كلمة وزير الدولة لإعلام فى ندوة التعاون العربى الصينى
مسئوولية الإعلام فى تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة فى ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)
كلمة الأستاذ / اسامة هيكل وزير الدولة لإعلام
فى الدورة الرابعة لندوة التعاون العربى الصينى فى مجال الإعلام
بعنوان : مسئوولية الإعلام فى تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة
فى ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)
السادة الوزراء ..
السيد قيس العزاوى الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية
السادة المتابعين لهذا المؤتمر ..
اسمحوا لى اولاً بالإشادة بتجربة الصين فى السيطرة والحد من إنتشار فيروس كورونا المستجد .. وأبدأ كلمتى بالتأكيد على عمق العلاقات العربية الصينية
وهى علاقات تاريخية وعميقة .
وتلعب وسائل الإعلام المختلفة أحد أهم الأدوار فى تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين العربى والصينى .
وقد أوقف فيروس” كوفيد 19 ” الحياة فى معظم أنحاء العالم مما أثر على جوانبها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية خلال العام الماضى … ورغم أنها جائحة ، ورغم آثارها السلبية ،إلا انها جاءت فرصة لوسائل الإعلام لإستعادة ثقة متابعيها حيث أن من خضعوا للعزل أو الحظر لم يكن أمامهم سوى وسائل الإعلام
التى يستقون معلوماتهم منها .
إن مشكلة فيروس كورونا لاتقتصر على البلد المتأثر به ، ولايمكن إدارتها بصورة منفردة ، بل لابد من التعاون وتضافر الجهود بين العالم كله من أجل التصدى بشكل كاف لهذا التهديد الذى يمس البشرية كلها .
والجدير بالذكر أن هذه الأزمة ليست ملائمة لتحقيق السبق الإعلامي ، ولكنها فترة تضامن والعمل بعمق وإنكار للذات حيث أننا نخاطب جمهور أو نكتب لقراء وليس لأجندات سياسية أو لمصالح خاصة.
وعلى وسائل الإعلام تحمل المسئولية وتحرى الدقة والمصداقية فى نقل الأخبار الخاصة بالفيروس وعدم نقل الأخبار المضللة أو المساهمة فى نشرها .
فمثلاً ماقامت به بعض وسائل الإعلام الدولية والتى أوردت أن الفيروس التقطه شخص تناول حساء خفاش فى الصين وهذه المعلومات تناقلتها بعض وسائل الإعلام العالمية ، ولكن أحداً لم يقدم لنا الدليل على هذا الكلام .. ولا أحد يمتلك الحقيقة حتى الأن .
والحقيقة أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد … ولكنه استفحل بشكل كبير للدرجة التى نشاهدها الأن فى الحروب الإعلامية على وسائل التواصل الإعلامى ، ووسائل الإعلام المختلفة حول درجة أمان اللقاحات المنتظرة والمخاوف
التى نسمعها عن عدم خضوع هذه اللقاحات للتجارب الكاملة .. حتى ان المثار حالياً أن بعضها – وأمام الضغط العالمى والإعلامى – سيتم منحه
” موافقة طوارئ” من منظمة الصحة العالمية .. وهذا ما يعنى أن كل إنسان سيتعاطى هذا اللقاح سيكون على مسئوليته الشخصية دون أى مسئولية على منظمة الصحة العالمية أو الشركة منتجة اللقاح ..حيث أن ” موافقة الطوارئ
“لا تعنى أن اللقاح مر بالتجارب اللازمة .
وهذا ما نحتاج لمصارحة المواطنين به كمسئولين وكوسائل إعلام دون بث روح الإحباط لدى الناس وهذه معادلة صعبة .
ومع استمرار انتشار الفيروس ، تتزايد أعداد الإصابات والوفيات ، وتغلق المدن والدول ، ويضطر العديد من الأشخاص إلى العزلة الذاتية ، ولكن وسط كل هذه الأخبار المقلقة والمؤلمة ،هناك حاجة ملحة إلى نشر الأمل والتفاؤل ،وليس لترويج الشائعات والمعلومات المضللة التى قد تؤدى إلى تفاقم المشاكل والأضطرابات النفسية ،بينما يؤدى الأمل والتعاطف والإستعداد للمساعدة والتصرف بمسئولية والإستماع للإرشادات والنصائح الصادرة عن العلماء والجهات الصحية إلى إيقاف تفشى المرض.
فى النهاية هذا الفيروس لا يعرف الحدود ، ولن نستطيع هزيمته الا بالجهود الدولية المتضافرة … فهو ليس شأناً محلياً يخص دولة بعينها … ولكن شأن يخص البشرية كلها فلنعمل جميعاً على نشر رسائل الأمل والتفاؤل والإيجابية كعامل وقائى ضد فيروس كورونا.
وندعو المواطنين فى كل بلاد العالم للصبر والإلتزام بالإجراءات الإحترازية اللازمة وإرتداء الكمامات والبعد عن التجمعات كحل وحيد متاح حتى يصل العلماء لنتائج علمية موثقة وآمنه ، ولا أعتقد أن اللجوء للإغلاق التام أو الجزئى سيكون مفيداً للبشرية إذا اضطر العالم له مره أخرى .
والذى يدعو للتفاؤل هو ذلك السباق العلمى بين شركات الدواء لإنتاج اللقاح .. فلندعهم يعملوا فى هدوء ودون ضغط حتى نصل لحل آمن للبشرية كلها .
#مجلةنهرالامل