مقالات

فن التجاهل فى التربية الاعلامية

بقلم .عبير سلامة

“لابد من الاعتراف بأن للاعلام دور هام جدا في التأثير على قناعات وقيم المجتمع وبالتالى ممكن ان يغير من سلوكه وذلك اما بالتأصيل لسلوكيات وعادات موجودة بالفعل او استحداث عادات وسلوكيات جديدة سواء بالسلب او الايجاب، لذلك يجب على صانع المحتوى الاعلامى ان يكون لديه فن ومهارة انتقاء الاحداث التى يتناولها،

فالتجاهل احيانا يكون هو التفاعل الامثل للحدث بعكس ما يظنه البعض فليس كل حدث يستحق ان يتم تناوله اعلاميا فهناك احداث كثيرة من حولنا تسليط الضوء عليها يضر اكثر بكثير مما ينفع، التجاهل يكون فى كلا المرحلتين

المرحلة الاولى: “صناعة المحتوى الاعلامي”

أنا هنا لا اتكلم عن التضليل الاعلامى بنشر الاخبار الكاذبة او الملفقة فهذا بديهى وكل المواثيق الاعلامية تندد به ولكن اتحدث عن تجاهل الحدث الصادق والصحيح مائة بالمائة فهنا يجب ان نحكم الضمير، العقل ونتسال ماهى الحكمة من النشر؟ وهل هذا المحتوى يفيد ام يضر؟ هل نشره يؤثر سلبا على العلاقة بين الشعوب مثلا؟ اويزيد من حدة الصراعات؟، يسبب مشكلة طائفية؟، يؤصل لسلوك سلبى فى المجتمع؟، يشوه قدوة؟، يعمل على التفكك الاسرى؟ او يحث على العنف؟

فبعض ماينشر حتى لو كان مستهجنا ومستنكر في بادئ الامر ولكن مع تكراره وانتشاره يصبح مألوفا بين الناس، ثم يحدث تغير فى القيم مما يؤدى الى تغير السلوك الي ان يأتي اليوم، الذى يعمل بما كان مستنكر وهذا ما يسمى التاثير التراكمى.

فنجد من اسباب النشر العبثى اما بهدف الرواج والشهرة او على سبيل التسلية والمزاح او الفكاهة، لذلك يجب على كل من يدير المنصة الاعلامية او الصحيفة او الناشر على صفحات التواصل  الاجتماعى ان يكون على وعى بذلك.

ثانيامرحلة تجاهل المحتوى الاعلامي بعد النشر:

اولا يجب توعية المتلقى بضرورة التعرف على ملاك الوسيلة الاعلامية التى يتابعها لمعرفة اهدافهم واتجاهاتهم الفكرية وانتمائتهم، لانهم يبثوها فى ثنايا خطابهم االعالمى، ثم يأتى التوعية بأهمية التجاهل التام لكل محتوى ضار او غير اخلاقى، وذلك بعدم المشاركة او كتابة تعليقات او التفاعل معه لأن كل ذلك يزيد من نشر المحتوى بدلا من اندثاره، فبتجاهل النشر العبثى يندثر السئ وينتشر الحسن ويعم وهذا مانرجوه، فلنجعلها دعوة لنشر كل حسن وابرازه وتجاهل كل سئ، واخيرا اختتم بقول سيدنا عمر بن الخطاب: “أحيوا الحق بذكره، وأميتوا الباطل بتركه”.

كانت هذه ورقة عمل قدمتها مديرالتحرير التنفيذى لمجلة وموقع نهر الامل خلال ورشة عمل متخصصة بشـأن” التربية الإعلامية: تحديات وأفاق”، حيث عقدت في رحاب الأمانة العامة للجامعة، تحت رعاية معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط وأدارها الوزير المفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية والمسئولين بقطاع الاعلام والاتصال بالجامعة .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى