بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم د.محمد شمس
رئيس مركز إستشارات الجدوي اﻹقتصادية بجده
ياليت الشباب 🌹لا🌹 يعود اليوم ولا غدا
تغني الشعراء والشياب بعودة الشباب رغبة في القوة والحيوية والنشاط كارهين إشتعال أمهات رؤوسهم بالشيب و مشتاقين لخوض جوارحهم دهاليز متع الحياة. ولكنهم نسوا او تناسوا ماهم عليه الآن من متع قطوفها ثمار إنجازتهم التي آتت أكلها بعد كفاح طويل. ولعلي قد بصرت بما لا يبصر به الكثيرون او حتي البعض و عشقت بما أنا فيه حاليا من العمر متمتعا بشيبتي غير متمنيا العودة الي ربيع شبابي. فكفايا كفاح غمره عسل لفترة يسيرة و مر لأزمنة طويلة توجتها عصامية موفقة. فلعلي أعود بذاكرتي الي الوراء لما مررت به خلال مراحل الحياة المتباينة في حلوها ومرها. فلنبدأ بالمرحلة الدراسية في طريق ممل وطويل من بداية نعومة الروضة الي قسوة حقبة الدكتوراة فكان ملؤه ظلمات الليل و طول النهار بين الكتب والمراجع وصعوبة الإختبارات و ملل الأبحاث في برودة شتاء القاهرة بمرحلة البكالريوس وبحرارة صيف أريزونا و تكساس في مرحلتي الماجستير والدكتوراة. ويستمر الطريق الي المرحلة الوظيفية ابتداءا من وزارتي الزراعة والتجارة بالرياض فجامعة البترول و أرامكو بالظهران تلاها انشاء مركز الإستشارات الإقتصادية في جدة فكانت مرحلة شاقة لكن غنية بالثمار. وناهيك عن المرحلة الإجتماعية وهي العسل الذي أختلط بالمرارة تارة وبأحلي الحلاوة تارة أخري فمن زوجة من الغربية إلي ثانية من الوسطي ثم ثالثة جنوبية من أبها وكانت هي الأبهي بعسل طعمه ليس بمر أوي 🍇. هذا وقد كادت الرابعة تقع علي مشارف فؤادي حيث حامت حول قلبي لتكسر طوق العزوبيةحاملة شربة الحريرة بيد وقدر الكسكسوه بيدها الأخري و فوق رأسها تحمل البسطيلة لولا أن خاب سحرها ..(مش مغربية 😜). هذا وقد تزينت هذه المرحلة بإنتاج زهور حياتي من الأبناء والبنات وما تخللها من مشاق تربيتهم و دراستهم ثم زواجهم وأخيرا دخلت في أجمل المراحل و أحلاها وهي رؤية الأحفاد واللعب معهم قرة عينى وملئ فؤادي فكانت مرحلة الشيبة هي ليلتي وحلم حياتي.
فما فائدة عودة الشباب اليوم أيها الشياب؟ فهي خسارة لثمار كل المراحل بعاليه من وظائف وشهادات عاليا وأبناء وأحفاد. فهل عودة الشباب يغنيني عن ما بي من نعمة الأب والجد وحرف الدال المتعوب عليه والمصاحب لإسمي؟. فبعدا للشباب ومرحبا بالشيبة. فيا أيها الشياب لا تتغنوا بعودة الشباب فأنتم في نعمة الحصاد والحمد لله العالمين.