هذا الموروث الديني ما يحتاج إليه العصر.