يوم الأم 21/03 للمستشار الدكتور خالد السلامي
بقلم المستشار: د. خالد السلامي
لو خصصنا من كل عام 12 شهرا، ومن كل شهر 30 يوما، ومن كل يوما 24 ساعة نشكر فيها الأم ما وفيناها حقها. يحتفي العالم كله بالأم، شاكرين لها دورها العظيم في صناعة الأجيال، وبناء المجتمع. بل إن الله عز وجل خصها بالعديد من الآيات لما لها من فضل على الأسرة، قال تعالى (وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰلِدَیۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنࣲ وَفِصَـٰلُهُۥ فِی عَامَیۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِی وَلِوَ ٰلِدَیۡكَ إِلَیَّ ٱلۡمَصِیرُ) سورة لقمان 14
كما خصها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات بأحقيتها في البر والصحبة الحسنة، فقد سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحبتى) فأجابه (أمك) وقد كرر السائل سؤاله مرتين ويرد صل الله عليه وسلم ((أمُّك))، ليقدم الأم ثلاث مرات متتالية. كما قدم النبي صلى الله عليه وسلم بر الأمر على فضل الجهاد، فقد أمر أحد الصحابة بالعودة لأمة قائلا له (الزَمْها؛ فإنَّ الجَنَّة تحتَ رجلَيْها)
تلك الأم العظيمة التي قال فيها الشاعر حافظ إبراهيم :لأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ
بل إن كلمة (أم) فيها من العظمة ما يكفي لجميع سكان الأرض، فضلا عن الأم نفسها. تلك الكلمة العظيمة التي تحمل بين طياتها الحب والحنان والأمان والاستقرار. الأم، أحرص الناس على رعاية الأطفال وتنشئتهم تنشئة صالحة. الأم، التي ضحت بصحتها ومنحتها بصفاء نفس لأطفالها. الأم، التي ضحت بمستقبلها من أجل الأسرة. الأم، التي ضحت بلقمتها من أجل أن يشبه أطفالها. الأم، التي ضحت بشبابها من أجل طفولة أبناءها.
فتحية تقدير واحترام منا لكل أم حول العالم، كافحت من أجل أبنائها، وضحت من أجل أسرتها.
ومهما أتينا من كلمات، ومهما نظمنا من أبيات، تبقى الأم أكبر من كل وصف، ويبقى فضلها أسمى من كل حرف. فلا نجاح للأسرة بدونها، ولا معنى للحياة بغيرها. فتحية لك أيتها الملاك الطاهر، تحية إجلال ووفاء.. تحية لكل الأمهات في العالم، رمز الوطنية والعطاء.. تحية للأم التي كانت وستبقى هي منبع القيم الأصيلة وصانعة الرجال ومربية الأجيال.
#مجلة_نهر_الأمل