الاخبارالمرأه والطفلتعليم

يعقوب الشارونى :تميز عدد كبير من كتابات مبدعى أدب الأطفال المعاصرين

فى ندوة عن “الكتابة للطفل بين ثلاثة أجيال”

يعقوب الشارونى :تميز عدد كبير من كتابات مبدعى أدب الأطفال المعاصرين

نحتاج إلى حركة نقدية لتقويم أدب الأطفال وإكتشاف الموهوبين

ناشرة لبنانية:أرفض العنف فى كتب الأطفال

 

عقدت ندوة كتاب “الطفل العربي بين أجيال ثلاثة” بقاعة لطيفة الزيات، في اليوم الثالث على التوالي لمعرض الكتاب الذى عقد فى يناير الماضى، وحاضر فيها يعقوب الشاروني، والدكتورة شيرين كريديه من لبنان وسماح أبو بكروأدارت الندوة الدكتورة سهير المصادفة وناقش الحضور أسباب عدم الإهتمام بأدب الطفل وكيفية العمل على إزدهار هذا الشكل الأدبي في العالم العربي.

وأشادت سهير المصادفة بدورالإمارات في العناية بنشر كتب الطفل، ثم انتقلت لموضوع الندوة وقالت: إن للكتابة للطفل أدواتها التي إختلفت منذ الكتابة على الجدران إلى البرديات إلى الكيبورد، وإستغرقنا في التكنولوجيا الحديثة رغم أننا لم نصنعها ولا نقرأ للطفل على عكس الغرب صانع التكنولوجيا، وقد إنبثق الجيل الأول من حكايات الشعوب وإشتبك معها مثل بيضاء الثلج وذات الرداء الأحمر والجيل الثاني بدأ يضع قواميس لإثراء اللغة العربية والجيل الثالث يحاول وضع قاموس للتعامل مع الكمبيوتر.

ونجد أن القصص العربية الحديثة والمعاصرة نماذج إنسانية حية لشخصيات من الفتيات والسيدات لهن أدوار فى الحياة لاتقل عن الرجل وقد إستفدن من قدراتهن إلى أقصى درجة لتحقيق نوع من المساواة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل .

وقال يعقوب الشاروني: إعتمد كامل الكيلاني في أدبه الموجه إلى فئة الطفل على التراث العربي والتراث العالمي، حيث إستلهم مجموعة من القصص التي قدمها من الأساطير القديمة وقصص كتاب ألف ليلة وليلة وغيرها، حيث عمل الكيلاني على إحياء التراث العربي وإعادة صياغته بصورة سهلة ومبسطة يمكن لعقل الطفل أن يستوعبها ويفهم محتواها، كما أن من أهم العوامل المميزة لأدب كامل كيلاني هو أنه ساهم في الإرتقاء بالجوانب الأخلاقية لدى الطفل ولكن بصورة غير مباشرة، أي دون أن يستخدام أسلوب خطابي مباشر أو أن يتقمص دور الواعظ.

ويأتى كتاب “كليلة ودمنة”فى قمة الكتب التى إنتشرت حكاياتها فى كل أنحاء العالم ,وقد صيغت على ألسنة الحيوان والطير لتقدم أبلغ صور الحكمة ,وتكون مرشداً للحكم الرشيد والأخلاق الفاضلة ,وقد لاتسبق حكاياته فى الشهرة إلا “حكايات إيسوب” اليونانى (600سنة قبل الميلاد),ومع إن هذه الروائع كان مقصودا بها مخاطبة الكبار ,فقد أعيدت صياغة الكثير منها حديثاً لتناسب الصغار,ولقد إهتم كامل الكيلانى بحكايات الحيوان وكتب سلسلة تحت عنوان “أساطير الحيوان”منها: “الأرنب العاصى” وتدور حول جزاء عدم طاعة نصائح الجد و”إنتقام سوسنة”وتدور حول إنتقام الأرنبة سوسنة من الذئب والثعلب وقتلهما,و”حبة التوت” حول حبة التوت التى وقفت فى حلق الكتكوت الصغير وقيام الأم الدجاجة بالبحث عن ماء لعلاج إبنتها,ومن الواضح أن الكيلانى كان يهدف الى توصيل رسالة أخلاقية مثل الطاعة والتعاون ومساعدة الصغير وإن كنا نقف أمام فكرة الإنتقام التى لابد من إبعادها عن أدب الأطفال لتحل محلها فكرة العقاب .

إننا بعد كامل كيلاني الذي لم يكتب عن الحياة المعاصرة ولكنه كان يستلهم كتبه للأطفال من التراث والأساطير ولم يغير في جوهرها، أصبحنا نقلد الشباب في كتابة القصص لنصل إلى عقلية هذا الجيل الذي يتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وأضاف أنه تم اكتشاف أدب الأطفال عند الفراعنة بين كراسات المدارس وليس على جدران المعابد.

وينبه الشاروني إلى أن كتاب الأطفال يتعاملون مع الطفل على أنه رجل صغير، فمثلًا في قصة “غفلة بهلول” يصف الكاتب نظر الطفل للطيورعلى أنه أبله مع أنه طفل لديه حب استطلاع، وليس رجلا، ولكن الجيل الثالث بدأ يهتم بالقضايا المعاصرة وبالطفل في المجتمع، وإستطاع توظيف إستخدام الحيوانات والنباتات في القصص لبث قيم معاصرة.

وقال: إنه لابد أن نذكر أنه خلال العشرين سنة الأخيرة حصل عدد كبير من الكتاب المصريين والعرب على جوائز أدب الأطفال المصرية والعربية والعالمية مثل جائزة المجلس العالمى لكتب الأطفال بسويسرا, وجائزة التسامح التى تقدمها هيئة اليونسكو وهذا دليل على تميز عدد كبير من أدب الأطفال المعاصرين وقدرة أعمالهم على المنافسة والفوز على مؤلفين من العالم كله.ولكن العالم العربى فى حاجة شديدة إلى حركة نقدية لتقييم وتقويم أدب الأطفال لتسليط الضوء على الأعمال المتميزة ولإكتشاف الموهوبين من بين الكتاب الجدد وتشجيعهم على الإرتقاء بمستوى إبداعهم,ولتكون هناك أسس موضوعية يتعرف منها كل كاتب على مستوى مايبدعه,ولابد من التوسع فيما تقوم به مراكز الترجمة فى العالم العربى من ترجمات لأهم الدراسات النقدية والنظرية فى مجال أدب الأطفال والتوسع فى ترجمة النصوص الكاملة لروائع أدب الأطفال العالمى,وإنشاء أقسام لدراسات أدب الأطفال فى مختلف كليات الأداب والتربية بالجامعات العربية وأكاديميات الفنون ومعاهد النقد العليا.

وقالت شيرين كريديه ناشرة لبنانية لكتب الأطفال:أن ما يصدر للطفل يتأثر بعوامل عديدة أهمها المؤلف والرسام، والطفل ليس هو المشتري لكن من يختار له القصص المدرسة والأسرة، وموضوع كتاب الطفل أهم ما يهم الأسرة، أما عن نوعية الكتب الآن فإنها تتضمن أبطال الجيمز لمواكبة العصر.

وقالت أيضا: أن هناك مشكلة تواجه الناشر وهو خوفه من ألا تعجب الشخصية في القصص الطفل، وهذا قد يكلفه الكثير، ولعل هذا السبب في نشر القصص التي وجدوا أن أبطالها ذوي شعبية كبيرة لدى الطفل مثل سنو وايت وعقلة الإصبع. وأشارت إلى رفضها للعنف في كتب الأطفال، ويجب حل المشاكل في حبكة القصة بشكل سلمي، فبدلًا من قتل الذئب في القصة مثلًا حبسه في الخزانة.

وقالت المصادفة :إذا كان الخيال الجامح هو ما يستهوي الطفل، ولكن طبقا لعصره فعنده “بات مان “و”سوبر مان” فماذا يقدم كاتب الطفل لجذب الأطفال بعيدًا عن أزرار الكيبورد؟ فأجابت سماح أبو بكر: أنها أولًا تعتبر نفسها طفلة تكتب للكبار ويجب أن يكون بداخلها طفلة لتفهمهم وتكتب لهم، وأنها تحاول إعادة كتابة القصة الكلاسيكية لتواكب العصر، وطلبت من الأطفال إعادة كتابة القصص كما يرونها، وأكثر ما يحيرها هو إختيار عنوان لما تؤلفه، وأكثر ما يلهمها في قصصها للأطفال، فمثلًا رأت طفلاً يبيع الجرائد المليئة بأخبار الحروب، فكتبت قصة “حمادة صانع السعادة” وكان بطلها الطفل بائع الجرائد، ويجب معرفة ما يشغل الطفل لنكتب له، ثم تساءلت المصادفة عن سبب قلة أبطال القصص المشهورة لدى الطفل، وكيف يدشن الناشر لشخصية معينة.

وقالت الكاتبة  سماح أبو بكر :إن كاتب الأطفال هو طفل يكتب للأطفال، يتمتع بمقومات تجعله دائما يدهش الطفل، وإننا  قليلا ما نتحدث مع الطفل فعلينا إن ندرك ما يشغل ذهنه.

وأوضحت أنها حولت الحكايات الشعبية المتعارف عليها لحكايات مغايرة، مثل قصة السلحفاة التى سبقت الأرنب، فتحولت القصة من التعاطف مع السلحفاة إلى التعاطف مع الأرنب، حيث إن السلحفاة أصابها الغرور ولا تستجيب لأى نصحية فعادت الثقة إلى الأرنب .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button