دور المرأة فى تحقيق التنمية المستدامة
بقلم .أ.د./ فاطمة نويجى
دور المرأة فى تحقيق التنمية المستدامة
تعتبر المرأة إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل بيئة نظيفة خالية من الكربون، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات تغير المناخ ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام.
وباعتماد الدول لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الجديدة 2030، يقر العالم مرة أخرى بأهمية دور المرأة في تحقيق الاستدامة. حيث دخلت أجندة التنمية المستدامة بأهدافها السبعة عشر حيز التنفيذ بداية من يناير 2016 بهدف إحداث تغيير إيجابي عالمي بحلول عام 2030 في العديد من المجالات. وقد تعددت الأهداف لتشمل أبعاد سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وصحية، وبيئية؛ تدور كلها حول نوعية الحياة الإنسانية، وقدرات وإمكانيات النظام الطبيعي الذي يحتضن هذه الحياة. وتحمل نظرة مستقبلية قوامها تحقيق تنمية تستجيب لحتياجات الحاضر، دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة للحصول على احتياجاتها. وبحلول 2030 تسعى الأهداف إلى إنهاء الفقر، وتغيير حياة الناس للأفضل، وحماية الكوكب وقد حملت الأجندة دعوات قيمية حول تحقيق العدالة والمساواة، والتوزيع الأفضل للموارد، وتجسير الفجوة بين الأجندة الحقوقية وبين مثيلتها التنموية. في هذا الإطار فإن هناك إرتباط عميق بين قضية المساواة بين الجنسين، وبين جميع أهداف/قطاعات الأجندة الدولية للتنمية المستدامة؛ أساسه أن المرأة ليست مجرد قضية أو قطاع ولكن هي نصف المجتمع، ونصف المورد البشري ، ونصف الفاعلين ، ونصف المساهمين في التنمية بسائر قطاعاتها، ونصف المستفيدين منها؛ وبالتالي فإن الحديث عنها وعن قضاياها يتقاطع عرضيا مع سائر القضايا المجتمعية التي تعبر عنها أجندة التنميــة. ونظرا لهذا التشابك؛ فلذلك لا يمكن طرح أي هدف تنموي دون التعرض لموقع المرأة فيه؛ ويصبح وضع المرأة بالتالي أحد الشروط الأساسية لتحقيق الأجندة التنموية.
لذا يجب أن يٌنظر للمرأة من ناحيتين؛ الأولى هي المرأة كموضوع من حيث مناقشة قضاياها واحتياجاتها وحقوقها ومطالبها في كل هدف، والثانية هي المرأة كفاعل؛ أي كشريك أساسي ضمن من يقع على عاتقهم تنفيذ التنمية على الأرض؛ وهنا يأتي الحديث عن دور المرأة، وعن معوقات هذا الدور وسبل تعزيزه. إن الاستثمار في تحسين وضع المرأة؛ يمكنه أن يرتب آثارا إيجابية مضاعفة على مستويات المعيشة، وجودة الحياة والتنمية بوجه عام؛ في حين أن الاستمرار في تجاهل فجوة المساواة بين الجنسين؛ يؤثر تأثيرا شديد السلبية على المجتمع وعلى عمليات التنمية.
وقد أثبت الواقع أن تطبيق سياسات تنموية لا تراعي المساواة بين الجنسين، وتتجاهل دور واحتياجات المرأة؛ هو أمر يرتبط إرتباطا طرديا باتساع فجوة المساواة في كافة المجالات . ولذلك يصبح من الضروري تحليل تأثير أي سياسة تنموية على كل من الرجل والمرأة بشكل منفصل منذ المراحل الأولى في التخطيط،ومتابعة الآثارالمترتبة عند التنفيذ.وإذا كانت هذه السياسات تؤدي إلى التمييز بين الرجل وبين المرأة؛ فيجب مراجعة هذه السياسات لتكون أكثر حساسية لبعد المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات التكميلية حتى يتم إلزالة آثار هذا التمييز.
ستتناول سلسة المقالات ” دور المرأة فى تحقيق التنمية المستدامة” تحليل دور المرأة فى تحقيق كل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر – 2030
التعريف ب أ.د./ فاطمة نويجى
أستاذ مساعد هندسة الاتصالات – كلية الهندسة – جامعة عين شمس
عضو مجلس بحوث الفضاء والإستشعار عن بعد – وزارة البحث العلمى
أستاذ ملحق بالجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية بالقاهرة
عضو اللجنة التوجيهية – مركز التمييز للطاقة MIT – ASU –
معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- الولايات المتحدة الأمريكية
د. فاطمة نويجى لديها أكثر من 20 عام من الخبرة الاكاديمية والبحثية فى كثير من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة ومنها الجامعة الامريكية بالقاهرة والجامعة الالمانية بالقاهرة والاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى و جامعة القاهرة.
د. فاطمة نويجى لديها أكثر من 50 بحث دولى فى دوريات دولية ذات معامل تأثير عالى ومؤتمرات دولية كثيرة فى مجالات هندسة الاتصالات والذكاء الإصطناعى والأقمار الصناعية والطاقة والابتكار.