وزير الأوقاف: نواجه الاستخدام السياسى لجماعات التطرف
خلال كلمته في المؤتمر العالمي الأول لمركز سلام:
مجلة “نهر الأمل” تشهد فعاليات مؤتمر دار الافتاء :التطرف الدينى ..المنطلقات الفكرية واستراتيجية المواجهة
وزير الأوقاف: نواجه الاستخدام السياسى لجماعات التطرف
الدكتور أسامة الأزهري خلال كلمته في المؤتمر العالمي الأول لمركز سلام:
– مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف
تغطية إخبارية : وفاء ألاجة
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف نائباً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي فى المؤتمر الدولى الأول لمركز سلام لدراسات التطرف تحت عنوان”التطرف الدينى ..المنطلقات الفكرية وإسراتيجية المواجهة ” إن أخطر تحد يواجه عالمنا اليوم هو الاستخدام السياسي لجماعات التطرف وتوظيفها في هدم بعض الدول أو إفشالها أو إضعاف قدرتها
وأضاف جمعة خلال مؤتمر التطرف الديني، أننا نؤمن بأهمية التفكيك بين الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة، معقباً: “لا يجب أن نقف عند حدود هذا التفكيك، حيث يجب أن ندخل مع ذلك في صميم المواجهة وهي عملية البناء والتحصين وسد الفراغات وتضييق الخناق على جماعات أهل الشر، وبالتالي نتحول من رد الفعل إلى الفاعل”
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا ندرك جميعاً أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق أو تقاعسهم، موضحاً أنه إذا قصع أصحاب الحق في حقهم تمادى أهل الباطل في باطلهم، وأن الصراع بين الحق والباطل طويل ومديد ،وعلينا أن ندخل فى صميم المواجهة ونقوم بعملية البناء والتحصين وسد الفراغات والمنافذ وتضييق الخناق على أهل الشر ، فنتحرك لبناء مجتمعات قوية قادرة على الصمود من خلال العناية بالنشء والشباب وتحصينهم من الفكر المتطرف وتبصيرهم بالتحديات الراهنة وبناء شخصية قادرة على مواجهة الارهاب والتطرف ،وأضاف “جمعة” أن تحديات المجتمعات والدول قد تختلف من آنٍ إلى آخر، لكنها لا تنتهي، فما دامت المجتمعات والدول قائمة، فالتحديات قائمة، وإن اختلفت من وقت إلى آخر
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ورئيس مركز سلام، أن مؤتمر سلام الدولي سيعمل على مناقشة أطروحات التطرف المُبررة لجرائمه، وتفكيك هذه المقولات والمفاهيم والرد عليها، وترسيخ قيم السلام والتعايش والتفاهم بين الشعوب والحضارات.
وأشار مستشار مفتي الجمهورية إلى أنَّ مركز سلام يسعى إلى إنشاء مظلَّة جامعة لكلِّ مراكز الأبحاث المعنية بمكافحة التطرف، يكون مقرها مصر، اتساقًا مع الدَّور الكبير الذي تقوم به مصر في العديد من المجالات، ومن أهمها الخبرة المصرية في مكافحة التطرف.
جدير بالذكر أنَّ “مركز سلام لدراسات التطرف” هو مركز بحثيٌّ وأكاديميٌّ يتبع دار الإفتاء المصرية، وهو معنيٌّ بدراسة التطرف ومناهج مكافحته والوقاية منه، ويسعى إلى تأصيل فلسفة الدولة المصرية ودار الإفتاء في نطاق المواجهة الفكرية والدينية الشاملة المتعلقة بقضية التشدد والتطرف
قال فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري -مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: إنَّ أخطر ما نواجهه جميعًا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جرَّاء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة
وأضاف خلال كلمته في فعاليات الجلسة الافتتاحية في مؤتمر دار الإفتاء العالمي الأول لمركز سلام لدراسات التطرف: لقد واجهنا جملة أفكار متطرفة كثيرة على مدار سنوات ماضية تستخدم مصطلحات ومفاهيم مغلوطة، مشيرًا إلى أن تلك التيارات الـ 40 تبدأ بجماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بجماعة التكفير والهجرة والجماعات الإسلامية. وقد توصلنا إلى أن تلك التيارات تنطلق من عدد من المصطلحات والأفكار من بينها عدة منطلقات وقواسم مشتركة، وهي 7 أفكار محددة، فلا يخرج إرهابي قط إلا وقد عبر على تلك الأفكار، وأبرزها: فكرة التكفير، والجاهلية، وفكرة الولاء والبراء، وحتمية الصدام وغيرهم من الأفكار
وأكَّد أنَّ مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف، كما أشار إلى أن مواجهة الإرهاب ليست من التجديد في شيء، إنما هي إطفاء للنيران وواجب وقتي لتحقيق مقاصد الشريعة، وينبغي أن نشارك العالم حولنا فيما يشغلنا من هموم
وتابع: نحن -المسلمين- في حاجة إلى أن نقدم أطروحة ناجحة لمكافحة التطرف، وأن نساهم مع العالم في قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة وصناعة القيم وبناء الحضارة. ولفت النظر إلى أنَّ مصر والأزهر الشريف ودار الإفتاء وعلماء مصر كانوا لكم ولدولكم سندًا وعضدًا وقوة لكل الدول الشقيقة، واليوم نجتمع لنحتفل بإطلاق مركز سلام الذي يأتي خطوة يسعد بها كل مخلص مؤتمن على الشريعة، حتى نتصدَّى لخطر الإرهاب وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية
واستطرد: نحن نريد أن نتشارك مع الأمم المتحدة في دراسة معمقة وندوات، والاشتباك مع رؤية الأمم المتحدة التي تطلق شعار: “لا للجوع”، ونحن نقول: إنَّ هذا الدين جاء رحمة للعالمين، ونحن ندعو الدنيا إلى زيادة الإيمان والحفاظ على الأوطان متمنين لمركز سلام التوفيق في رسالته .
وأشار السفير أحمد سيف الدولة – رئيس قسم المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن ، إن الخطر العالمى الذى يشكله الإرهابيون الإجانب، شجع مجلس الأمن لقراره عام 2014 الدول على وضع استراتيجيات للتصدى للخطاب المقترن بالعنف والذى قد يحرض على ارتكاب أعمال إرهابية. الإرهابيون يبرعون في تحريف الدين لاستغلاله فى تحريض المناصرين والمقاتلين ، وجاء قرار مجلس الأمن رقم 16 لسنة 2005 لرفض المحاولات الرامية لتبرير العنف والارهاب والتى تحرض على مزيد من تلك الأعمال بموجب القانون الدولى القائم على احترام حقوق الانسان ودعا لتعزيز الحوار .
وأضاف “سيف” أن مجلس الأمن الدولى حث فى العديد من القرارات على أن تتبنى الدول أستراتيجيات وطنية شاملة ومتكاملة لمكافحة الإرهاب، والتى تشارك فى تنفيذها جميع طوائف المجتمع وذلك للتصدى للإرهاب من خلال منهجية شاملة وفقاً للقانون الدولى وقانون حقوق الإنسان الدولى.
وأن من أبرز الطرق التى رد فيها مجلس الأمن على الإرهاب كان اعتماده على العديد من القرارت الملزمة للدول الأعضاء للأمم المتحدة، والتى تبلغ حوالى 23 قرارا تم تبنى أغلبها فى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ومن ثم فهى ملزمة لكافة دول العالم باعتبار أن الإرهاب تهديداً للأمن والسلم الدوليين وليست دولة واحدة، وأن هذه القرارات تعتمد على تعزيز التعاون الدولى بين الدول واتخاذ عدة تدابير بدون ارتكاب أعمال إرهابية أو التحريض على عملها، كما أنه لا يمكن ولا ينبغى ربط الإرهاب أى دين أو جنسية و أو حضارة ، وشدد مجلس الأمن على دور الاعلام والمجتمع المدنى والدينى والمؤسسات العلمية لتشجيع قيم التسامح والتعايش وتهيئة بيئة تقضى على الارهاب.