ندوة دور المجتمع المدني من الوعي إلى السلوك
د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية: - نعيش هجمة أصولية ظلامية تحتاج إلى المواجهة بالتنوير - التغيير يتطلب بناء نسق ثقافي مغاير للثقافة والتعليم
في ندوة دور المجتمع المدني من الوعي إلى السلوك
د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية:
– نعيش هجمة أصولية ظلامية تحتاج إلى المواجهة بالتنوير
– التغيير يتطلب بناء نسق ثقافي مغاير للثقافة والتعليم
قال الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأن الأزمة والإشكالية التي تعوق جهود تقدم العمل المتنامي في مجتمعنا تتركز في معركتين: الأولى “معركة الوجود”، في مواجهة الإرهاب الأسود والتي يحقق فيها جيشنا العظيم بطولات وتضحيات بلا حدود، والمعركة الثانية هي “معركة التقدم” أو معركة البناء والتنمية التي تحقق فيها مصر انجازات غير مسبوقة. مؤكدا أن العدو في المعركتين واحد يتمثل في هجمة أصولية ظلامية تنشر التطرف الديني والإرهاب بأوهام امتلاك الحقيقة المطلقة، والتي غالبا ما تكون حائط الصد الأول المانع من إنفاذ القوانين ونظم الحماية، بل ويتم دعم الثقافة الذكورية التي ترى النساء كيانات ناقصة وأشياء تستهلك، فتعنف المرأة في المنزل حيث يجب أن يكون المكان الآمن لها، ويستباح التحرش بها خارج أسوار المنزل باعتبارها شيئاً للاستهلاك.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها الدكتور حسن البيلاوي بعنوان “بناء الوعي: المعرفة وقيم وسمات الشخصية الحداثية” في الندوة الافتراضية “المجتمع المدني المصري من المعرفة الى السلوك” التي نظمها منتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة، برئاسة الدكتور نبيل صموئيل عضو المجلس القومي للمرأة ومقرر لجنة ومنتدى المنظمات الأهلية، وبمشاركة عدداً من أعضاء وعضوات اللجنة، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث أبرز د.حسن جوانب الأزمة والإشكالية الثقافية التي يعيشها المجتمع، موجها اللوم لرجال الصناعة والاقتصاد الذين لا يكترثون بعامل التنمية الثقافية وإشاعة التنوير وإعمال العقل بين الجماهير، محذرا بإنه يجب ألا يلوموا إلا أنفسهم حينما يفيقوا على صوت ارتطام أحلامهم الاقتصادية على صخرة التخلف الثقافي والدوجماطيقية الأصولية التي عششت بين جماهير الناس.
وعن ظاهرة غياب الوعي والمعرفة أكد الدكتور حسن البيلاوي أن الوعي لا يغيب عن إى إنسان، ويظل السؤال أي نوع هو من الفكر والمعرفة والوعي نريد؟ فهناك معرفة صريحة وأخرى مضمرة، وهى تلك المكتسبة من التنشئة اليومية والمعايشة. مضيفا سيادته أن هذا النوع من المعرفة المضمرة في عقل الفرد والتي يشترك فيها مع بقية أفراد المجتمع هى التي تشكل بنية العقل وتوجه ادراكاته إذاء معنى العالم والحياة والإنسان والمجتمع، إلا أن المعرفة المضمرة ببنيتها الأصولية الماضوية تشكل ما نطلق عليه “الهيمنة الثقافية” التي تعوق إعمال العقل في النقد وفي النص المقروء أو المكتوب، وتعوق عن الكشف عن المجهول في سبر أغوار مكنون الطبيعة والمجتمع، الذي هو أساس تقدم العلوم والعمران.
وخلال محاضرته ركز الدكتور حسن البيلاوي على ما قامت به أوربا من حركات تنويرية، وكذا تجربة أمريكا اللاتينية وما قامت به من تغيير، مشددا على ضرورة الاستفادة من هذه التجارب في مواجهة الهيمنة الثقافية من خلال بناء تصورات وإدراكات وقيم وثقافة تَقَدُم تساعدنا على التحرر في مسار تقدم الإنسانية، وتعتمد على الديمقراطية كأسلوب حياة وحوار، وتساهم في تجديد الحضارة الكونية لتكون أكثر إنسانية وأكثر حرية وأرحب عدلاً، ولا يتأتي ذلك إلا بإطلاق شعلة التنوير وتحرير عقل الفرد.
من هذا المنطلق، أضاف الدكتور حسن البيلاوي بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية لطالما نادي بتعاون المنظمات الأهلية والحكومية لمواجهة أزمات المنطقة، ويسعى حاليا إلى بناء نسق متكامل من الفكر والممارسة لتنمية الطفل وبناء بيئة اجتماعية ثقافية للتنشئة: شعارها “عقل جديد لمجتمع جديد في عالم جديد”.
تم خلال الندوة التأكيد من الحضور على أهمية إحداث تغيير قائم على وجود ثورة في التشريعات والقوانين، وتجديد النسق الاجتماعي والثقافي القائم على التنوير، وذلك لن يتأتي إلا من خلال تجديد التعليم النظامي وغير النظامي والإعلام، والاهتمام بالتصنيع والصناعات الصغيرة والزراعات الريفية، بما يسهم في التنوير ورفع الوعي ونشر ثقافة التقدم.
القاهرة في: 4/8/2020